mena-gmtdmp

مديرة متحف الفن الإسلامي شيخة ناصر النصر: في قطر يلتقي التراث بالغد المشرق

شيخة ناصر النصر، مديرة متحف الفن الإسلامي في قطر
شيخة ناصر النصر، مديرة متحف الفن الإسلامي في قطر

بمناسبة اليوم الوطني القطري، يتحوَّلُ متحفُ الفنِّ الإسلامي إلى منارةٍ للاحتفالِ بالتراثِ، والهويَّةِ القطريَّةِ أمامَ العالم أجمع، مجسِّداً الرؤيةَ القياديَّةَ الاستثنائيَّةَ التي تؤمنُ بأن «الثقافةَ قوَّةٌ ناعمةٌ قادرةٌ على بناءِ جسورٍ بين الشعوب».
​ومنذ تولي شيخة ناصر النصر إدارةَ المتحف بعد مسيرةٍ مهنيَّةٍ حافلةٍ بالإنجازات، امتدَّت نحو عقدَين من الزمن، حرصت على استكمالِ رسالةِ هذه المؤسَّسةِ ذات الثقلِ التاريخي والثقافي العظيم، لتبقى في صلبِ الحركةِ الثقافيَّةِ القطريَّة، ومن أهمِّ المؤسَّساتِ الثقافيَّةِ في المنطقةِ ككلٍّ.
​في هذا الحوارِ مع «سيدتي»، تتحدَّثُ شيخة النصر عن قيمةِ المؤسَّسةِ التي تديرها اليوم، ودورِ المرأةِ القطريَّةِ القيادي في قطاعِ الثقافة، كما تستعرضُ أبرزَ المحطَّاتِ الملهمةِ في مسيرتها.

حوار: عبير بو حمدان Abeer Bou Hamdan

تقدير محلي وعالمي

 

شيخة ناصر النصر، مديرة متحف الفن الإسلامي في قطر


لنبدأ لقاءَنا من الحدثِ الأقربِ زمنياً، وهو حصولكم على جائزةِ القائدِ الصاعد في قطاعِ السياحةِ ضمن جوائزِ قطرِ للسياحة، ونيلِ متحفِ الفنِّ الإسلامي جائزةَ التجربةِ السياحيَّةِ الثقافيَّةِ المتميِّزة، ما الذي يُمثِّله لكم هذا التكريم؟

شرَّفني الحصولُ على جائزةِ «القائدِ الصاعدِ في قطاع السياحة»، فهي بالنسبةِ لي تقديرٌ لمسيرةٍ جماعيَّةٍ، شارك فيها فريقُ متحفِ الفنِّ الإسلامي بأكمله. هذا التكريمُ، يعكسُ الجهدَ الذي نبذله لتقديمِ تجربةٍ ثقافيَّةٍ استثنائيَّةٍ لزوَّارنا، ويبرزُ المتحفَ بوصفه واجهةً، تُعرِّف العالمَ على التراثِ الإسلامي، لكنْ بروحٍ معاصرةٍ.
ما يُميِّز تجربتي، هو إيماني العميقُ بأن الثقافةَ قوَّةٌ ناعمةٌ قادرةٌ على بناءِ جسورٍ بين الشعوب، وأن دورنا يتجاوزُ العرضَ إلى الإلهامِ، والتواصلِ، وإحياءِ التاريخِ في أذهانِ الجمهور.

شيخة ناصر النصر تستلم جائزة قطر للسياحة 2025

أخيراً أيضاً تمَّ تكريمكم بوسامِ الفنون والآداب الفرنسي من وزيرةِ الثقافةِ الفرنسيَّة، كيف تشعرون وأنتم تُقدِّمون الثقافةَ القطريَّةَ للعالمِ بأبهى صورها؟

الحصولُ على وسامِ الفنون والآداب من الجمهوريَّةِ الفرنسيَّة، شكَّل لحظةً مؤثِّرةٍ ومفصليَّةٍ بالنسبةِ لي. شعوري الأكبرُ، هو الامتنانُ، والفخرُ بأن أكون جزءاً من حركةٍ ثقافيَّةٍ قطريَّةٍ، تجعلُ من الثقافةِ لغةَ حوارٍ عالميَّة. هذا التكريمُ، يُؤكِّد أن الجهودَ التي نبذلها في قطر، تُحدِثُ صدى دولياً، وأن متحفَ الفن الإسلامي، يلعبُ دوراً رئيساً في إعادةِ تقديمِ الفنِّ الإسلامي بعمقه وجماليَّاته إلى العالم.

