mena-gmtdmp

الشيف ورائدة الأعمال السعودية بسمة الخريجي: نكهاتنا الموروثة تحيا حين تخاطب العالم

الشيف ورائدة الأعمال السعودية بسمة الخريجي
الشيف ورائدة الأعمال السعودية بسمة الخريجي

اكتشفت الشيف ورائدةُ الأعمالِ السعوديَّة بسمة الخريجي شغفَها بالطهي في الصغر، وتحديداً في مطبخِ البيتِ الذي انطلقت منه إلى العالميَّة، لتصبحَ اليوم من أوائلِ رائداتِ الأعمالِ في هذا المجال، فهي طاهيةٌ ماهرةٌ، وصاحبةُ مطعمٍ، واستشاريَّةٌ بمجالِ المأكولاتِ والمشروباتِ في السعوديَّة.

زهراء الخالدي Zahraa AlKhaldi
تصوير | محمد المانع Mohammed Almana
مكياج | ريهام نصير Reham Nusair
شعر | نجاة Najat


البدايات والنجاحات

الشيف بسمة الخريجي


كيف تصفين لنا بداياتكِ في عالمِ الطهي؟

بدايتي كانت من مطبخِ البيتِ حيث تعلَّمتُ أن الدفء، يأتي من قِدرٍ يغلي بحبٍّ على النار، ورائحةِ خبزٍ، تملأ الصباح. درستُ إدارةَ الأعمالِ، لأن الطريقَ حينها لم يكن ممهَّداً للبنات، فتخصُّصُ فنونِ الطهي والضيافة كان غير متاحٍ آنذاك، لكنَّ قلبي بقي هناك، واستمررتُ في الطريق، وبدأتُ بخطوةٍ صغيرةٍ بافتتاحِ مقهى، ثم كبرت الأحلامُ مع «سوشل كيتشن» الذي يُعدَّ بمنزلة بيتٍ كبيرٍ للضيوف. كلُّ طبقٍ فيه، يروي حكايةً، وكلُّ خدمةٍ، تعكسُ ثقافتنا.

من أين استلهمتِ شغفكِ في الجمعِ بين الثقافةِ والضيافة؟

استلهمته من مدينةِ جدة ببحرها، وبوَّاباتها، ولهجاتها وتنوُّعها. لقد أردتُ تقديمَ ضيافةٍ سعوديَّةٍ بروحٍ عالميَّةٍ، تجمعُ بين الأصالةِ والحداثة، وترجمةَ هذا الموروثِ إلى تجربةٍ تتناسبُ مع الحاضر.

ما أبرزُ التحدِّياتِ التي واجهتكِ، وكيف تغلَّبتِ عليها؟

بالطبع هناك تحدِّياتٌ وصعوباتٌ، لكنْ الأهم أن تُشكِّل هذه التحدِّياتُ حافزاً للاستمرار. من العوائق التي واجهتها في البداياتِ، هو أنني امرأةٌ، وأمٌّ تقود فريقاً، ولديها مشروعاتٌ. هذه النماذجُ لم تكن كثيرةً في ذلك الوقت، لكنني صنعتُ طريقي خطوةً بخطوةٍ، وبنيتُ دائرةَ دعمٍ، ونظَّمتُ وقتي بصدقٍ، وتعلَّمتُ أن أتراجع عندما يتطلَّبُ الأمرُ ذلك، ثم أن أعودَ بمحاولةٍ أقوى.

الأسرة والأمومة

كيف تنظرين إلى دورِ الأسرةِ في دعمِ مسيرتكِ؟

الأسرةُ هي ظهري وسندي، وبناتي شاهدن الحلمَ وهو يتحقَّقُ ويكبر، وأهمُّ ما تعلَّمنه أن الوصولَ للنجاح، يحتاجُ إلى الصبرِ والصدق.

