mena-gmtdmp

في اليوم الوطني السعودي.. سعوديات في الرداء الأبيض 

في لوحة مشرقة من مسيرة الوطن، تتلألأ إنجازات المرأة السعودية في ميدان الصحة كعنوان للفخر والاعتزاز. فمن بداياتها في خدمة المجتمع ورعاية المرضى، إلى حضورها اليوم في الصفوف الأولى كطبيبة وباحثة وممارسة صحية، سطّرت المرأة السعودية قصة نجاح وطنية، حيث إن إسهاماتها في مجال الطب لم تكن مجرد مشاركة، بل كانت ولا تزال عنواناً للريادة والعطاء، وتجسد رؤية المملكة في تمكين المرأة، وترسم لوحة مشرقة لنهضة صحية تتماشى مع تطلعات وطن يزداد قوة وازدهاراً عاماً بعد عام. وفي هذه المسيرة المشرقة، برزت أسماء خالدة صنعت الفارق وأرست دعائم الريادة؛ فمن د. صديقة كمال، أول طبيبة سعودية تلتحق بالعمل في وزارة الصحة، إلى د. آمال بدر الدين السماري، التي أغنت المكتبة الطبية بكتابها «الرعاية المثالية لصحة الطفل»، وصولاً إلى د. خولة بنت سامي الكريع، كبيرة علماء أبحاث السرطان وأيقونة الإبداع العلمي، تتجلى صورة المرأة السعودية كقوة فاعلة وركيزة أساسية في رفعة الوطن. وهُنّ نماذج مضيئة من كثيرات أبدعن وأسهمن في تعزيز مكانة المملكة في ميدان الصحة والبحث العلمي.

إعداد: لينا الحوراني
تصوير: محمد فوزي


وفي اليوم الوطني السعودي؛ حيث تحتفل به المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر من كل عام، التقينا بثلاث طبيبات سعوديات، يعملن خارج حدود وطنهن، وينقلن خبراتهن إلى أرض مجاورة، ووطن آخر هو الإمارات العربية المتحدة.

د. خديجة الجفري: أعطيتِ الثقة فاثبتي قدراتك

د. خديجة الجفري: أعطيتِ الثقة فاثبتي قدراتك


بدأت د. خديجة الجفري، استشارية أمراض جلدية، من ديرما ميد كلينيك بدبي، حديثها عن المرأة السعودية في عصر الذكاء الاصطناعي، التي تفخر بمشاركتها في هذا التحول، وقالت: "أرى أن المرأة السعودية اليوم ما عادت تكتفي أن تتابع التغيرات من بُعد، بل صارت جزءاً من صناعة هذا التحول. الذكاء الاصطناعي ليس فقط لتسهيل عملها، بل للمساهمة في ابتكار حلول طبية وعلمية. عندنا طبيبات سعوديات يستخدمن الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر، وفي تحسين رعاية المرضى، وهذا يعكس أن المرأة السعودية لم تعد على الهامش، بل أصبحت في قلب هذا التغيير، تثبت أنها قادرة على قيادة المرحلة القادمة بكل ثقة".

قرارات غيّرت حياة النساء

تحدثت د. خديجة عن الإنجازات التي حققتها السعودية في عصر الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للمرأة في مجال الطب، التي صارت، كما تقول د. خديجة، تحولات نفخر بها، وتابعت: "في السابق كان حضور الطبيبة السعودية محدوداً، واليوم نراها في كل التخصصات من الجراحة إلى الأمراض الجلدية إلى الأبحاث. الأبواب صارت مفتوحة، والفرص أكبر، وأصبح عندنا قدوات سعوديات نفتخر فيهن على مستوى محلي وعالمي.
بالنسبة لي، أكثر قرار، أصدرته السعودية، ولمسني شخصياً هو تمكين المرأة في التعليم والعمل. هذا القرار غيّر حياة كثير من النساء، وأعطاهن ثقة ومساحة يثبتن فيها قدراتهن. أنا كطبيبة شعرت أن مستقبلي لم يعد يحدّه سقف، وأنه بإمكاني أن أنجز كل ما أطمح له بالاجتهاد.

لا تتوقفي هنا

في اليوم الوطني السعودي، تخاطب د. خديجة جميع النساء السعوديات : "أقول لكل امرأة سعودية: افتخري بنفسك وبما حققته، لكن لا تتوقفي هنا. المستقبل أمامك، والسعودية اليوم تعطيك الأدوات والدعم، والباقي بيدك. كوني مؤمنة أنك قادرة، وكوني صوتاً وبصمة في مجالك. وكل خطوة تخطينها للأمام هي إضافة لنا كلنا كوطن. والأهم أن نكون نحن النساء سنداً لبعضنا، ندعم ونمكّن بعضنا، ونفرح بإنجازات بعضنا البعض؛ لأن نجاح المرأة السعودية هو نجاح لكل السعوديات، أنتِ لم تعودي على الهامش، بل أصبحتِ في قلب التحول بالذكاء الاصطناعي، تبتكرين وتساهمين في تطوير الرعاية الطبية. تقدمي فالأبواب صارت مفتوحة بشكل غير مسبوق، لقد منحتِ الثقة والمساحة لتثبتي قدراتك. افتخري بنفسك وادعمي غيرك، وكوني سنداً ومصدر فخر لكل النساء".