المسيرة المهنية والتحول الشخصي

شيخة ناصر النصر، مع ضيوف معرض مقعد على المائدة: ثقافة الطعام في العالم الإسلامي
وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي تزور متحف الفن الإسلامي


أي تجربةٍ شخصيَّةٍ، أو نقطةِ إلهامٍ، كانت بمنزلةِ الشرارةِ التي جذبتكم نحو عالمِ المتاحف، وجعلتكم تتَّخذون قرارَ التحوُّلِ الجذري في مساركم الدراسي والمهني من الأدبِ الإنجليزي إلى الدراساتِ المتحفيَّةِ والفنِّ الإسلامي؟

لطالما كان لدي شغفٌ بالثقافةِ، والهويَّةِ، والسردِ الإنساني، سواء في الأدبِ، أو الفن. مع الوقتِ، وجدتُ أن المتاحف، تُتيح مساحةً أوسعَ لربطِ الناسِ بتاريخها، وتُقدِّم طرقاً عدة لسردِ الحكايات. كانت هذه القناعةُ نقطةَ التحوُّلِ التي جعلتني أتابعُ دراساتي العليا في مجالِ المتاحفِ والفنِّ الإسلامي. لقد شعرتُ بأن هذا المجال، يجمعُ بين الشغفِ الأكاديمي، والرسالةِ الثقافيَّة.

لديكم رصيدٌ أكاديمي مميَّزٌ، يشملُ أكثر من 15 ورقةً بحثيَّةً، كيف تصفون لنا هذه الرحلةَ البحثيَّةَ المثرية؟

سعيتُ من خلال أبحاثي إلى دراسةِ الفنِّ الإسلامي من زوايا متعدِّدةٍ، تشملُ الفنونَ التطبيقيَّة، والعمارةَ، والمقتنياتِ المتحفيَّة. ركَّزت كثيراً على العلاقةِ بين القطعةِ الفنيَّة، وسياقها الثقافي، لأن فهمَ السياق، يساعدُ في تقديمِ قِصَّةٍ أكثر اكتمالاً للزائر. البحثُ العلمي بالنسبةِ لي، كان ولا يزالُ جزءاً مهماً من تطويرِ المحتوى المتحفي ورسالته التعليميَّة.

الرؤية والدور القيادي للمتحف

متحف الفن الإسلامي في قطر


كيف انعكست خلفيَّتكم وخبرتكم الأكاديميَّةُ والمهنيَّةُ المتعمِّقةُ بشكلٍ مباشرٍ على رؤيتكم واستراتيجيَّتكم لإدارةِ مؤسَّسةٍ ثقافيَّةٍ بحجمِ وأهميَّةِ متحفِ الفنِّ الإسلامي اليوم؟

خبرتي الأكاديميَّةُ والميدانيَّة، أكَّدت لي أهميَّةَ تحقيقِ توازنٍ دقيقٍ بين الحفاظِ على الأصالة، وتجديدِ التجربةِ الثقافيَّة. رؤيتي للمتحف، تتجاوزُ كونه مجرَّد صالةِ عرضٍ، إذ أسعى إلى تحويله لفضاءٍ حي، ينبضُ بالتجربةِ والمعرفة. عليه، نُركِّز على إثراءِ المحتوى البحثي، وتعزيزِ البرامجِ التعليميَّة، وتوظيفِ التقنيَّاتِ التفاعليَّة، وتطويرِ مبادراتِ المشاركةِ المجتمعيَّة بهدفِ بناءِ تجربةٍ متكاملةٍ، تُعمِّق تفاعلَ الجمهورِ مع المتحف، وتجعله جزءاً فاعلاً من رحلته الثقافيَّة.

