mena-gmtdmp

الرئيسة التنفيذية لجمعية الأزياء السعودية لولوة الشقحاء: نمهد الطريق ونصنع الجسور

الرئيسة التنفيذية لجمعية الأزياء السعودية لولوة الشقحاء
الرئيسة التنفيذية لجمعية الأزياء السعودية لولوة الشقحاء

أثبتت جمعيَّةُ الأزياء، وهي واحدةٌ من المبادراتِ الوطنيَّةِ المحوريَّة، منذ انطلاقتها الرسميَّةِ عامَ 2022، أنها مرجعيَّةٌ مهنيَّةٌ احترافيَّةٌ لروَّادِ القطاعِ والمهتمين بهذه الصناعةِ الإبداعيَّةِ سريعةِ النمو التي ترتكزُ إلى إرثٍ ثقافي غني، ورؤيةٍ شبابيَّةٍ طموحةٍ. هذا الدورُ، الذي امتازت به الجمعيَّة، استندَ إلى فريقٍ من الإداريين والخبراءِ والمختصين والمبدعين، في مقدِّمتهم لولوة الشقحاء، الرئيسةُ التنفيذيَّةُ للجمعيَّة، إذ اهتمَّت منذ تولِّيها المنصب بإبرازِ الأهميَّةِ الثقافيَّةِ للأزياءِ السعوديَّة، وتوفيرِ منصَّاتٍ وفرصٍ لدعمِ المبدعين الشباب، وتعزيزِ حضورِ الجمعيَّةِ في المعارضِ والمحافلِ المتعلِّقةِ بالأزياء محلياً وعالمياً.. في هذا الحوارِ، تُخبرنا الشقحاء عن تطلُّعاتها لهذا القطاعِ الذي وإن كان يستقطبُ الخبراتِ العالميَّة، لكنَّه يُبادلهم أيضاً بمصادرِ الإلهامِ من البيئةِ، والتاريخِ، والثقافةِ السعوديَّةِ الأصيلة، لأن الهويَّة، كما تقولُ، «ليست عائقاً أمامَ الحداثة، بل هي مصدرُ قوَّةٍ».

حوار: عبير بو حمدان
تصوير :صالح الغنام


لولوة الشقحاء

الرئيسة التنفيذية لجمعية الأزياء السعودية لولوة الشقحاء
   الرئيسة التنفيذية لجمعية الأزياء السعودية لولوة الشقحاء
 


سوقُ الأزياءِ في السعوديَّةِ من أكبر الأسواقِ وأسرعها نمواً بالمنطقة، في رأيكِ ما أبرزُ العواملِ التي أسهمت في هذا النمو؟

النموُّ في سوقِ الأزياءِ السعودي، لم يأتِ من فراغٍ، بل هو انعكاسٌ لتحوُّلاتٍ عميقةٍ في المجتمع. على مستوى الأفرادِ، أصبح الزي وسيلةً للتعبيرِ عن الهويَّةِ الشخصيَّةِ والتفرُّد، فالشابُّ والفتاةُ اليوم، يسعيان إلى تمييزِ أنفسهما عبر ما يرتديانه. كذلك، رؤيةُ 2030، وما تبعها من دعمِ وزارةِ الثقافة، جعلت القطاعَ الإبداعي شريكاً أساسياً في التنمية. هذا إضافةً إلى دخولِ استثماراتٍ جديدةٍ، وتنامي التجارةِ الإلكترونيَّة، وتوسُّعِ البنيةِ التحتيَّةِ للفعاليَّات. كلُّ ما تقدَّم عواملُ، رسمت ملامحَ هذا النموِّ المتسارع.