كيف تُحقِّقين التوازنَ بين مسؤوليَّاتكِ العائليَّةِ ونجاحاتكِ المهنيَّة؟

أنا لا أؤمنُ بتوازنٍ ثابتٍ، وإنما بتناغمٍ، يتغيَّرُ مع الأيام، وعليه أرتِّبُ أيامي حول لحظاتٍ، لا أساومُ عليها مع بناتي، لذا أشركهما في يوميَّاتي قدرَ المستطاع.

كيف غيَّرت الأمومةُ نظرتكِ للإبداعِ والقيادة؟

الأمومةُ جعلتني أكثر رحمةً ودقَّةً في آنٍ واحدٍ، وعلَّمتني كيف أكون قياديَّةً قويَّةً، وأن التفاصيلَ الصغيرة، تصنعُ راحةَ الضيفِ وفرحته.

ما نصيحتكِ للأمَّهاتِ الراغباتِ في ريادةِ الأعمال؟

نصيحتي لهن: ابدأن خطوةً بخطوةٍ، ولا تنتظرن اللحظةَ المثاليَّة، وأحطن أنفسكن بدائرةِ دعمٍ، تؤمنُ بكن، وتدفعكن للأمام، ولا تبحثن عن الكمال، بل اسعين نحو الصدقِ ِوالاستمراريَّة. هكذا تُبنى الأحلام.
ما رأيك بالتعرف على السعودية بسمة الميمان

 

"الأسرة هي ظهري وسندي، وبناتي شاهدن الحلم وهو يتحقق ويكبر، وأهم ما تعلمنه أن الوصول إلى النجاح يحتاج إلى الصبر"


الإبداع والمشروعات

الشيف بسمة الخريجي مع ابنتها


كيف توازنين بين الإبداعِ والجانبِ التجاري؟

أبدأ دائماً من الطبقِ، ومن القِصَّةِ التي تُحيط به، ثم أضعُ الأرقامَ إلى جوارِ الحلم مع مراعاةِ جودةِ المكوِّن، وتكلفةِ الطبق، وانسيابيَّةِ التشغيل، وهويَّةِ العلامة، وتجربةِ الضيف. بهذه الطريقةِ، أحافظُ على الفكرةِ جميلةً، وفي الوقتِ نفسه، تكون قابلةً للاستمرار.

ما اللحظاتُ التي شعرتِ فيها بالفخرِ خلال مسيرتكِ العمليَّة؟

الفخرُ رافقني في محطَّاتٍ عدة، مثلاً عندما رأيتُ أوَّلَ ابتسامةٍ في The Social Kitchen، وحين أضاءَ Alieía في جدة بروحه الخاصَّة، وعندما تحوَّل The Good Butcher إلى رحلةٍ صادقةٍ من المصدرِ إلى الطاولة. كذلك شعرتُ بالفخرِ عندما أصبح Khalila بيتاً ثالثاً للناس، يجتمعون فيه حول الطعامِ والموسيقى.

كيف تختارين الفريقَ الذي يعملُ معك؟

في عملنا التفاصيلُ مهمَّةٌ جداً، لذا أبحثُ عن عينٍ تُلاحظ، وأذنٍ تصغي، وقلبٍ لا يُجامل. المهارةُ يمكن تعلُّمها، لكنْ الأمانةُ والذوقُ والمسؤوليَّة، هي الأساسيَّات.

ليست كلّ الأفكارِ ترى النورَ، كيف تنظرين لهذه التجارب؟

المشروعاتُ التي لم تكتمل، منحتني كثيراً من الدروسِ المبكِّرة، واختصرت عليَّ أعواماً من الالتفاف، وأعطتني وضوحاً أكبر تجاه ما يستحقُّ أن أضعَ فيه الوقتَ والموارد. هي محطَّاتٌ، تعلَّمتُ منها بقدرِ ما تعلَّمتُ من النجاحات.

دور المرأة السعودية

كيف يمكن للمرأةِ السعوديَّةِ أن تترك بصمتَها في الضيافةِ والثقافة؟

يمكن لكلِّ امرأةٍ أن تترك بصمتها بطرقٍ مختلفةٍ. المرأةُ السعوديَّةُ اليوم في شتَّى المجالات لديها بصمةٌ. هي يمكنها أن تصبحَ صاحبةَ مطعمٍ، وأن تقودَ فريقاً كاملاً، وأن تُطلِقَ علامةً تجاريَّةً، وأن تخاطبَ العالمَ في الوقت نفسه.