ما أهمُّ الأدوارِ التي يسعى المتحفُ إلى تأديتها حالياً، خاصَّةً فيما يتعلَّقُ بحفظِ التراثِ الإسلامي، وتعزيزِ التفاهمِ الثقافي العالمي، وتبيانِ مكانةِ دولةِ قطر بوصفها مركزاً ثقافياً ريادياً؟

يؤدي متحفُ الفنِّ الإسلامي منذ افتتاحه أدواراً عدة، تتجاوزُ كونه أيقونةً معماريَّةً فريدةً، صمَّمها المهندسُ العالمي «آي إم باي».
في ظلِّ قيادةِ الشيخةِ الميَّاسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسةِ مجلسِ أمناء متاحف قطر، خطا المتحفُ خطواتٍ مهمَّةً نحو ترسيخِ مكانته، وأدواره الحيويَّةِ بوصفه من أهمِّ المؤسَّساتِ الثقافيَّةِ في المنطقةِ والعالم، وتحوَّلَ إلى مركزٍ نابضٍ بالحياة، لا يقتصرُ دوره فقط على عرضِ المقتنياتِ، والتحفِ النادرة، بل ويمتدُّ أيضاً، ليُصبح فضاءً للحوارِ، والتجريبِ الفنِّي، والتعليمِ والبحثِ العلمي، وملتقى للفنَّانين، والباحثين، والجمهورِ على اختلافِ اهتماماتهم. كذلك يسعى إلى تعزيزِ التفاهمِ الثقافي، والحوارِ العالمي من خلال المعارضِ، والشراكاتِ الدوليَّة، وتسليطِ الضوءِ على إرثِ الحضارةِ الإسلاميَّة وكنوزها وإبداعاتها، وتقديمها بأسلوبٍ معاصرٍ، يجذبُ الزوَّارَ من جميع الأعمار، إلى جانبِ العمل بوصفه مركزاً للتعلُّمِ والإبداع، ما يعكسُ رؤيةَ قطر كمركزٍ ثقافي رائدٍ إقليمياً ودولياً، ويجعله منصَّةً حيَّةً للتفاعلِ الثقافي والتعليم الفنِّي والبحثي.

شيخة ناصر النصر في المؤتمر الرابع لتحالف متاحف طريق الحرير في هانغتشو بالصين

نحن نعيشُ في عصرٍ رقمي متسارعٍ، كيف يتعاملُ المتحفُ مع تحدِّياتِ العصرِ الرقمي؟

نعملُ في متحفِ الفنِّ الإسلامي على دمجِ التكنولوجيا بذكاءٍ لتعزيزِ التجربةِ المتحفيَّة، وتوسيعِ آفاقها، وليس استبدالها. تُستَخدمُ التقنيَّاتُ الرقميَّةُ مثل الواقعِ المعزّز، والوسائطِ التفاعليَّة، لتقديمِ المجموعاتِ الفنيَّةِ بعمقٍ أكبر، وتمكينِ الزوَّارِ من الاطِّلاعِ على تفاصيلِ القطع، وفهمِ سياقها التاريخي والثقافي بطريقةٍ مبتكرةٍ. كذلك نُوفِّر تطبيقاتٍ تعليميَّةً، وبرامجَ رقميَّةً للأطفالِ والشباب لتعزيزِ تفاعلهم، مع الحفاظ دائماً على تجربةِ المتحفِ بوصفه مساحةً للتأمُّلِ والتفاعلِ المباشرِ مع الفنِّ الإسلامي.
وقبل أكثر من شهرَين، أطلقت متاحفُ قطر قطعاً فنيَّةً افتراضيَّةً من مقتنياتِ المتحفِ الإسلامي على الإنترنت، ما عزَّز حضورَه في العالمِ الافتراضي، ووسَّع وصوله إلى جمهورٍ عالمي متنوِّعٍ.
وخلال العامِ المقبل، سنُطلِقُ برامجَ عدة، ترتبطُ بالتكنولوجيا والذكاءِ الاصطناعي، بالتعاونِ مع وزارةِ المواصلاتِ في قطر لدمجِ هذه التقنيَّاتِ الحديثةِ في خدمةِ الفنون الإسلاميَّة، وإبرازِ المتحفِ بوصفه مكاناً، يُثبت أن التراث، ليس ماضياً ثابتاً، وإنما روحٌ متجدِّدةٌ، تُلهِمُ الحاضر، وتصوغُ المستقبل.
اقرؤوا أيضاً، أجمل عبارات تهنئة وفخر بمناسبة اليوم الوطني القطري 2025

نرجو أن تُحدِّثونا عن أهمِّ الشراكاتِ الوطنيَّةِ والعالميَّةِ التي يعقدها المتحفُ اليوم؟