د. عزيزة المغيولي: أنتِ شريكة فاعلة في القطاع الطبي

د. عزيزة المغيولي: أنتِ شريكة فاعلة في القطاع الطبي


د. عزيزة المغيولي، اختصاصي علاج نفسي سريري، في مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي. تخرجت عام 2007 من جامعة الملك سعود، وكان ذلك بداية رحلتها المهنية، التي تقول عنها: "لم أحصل فقط على شهادة، بل على ثقة عالية وتدريب قويين، وغُرست في داخلي قيم العطاء والمسؤولية، التي رافقتني طوال مسيرتي العملية. وها أنا هنا في الإمارات؛ لأجتمع بزملائي في المهنة، على هذه الأرض، برؤية مشتركة، شعارها الإنسان أولاً، فالطب في الإمارات والسعودية يقومان على خدمة المريض بأعلى جودة، مع تطوير مستمر للبنية التحتية الصحية، والاستفادة من أحدث التقنيات الطبية، والتعاون في البحث والتدريب.. العمل في الإمارات منحني بيئة متعددة الثقافات، وتعلّمت من خبرات طبية عالمية متنوعة. كما وفّر لي المجال لاستخدام أحدث التقنيات وتطوير نفسي بشكل مستمر. والأجمل أنني عشت تجربة إنسانية غنية، تقوم على التسامح والتعاون".

شريكة فاعلة

وعن النقلة الطبية التي حصلت في السعودية في السنوات الأخيرة، تقول د. عزيزة المغيولي: "شهدت السعودية نقلة نوعية واضحة؛ بدءاً من افتتاح مراكز طبية متقدمة، وإدخال الروبوتات والتقنيات الحديثة، وزيادة فرص تدريب الأطباء محلياً وعالمياً، وتوسيع الأبحاث الطبية. ومن أجمل ما تحقق أيضاً هو تمكين المرأة السعودية؛ لتكون شريكة فاعلة في القطاع الطبي، في مواقع قيادية وفي قلب العمل الصحي اليومي.

سفيرات في ميادين الرحمة

في اليوم الوطني السعودي، تقول د. عزيزة المغيولي، لكل الطبيبات السعوديات: أنتن فخر الوطن وسفراؤه في ميادين الرحمة. كل جهد تبذلنه وكل مريض تساعدنه، هو مساهمة في بناء وطن أقوى. شكراً لكنّ، ودام عز الوطن بكنّ.

د. عبير العنزي: أمثّل بلدي في أيّ مكان

د. عبير العنزي: أمثّل بلدي في أيّ مكان

د. عبير العنزي اختصاصية أولى في طب الأقدام في قسم جراحة الأوعية الدموية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي. تخرجت في المملكة العربية السعودية في تخصص الطب، وكانت تلك المرحلة نقطة انطلاق مهمة في حياتها المهنية، كما تقول، وتتابع: "المملكة لم تكتفِ بتقديم التعليم الأكاديمي فحسب، بل منحتني بيئة تعليمية متكاملة وداعمة، وزودتني بالمهارات السريرية والعملية التي أحتاجها؛ لأكون طبيبة قادرة على خدمة مجتمعي. هذه المميزات كانت السبب في ثقتي بنفسي وقدرتي على تمثيل بلدي في أي مكان أتواجد فيه".

الالتزام بالقيم الإنسانية

تحدثت د. عبير عمّا يجمع الطبيب الإماراتي بزميله السعودي، وقالت: "يجمعنا هدف واحد وهو خدمة الإنسان وتقديم أفضل رعاية صحية للمريض بغض النظر عن المكان أو الانتماء، وهناك قواسم مشتركة كبيرة بيننا مثل الالتزام بالمبادئ والقيم الإنسانية والمهنية، الحرص على التطوير المستمر، والاستفادة من أحدث ما وصل إليه العلم لخدمة المرضى. هذا التعاون يعزز التكامل بين خبراتنا ويقوي القطاع الصحي في المنطقة.
تؤكد د. عبير، أن العمل في الإمارات منحها فرصة ثمينة لتطبيق ما تعلمته في المملكة ونقل خبرتها ومعرفتها إلى مجتمع متنوع الثقافات، وتستطرد قائلة: "كما تعلمت الكثير من بيئة العمل هنا؛ حيث وجدت دعماً كبيراً من الزملاء وإدارة المستشفى، إضافة إلى استخدام أحدث التقنيات الطبية التي ساعدتني على تطوير مهاراتي بشكل أكبر. الإمارات احتضنتنا ككادر طبي سعودي، وهذا محل تقدير وامتنان كبيرين".

اليوم الوطني تذكير نرد به الجميل لوطننا الغالي

تشهد د. عبير أن قطاع الصحة في السعودية حقق نقلة نوعية هائلة في السنوات الأخيرة بفضل رؤية 2030. وتتابع قائلة: "هناك تركيز كبير على تحسين جودة الرعاية الصحية، وتوسيع الخدمات الرقمية مثل الصحة الإلكترونية والعيادات الافتراضية، بالإضافة إلى الاستثمار في الكوادر الطبية والتخصصات الدقيقة. هذا التطور يعكس اهتمام القيادة بصحة المواطنين والمقيمين ويجعلنا فخورين بما تحقق.
وبمناسبة اليوم الوطني السعودي، تقول لكل طبيب سعودي، وطبيبة: "أنتم سفراء المملكة في كل مكان. استمروا في تطوير أنفسكم ونقل صورة مشرفة عن بلدكم، وكونوا جزءاً من النهضة الصحية التي تشهدها السعودية. واليوم الوطني هو تذكير لنا جميعاً بأن نرد الجميل لوطننا الغالي".
طبيبات سعوديات حققن نجاحات عالمية