كيف انعكست رؤيةُ 2030 على تمكين المرأة؟

لرؤيةِ 2030 دورٌ كبيرٌ في تمكينِ المرأة، إذ فتحت أمامها مجالاتٍ كثيرةً، وأعمالاً متنوِّعةً، كما صنعت فرصاً حقيقيَّةً لتصبحَ المرأةُ السعوديَّةُ قائدةً.
يمكنك أيضًا التعرف على طبيبة الأسنان ومدربة قيادة الدراجات النارية السعودية رؤى طلال

 

"لأمهاتٍ يرغبن ريادة الأعمال إبدأن خطوة خطوة، أحطن أنفسكن بدائرة دعم، تؤمن بكن وتدفعكن إلى الأمام"


الموروث الثقافي السعودي

الشيف بسمة الخريجي

كيف يكون الموروثُ جزءاً من تجربةِ الطهي والضيافةِ المعاصرة؟

بأن نستلهمَ القيمَ والعاداتِ والنكهاتِ من تراثنا، وأن نُعيدَ تقديمها بأسلوبٍ عصري، يتناسبُ مع الحاضر.

هل إعادةُ تقديمِ المأكولاتِ التقليديَّةِ بصياغةٍ حديثةٍ، تُعرِّفُ العالمَ بثقافتنا؟

بالطبع. حين نُقدِّم أطباقنا بطريقةٍ معاصرةٍ، سيبقى التراثُ حياً ومتجدِّداً دون أن يفقدَ هويَّته وأصالته.

كيف يمكن الموازنةُ بين الأصالةِ واللمساتِ العصريَّة؟

أحافظُ على النكهةِ والمكوِّناتِ الأصليَّةِ والجودة. التغييرُ، يحدثُ في الشكلِ، وطريقةِ التقديمِ المتجدِّدة.

ما دورُ الطهاة ورواد الضيافة في حماية الموروث للأجيال؟

للطهاةِ دورٌ مهمٌّ في حمايةِ الموروثِ للأجيال، ويكمنُ دورهم في التوثيقِ، والتعليمِ، وإجراءِ شراكاتٍ مع الحرفيين والمزارعين حتى نحفظَ وصفاتِ الأمَّهات، ونبني منصَّاتٍ، تنقلُ تجاربنا وثقافتنا في فنونِ الطهي إلى العالم.

المستقبل والإلهام

ما نصيحتكِ للشبابِ والشابَّاتِ الراغبين في دخولِ عالمِ الطهي، أو ريادةِ الأعمالِ الثقافيَّة؟

في هذا السؤالِ أفضِّلُ أن تكون الإجابةُ على شقَّين، الأوَّلُ عن عالمِ الطهي، وهو ما يحتاجُ إلى أعواماً من الخبرةِ والممارسة، أمَّا ريادةُ الأعمال، فهي عالمُ الأرقامِ والدراسة، إلى جانبِ الخبرةِ، ورسمِ الخططِ الجيِّدةِ والمدروسة.

هل هناك مشروعاتٌ مستقبليَّةٌ تعملين عليها؟

نعم، أعملُ الآن على مشروعٍ مختلفٍ قليلاً عن عالمِ المطاعم، وهو مشروعُ منصَّةٍ عن جودةِ الحياة، تساعدُ المستخدمين في تحويلِ البيتِ إلى مكانٍ مريحٍ، يُلبِّي احتياجاتهم، وتُستَخدمُ فيه المساحاتُ بشكلٍ صحيحٍ. أيضاً سأطلقُ علامةً شبابيَّةً، ومطعمَين، أحدهما في وجهةٍ سياحيَّةٍ مهمَّةٍ، والثاني هويَّةٌ جديدةٌ لمشروعٍ سبقَ العملُ عليه.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

الشيف بسمة الخريجي