لدينا تعاونٌ وثيقٌ مع أكبر المؤسَّساتِ الثقافيَّةِ حول العالم عبر المعارضِ المشتركة، وبرامجِ الإعارةِ البحثيَّة، كما نعملُ مع جميع المؤسَّساتِ الوطنيَّةِ لتعزيزِ مكانةِ قطر بوصفها مركزاً عالمياً للفنِّ الإسلامي، وإبراز كفاءاتنا المحليَّة. على سبيلِ المثال لا الحصر، نتعاونُ مع وزارةِ الأوقاف والشؤون الإسلاميَّة من خلال مسابقةِ «الرقيم» للخطِّ العربي، ومع وزارةِ التنمية الاجتماعيَّة والأسرة في فعاليَّاتٍ عدة، بينها «يومُ الأسرة» إضافةً إلى مركزِ رعايةِ الأيتام «دريمة». كذلك نعملُ مع وزارةِ التربية والتعليم، والتعليمِ العالي في برامجَ، تستهدفُ الطلَّاب مثل مسابقةِ «ارسم»، وبرنامجِ «سفير المتحف»، إلى جانبِ دمجِ الثقافةِ المتحفيَّةِ ضمن المناهج التعليميَّة، وإجراءِ جولاتٍ تعريفيَّةٍ بالهندسةِ الزخرفيَّةِ والعمارةِ الإسلاميَّة لتعزيزِ وعيهم بأهميَّة المتاحف.
وعلى المستويين الإقليمي والدولي، هناك تعاونٌ مستمرٌّ مع متاحفَ خليجيَّةٍ عدة، وقد وقَّعنا أخيراً اتفاقيَّةً مع «متحفِ عمان عبر الزمان»، كما سنقدِّم مجموعةً من معروضاتِ المتحفِ في «متحفِ اللوفر أبو ظبي» بدايةَ العام المقبل. أيضاً شارك المتحفُ بـ «بينالي الفنون الإسلاميَّة 2025» في جدة حيث عرضنا كنوزاً أثريَّةً مختارةً بعنايةٍ لتسليطِ الضوءِ على موضوعِ البينالي حول الأرقام، وإبرازِ تميُّزِ الفنِّ الإسلامي في الرياضيات والعلوم، ونُشارك كذلك في «مبادراتِ الأعوامِ الثقافيَّةِ» التي تُطلقها متاحفُ قطر سنوياً مع دولٍ مختلفةٍ مثل «العامِ الثقافي» مع المملكة المغربيَّة، الذي تضمَّن تنظيمَ أربعةِ معارض. ودولياً أيضاً، تعاون المتحفُ مع متحفِ القصر في هونج كونج عبر معرضِ «عجائب السجَّاد الإمبراطوري»، ومعرضِ «الفنِّ الإسلامي: رحلةٌ في دروب السَّنا» الذي نُظِّم بالتعاونِ مع المتحفِ الوطني الكوري لتعريفِ الجمهورِ بالثقافةِ والحضارةِ الإسلاميَّة، وتشجيعِ التبادلِ الثقافي، ونشرِ الوعي بالتراثِ الفنِّي الإسلامي عالمياً. وحالياً، نسعى لإطلاقِ خطَّةٍ موسَّعةٍ لإقامةِ معارضَ متنقِّلةٍ في دولٍ عدة العامَ المقبل، وسيتمُّ الإعلانُ عنها قريباً.

دور المرأة القطرية في الحراك الثقافي

 

شيخة ناصر النصر وأمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي ، خلال زيارتها متحف الفن الإسلامي


كيف ترون تطوُّرَ دورِ المرأةِ القطريَّةِ وقدرتها على قيادةِ المؤسَّساتِ الفنيَّةِ والثقافيَّةِ في إطارِ تحقيقِ أهدافِ رؤيةِ قطر الوطنيَّة 2030؟