وفقَ تقاريرَ اقتصاديَّةٍ، يُعدُّ حجمُ الإنفاقِ على الصناعةِ المحليَّةِ للأزياءِ ضخماً جداً. بالنسبةِ إلى الجمعيَّة، ما الدورُ الذي تلعبه لدعمِ المصمِّمين المحليين والارتقاءِ بالقطاع؟

نحن نُمكِّن المصمِّمين من خلال برامجَ تدريبيَّةٍ متخصِّصةٍ، ومنصَّاتِ عرضٍ راقيةٍ داخل السعوديَّةِ وخارجها، وشراكاتٍ استراتيجيَّةٍ مع مؤسَّساتٍ محليَّةٍ وعالميَّةٍ، تفتحُ أمامهم أبوابَ الأسواق. أيضاً، تعملُ الجمعيَّةُ على بناءِ قاعدةِ بياناتٍ وطنيَّةٍ، تضمُّ آلاف العاملين في القطاع، ما يُسهِّل ربطهم مع المستثمرين والمموِّلين. نؤمنُ بأن المصمِّمَ السعودي، يحتاج إلى بيئةٍ متكاملةٍ، تحتويه منذ الفكرةِ حتى التسويق، وهذا ما نعملُ عليه.

تُشدِّدين دوماً على أهميَّةِ زيادةِ الوعي بدورِ الأزياء، ما المبادراتُ التي تُقدِّمها الجمعيَّةُ في هذا السياق؟

أطلقنا حزمةَ مبادراتٍ، أبرزها PFA Spotlight، وPFA Talk، وBackstage Pass، وكلُّها تهدفُ إلى جعل الأزياءِ جزءاً من الوعي العام بوصفها قيمةً ثقافيَّةً واقتصاديَّةً، وليست منتجاً استهلاكياً فقط. من خلال هذه المبادراتِ، نُسلِّط الضوءَ على قصصٍ ملهمةٍ، ونربطُ الأزياءَ بالهويَّةِ الوطنيَّةِ والابتكار.
من عالم التصميم والأزياء يمكنك التعرف على المصممة السعودية لبنى فرهود

كيف تتعاون الجمعيَّةُ مع الجهاتِ الحكوميَّةِ والقطاعِ الخاصِّ لضمانِ نموٍّ مستدامٍ؟

نحن نؤمنُ بأن الشراكةَ، هي الطريقُ إلى الاستدامة. وقَّعنا مذكَّرةَ تفاهمٍ مع مؤسَّسةِ «أظلال»، وفنونِ التراثِ لتعزيزِ الروابطِ بين الأزياءِ والحِرفِ التقليديَّة، كما أطلقنا شراكةً مميَّزةً مع نادي العلا الرياضي ضمن مبادراتِ المسؤوليَّةِ الاجتماعيَّةِ لإبرازِ المصمِّمين المحليين في القطاعِ الرياضي. مثل هذه الشراكاتِ، تفتحُ نوافذَ جديدةً للمصمِّمين، وتربطهم بمؤسَّساتٍ فاعلةٍ في المجتمع، ما يُعزِّز من حضورهم وفرصهم التجاريَّة.

كيف ترين وجودَ المصمِّمين السعوديين على الساحةِ العالميَّة، وما الدورُ الذي تلعبه الجمعيَّةُ لتعزيزِ الحضورِ السعودي في المحافلِ الدوليَّة؟

نحن نعيشُ لحظةَ فخرٍ حقيقيَّةً. رأينا المصمِّم محمد آشي يعرضُ في باريس بوصفه من أبرزِ الأسماءِ العالميَّة، وهو عضوٌ مؤسِّسٌ في الجمعيَّة. كذلك دعمنا مشاركةَ المصمِّم أحمد الوهيبي وعلامتهToo Dark To See Tomorrow في «قصص سنغافورة» عامَ 2024، وأسهمنا في مشاركةِ خالد المسعود بعلامته Awaken، ودانة أبو أحمد بعلامتها Daneh في Portugal Fashion. كلُّ هذه المشاركاتِ تثبتُ أن المصمِّمَ السعودي قادرٌ على أن يكون سفيراً مبدعاً في أرقى المنصَّاتِ العالميَّة، ونحن في الجمعيَّة، نرى أن من واجبنا أن نُمهِّد الطريق، ونصنعَ الجسور.

