mena-gmtdmp

الشيخة مي آل خليفة: الاستثمار في الثقافة وسيلتنا لمستقبل أفضل 

الشيخة مي آل الخليفة
الشيخة مي آل الخليفة


نجح مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025، الذي اختتم نسخته الأولى في الرياض تحت شعار " من ثقافتنا نبني اقتصادنا " في أن يستقطب نخبة من المثقفين ورواد الأعمال لاثراء الحوار حول فرص الاستثمار الواعدة في القطاع الثقافي والإبدعي ، حيث شهد المؤتمرتوقيع اتفافيات تعاون بقيمة تقارب 5 مليارات ريال، وفتح قنوات تمويل جديدة ، والتي من شأنها دعم خطط السعودية للتحول الثقافي ومساهمة القطاع في النمو الاقتصادي .
خلال المؤتمر التقت سيدتي بالشيخة مي بنت محمد آل خليفة الكاتبة والباحثة في مجال التاريخ ومؤسسة ورئيسة مجلس إدارة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في البحرين التي أشادت بجهود السعودية للنهوض في بالقطاع الثقافي وتحقيق الاستدامة والتنمية،مع المحافظة على الهوية والتراث والتي تعدها الرسالة الأهم لتحقيق مستقبل أفضل .


الثقافة السعودية

الشيخة مي آل خليفة


بداية عبرت الشيخة مي آل خليفة الكاتبة والباحثة في مجال التاريخ ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوثعن سعادتها بالمشاركة في مؤتمر الاستثمار الثقافي ضمن جلسة حوارية ثرية حيث قالت : يسعدني أن أشارككم الحديث عن موضوع الاستثمار الثقافي في هذا المؤتمر الجميل الذي تشرفت بالمشاركة فيه، فهو موضوع قريب إلى قلبي. إن الاستثمار في الثقافة هي المبادرة التي نعوّل عليها لإشراك القطاع الخاص في تنمية مستدامة للمواقع الأثرية، بما يعزز هويتنا ويحقق ما نتمنى لأوطاننا.
وفي سؤال حول النهضة التي تعيشها الثقافة السعودية محليا ووصولها لآفاق جديدة عالميا أكدت الشيخة مي آل خليفة خليفة أن التركيز على الثقافة وعلى الهوية والاستثمار فيهما هو ما يجلب سياحة ثقافية نوعية ويرتقي بالأوطان ويميزها، فدون ثقافة لا يمكن أن نحقق استدامة ولا أن نصنع الأمل. سمعت كلمة لأحد وزراء الثقافة من أوزبكستان يقول فيها إن التنمية دون ثقافة طريق إلى الهلاك، وهذا المعنى نؤمن به تمامًا، إذ إننا حين لا نلتفت إلى ثقافتنا وهويتنا لا نستطيع أن نحقق لأوطاننا ما نطمح إليه.
وتابعت : المحافظة على ما يميزنا من تراث وهوية هي الرسالة الأهم التي تحقق لنا مستقبلًا أفضل. النموذج الذي تقدمه المملكة العربية السعودية أصبح حاضرًا في كل محفل، وهناك الكثير من التعليقات تأتي إيجابية عن هذه المبادرات الرائعة،فالمادة الخام موجودة لدينا، ولكن يجب أن نخرجها بشكل مطور كي نصل بها إلى مستوى عالمي ونستقطب بها المستثمرين في هذا النوع من المنتجات الثقافية.وأتمنى أن تنتقل هذه العدوى إلى كل الأوطان ليستثمرو كما تفعل السعودية في الثقافة والهوية وما يحقق الاستدامة والنوعية.

ذاكرة المكان

الشيخة مي آل خليفة

وعن أهم نتائج وأهداف الاتفاقية التي تمت ما بين مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث والهيئة الملكية لمحافظة العلا في عام 2023 للتعاون الثقافي وتبادل الخبرات أشارت الشيخة مي آل خليفة إلى أن هذه الاتفاقية تركز على ترميم بعض المباني القديمة في مواقع تاريخية . ربما تأخر المشروع لفترة، ولكننا ننتظر أن نحتفل بافتتاحه في نوفمبر أو ديسمبر القادم .

ذاكرة المكان هو ما نحاول أن نبرزه في هذا المشروع وأتمنى أن ننطلق منها إلى مشاريع أكبر، وهو وسيلة جديدة باستخدام أدوات حديثة في موقع قديم، لكي نؤكد من خلالها على أهمية الذاكرة الجماعية. وكذلك أهمية الاستدامة باعتبارها ركيزة أساسية ،ودون رصد ميزانية لاستدامة المشاريع الثقافية لا تستطيع أن تقوم تلك المشاريع وأن تبقى وأن تعطي.
لذا من المهم العمل على مشاريع لترميم المباني القديمة وتوظيفها لحفظ ذاكرة المكان،ونتمنى أن ننطلق منها إلى مبادرات أكبر.

الثقافة والفنون

الشيخة مي آل خليفة

وعن أهمية مؤتمر الاستثمار الثقافي وغير من المبادرات الثقافية في تعزيز الثقافة والفنون وإثراء التواصل والحوار بين الأمم أكدت الشيخة مي : أن التواصل والتكامل بين الجهود هو ما يوصل أوطاننا إلى محطات جميلة ويحقق حضورًا بارزًا، ويؤكد أن أهم ما يميزنا هو هويتنا. الثقافة موجودة في كل مكان، وهي الغذاء الأساسي للأرواح والأذواق، وهي التي ترتقي بالمواطن بذائقته الفنية والجمالية. كما يقول دوستويفسكي: الجمال ينقذ العالم، وبأدوات الثقافة نجمل أوطاننا ونعطيها طابعًا مميزًا ونستقبل من يزورها ليتعرف عليها.
من دون هذه الأدوات ومن دون تطوير ما نملك لا يمكن أن نجاري العالم. الاستدامة عنصر أساسي، فالمشاريع الثقافية تحتاج إلى ميزانيات تضمن استمرارها وقدرتها على مقاومة الزمن ومواصلة العطاء. لذلك فإن الاستثمار في الثقافة وتشجيع المستثمرين على مد جسور التعاون ودعم القطاع الأهلي والرسمي أمر ضروري لضمان استمرارية هذه المشاريع.

وعي المجتمع

وعن أهمية الوعي المجتمعي في الاستثمار الثقافي لبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر أوضحت الشيخة مي أن المشاركة وتفعيل وإشراك المجتمع المحلي في الأنشطة وتوعيته بأهمية ما يملك أمر أساسي، فقد يغفل البعض عن قيمة الاستثمار في منزل قديم أو في نوع من المنسوجات أو الحرف، لكن تطوير هذه الأمور هو ما يجعلنا قادرين على تقديمها للعالم بشكل مطور يليق بمستوى عالمي ويستقطب المستثمرين في المنتج الثقافي المحلي.


واختتمت الشيخة مي آل خليفة حديثها لسيدتي : هذا اللقاء الجميل ينبئ بمستقبل مشرف، وتحية لكل الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ووزارة الثقافة تحديدًا في هذا المجال. وربما شهادتي مجروحة، لكن شهادات الآخرين من مؤتمرات دولية أكدت أن النموذج الذي تقدمه المملكة يقوم على الاستمرارية والرؤية الواضحة لمزيد من العمل.
تحياتي وأمنياتي بمزيد من الإشراق والعطاء والنجاح المستمر، فنحن دائمًا نعوّل على الثقافة لنرتقي بأوطاننا، والاستثمار فيها هو وسيلتنا لمستقبل أفضل للجميع.


اقرأ المزيد : مؤتمر الاستثمار الثقافي يناقش الدور المحوري للثقافة في أولى جلساته بالرياض