بدايةً، وضعت رؤيةُ قطر 2030 تمكينَ المرأةِ على سُلَّم الأولويَّات، وصُمِّمت لذلك استراتيجيَّاتٌ فاعلهٌ لتمكينها وتطويرها، ما أتاحَ لها الفرصةَ للمشاركةِ الفاعلةِ في صُنع القرار، والإسهامِ في تطويرِ المشهدِ الثقافي، وقد انعكسَ هذا الأمرُ بوضوحٍ على الدورِ الريادي الذي تُؤديه المرأةُ القطريَّةُ اليوم في القطاعَين الثقافي والفنِّي، إذ تُشارك في قيادةِ المتاحفِ والمراكزِ الثقافيَّةِ داخلَ البلادِ وخارجها، وتُسهم في ترسيخِ مكانةِ الدولةِ بوصفها مركزاً للإبداعِ والحوار الحضاري.
وقد كان لهذا الدعمِ المستمرِّ للمرأةِ القطريَّةِ أثرٌ مباشرٌ في مسيرتي، إذ أتاحَ لي الفرصةَ لتولي منصبٍ ثقافي رفيعٍ في قيادةِ متحفِ الفنِّ الإسلامي، والإسهامِ في مواصلةِ رسالته الحضاريَّةِ على المستويين المحلي والعالمي.
ونحن في متحفِ الفنِّ الإسلامي، نعملُ باستمرارٍ على تخصيصِ مساحاتٍ للفنَّاناتِ القطريَّاتِ لعرض أعمالهن، ونُنظِّم برامجَ وحواراتٍ، تُسلِّط الضوء على إنجازاتهن وإبداعاتهن في مختلفِ المجالات الفنيَّة.
كذلك يضمُّ المتحفُ كوادرَ نسائيَّةً قطريَّةً نوعيَّةً في مجالاتٍ متخصِّصةٍ مثل الترميمِ والمخطوطات، ونولي اهتماماً كبيراً بتطويرِ مهاراتهن من خلال برامجَ تدريبيَّةٍ مكثَّفةٍ، تهدفُ إلى تمكينهن من إدارةِ مشروعاتٍ متحفيَّةٍ معقَّدةٍ، وتقديمِ أعمالٍ رفيعةِ المستوى على الصعيدَين المحلي والدولي.

اليوم الوطني القطري «18 ديسمبر»

 

مسابقة أرسم في متحف الفن الإسلامي


كيف تستعدُّ متاحفُ قطر، ومتحفُ الفنِّ الإسلامي خاصَّةً للاحتفالِ باليوم الوطني القطري؟

أطلقت متاحفُ قطر العامَ الجاري احتفاليَّةً كبرى بعنوان «أمَّةُ التطوُّر»، تمتدُّ على مدارِ 18 شهراً، احتفاءً بمرورِ 50 عاماً على تأسيسِ متحفِ قطر الوطني، و20 عاماً على تأسيسِ متاحفِ قطر. الاحتفاليَّة، تُركِّز على المحطَّاتِ الثقافيَّةِ البارزةِ في مسيرةِ الدولة خلال الـ 50 عاماً الماضية، وتُشرِفُ عليها مبادرةُ «قطر تُبدع»، التي تُكرِّس موقعَ قطر بوصفها منارةً للإبداع، ومركزاً عالمياً للحوارِ الثقافي.
ونحن في متحفِ الفنِّ الإسلامي، نقومُ بإعدادِ برامجَ وأنشطةٍ مخصَّصةٍ، تحتفي بتاريخِ قطر وتراثها الغني، مع التركيزِ على تقديمِ معروضاتٍ تفاعليَّةٍ، وتجاربَ تعليميَّةٍ، تُناسب العائلاتِ، والأطفالَ، والزوَّارَ من جميع الجنسيات. هدفنا أن يعيشَ كلُّ زائرٍ تجربةً ممتعةً، تجعلُ الاحتفالَ باليوم الوطني رحلةً متكاملةً، تتيحُ للجميع التواصلَ مع تاريخِ وهويَّةِ قطر، والارتباطَ بروحها الثقافيَّةِ العميقة.
إن رسالتنا الأساسيَّة، هي التأكيدُ على أن قطر، تُمثِّل امتداداً حضارياً، يجمعُ بين الجذورِ التاريخيَّةِ العميقة، والانفتاحِ على المستقبل، إذ يلتقي التراثُ بالغدِ المشرق. ويُعدُّ اليوم الوطني فرصةً للتأكيدِ على هذا التوازنِ الرائع، وتعزيزِ شعورِ الفخرِ والانتماءِ لدى الجميع، وتسليطِ الضوءِ على هويَّةِ قطر الثقافيَّةِ بوصفها منارةً للفنّ والعلم والقيم على المستويين المحلي والعالمي.
أخيراً، هكذا قطر تحتفي بيومها الوطني تحت شعار "بكم تعلو ومنكم تنتظر"