"الخبراء العالميون لا ينقلون خبراتهم فقط، بل يستلهمون من بيئتنا وثقافتنا، ليولد تفاعل محلي وعالمي"

 

كيف يمكن للمصمِّمين السعوديين الحفاظُ على هويَّتهم الثقافيَّةِ في ظلِّ العولمة؟

الهويَّةُ ليست عائقاً أمامَ الحداثة، بل هي مصدرُ قوَّةٍ. كثيرٌ من المصمِّمين السعوديين برعوا في ذلك، على سبيلِ المثال مشاعل السديري التي أعادت صياغةَ التراثِ بلمسةٍ عصريَّةٍ، وحنان التركي التي وظَّفت تقنيَّاتٍ محليَّةً بأسلوبٍ يناسبُ السوقَ العالميَّة. السرُّ يكمن في احترامِ التراث، والجرأةِ على إعادةِ تقديمه بروحٍ جديدةٍ.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع مصممة الأزياء السعودية أضوى عدنان أكبر

كيف تُقيِّمين دورَ المرأةِ في قطاعِ الأزياءِ السعودي؟

المرأةُ، هي قلبُ هذا القطاعِ النابض. لدينا قصصُ نجاحٍ مثل «دار حكايات» لعليا وعبير عريف، إذ أصبحت رمزاً للأناقةِ المعاصرة، ونورة سليمان التي حصدت اعترافاً دولياً، إضافةً إلى عشراتِ المصمِّماتِ الشابَّات اللاتي يصنعن أسماءَهن يوماً بعد آخر. هذه النماذجُ تبرهنُ على أن المرأةَ السعوديَّةَ لا تكتفي بالمشاركةِ فقط، بل وتقودُ وتبتكرُ وتفتحُ آفاقاً جديدةً أيضاً.

بالنسبةِ إلى دوركِ الشخصي، ما الحافزُ الأكبرُ الذي يدفعكِ للوجودِ في هذا القطاع؟

ما يدفعني هو الأثرُ الملموسُ الذي أراه كلَّ يومٍ: شابٌّ، أو شابَّةٌ، يجدُ في الجمعيَّةِ نقطةَ انطلاقٍ لموهبته، أو مصمِّمٌ، يستفيدُ من منصَّةٍ توصله إلى العالميَّة. هذا الأثرُ المباشرُ على الأفراد، هو ما يجعلني أعملُ بشغفٍ، لأنني أؤمنُ بأن كلَّ قِصَّةِ نجاحٍ صغيرةٍ، ستصنعُ مستقبلاً كبيراً للقطاعِ بأكمله.

ما الإنجازُ الذي تفتخرين به شخصياً، وتعتقدين أن له الأثرَ الأكبر في تحقيقِ أهدافِ الجمعيَّة؟

أفتخرُ بأننا في فترةٍ قصيرةٍ، أطلقنا مشروعاتٍ نوعيَّةً بدعمٍ من وزارةِ الثقافة مثل «المؤشِّرات الجغرافيَّة للزي التقليدي»، وأبرمنا تعاوناً استثنائياً مع Portugal Fashion، لكنْ ما يزيدُ فخري أن فريقَ الجمعيَّة يتكوَّن بالكاملِ من شابَّاتٍ سعوديَّاتٍ، يعملن في بيئةٍ مبدعةٍ وحيويَّةٍ، ويجمعهن الشغفُ والحلمُ برؤيةِ السعوديَّةِ في المقدِّمة.

صياغة مستقبل الوطن

الرئيسة التنفيذية لجمعية الأزياء السعودية لولوة الشقحاء
 الرئيسة التنفيذية لجمعية الأزياء السعودية لولوة الشقحاء


بصفتكِ نموذجاً قيادياً للمرأةِ السعوديَّة، ما رسالتكِ لنساءِ الوطن، ونحن على مشارفِ اليوم الوطني؟

رسالتي، أن كلَّ امرأةٍ سعوديَّةٍ تمتلك قِصَّةً فريدةً، تستحقُّ أن تُروى. قوَّتها ليست في تقليدِ غيرها، بل في تفرُّدها وإيمانها بنفسها. نحن نعيشُ اليوم زمناً غير مسبوقٍ من الفرص، وعلى المرأةِ السعوديَّةِ أن تستثمرَ هذه اللحظة، لتترك بصمتها، وتكون جزءاً من صياغةِ مستقبلِ الوطن.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط