مع دخول فصل الخريف وما يبثه من مشاعر مدهشة تدفع نحو نهايات قديمة وأمل ببدايات جديدة يطل شهر أكتوبر بإطلالته الوردية، وشرائطه الأيقونية، وسياقاته الرمزية الداعية لرفع مستوى الوعي وتوخي الحذر وتثقيف الجمهور حول الوقاية والكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث تستغل العديد من المنظمات والمؤسسات الصحية والعلاجية هذا الشهر لمشاركة قصص الناجين، بمن فيهم الأفراد الذين يحملون اسم أوتم autumn "تعني خريف بالإنجليزية"، لإلهام الآخرين وتشجيعهم على دعم مرض سرطان الثدي وأبحاثه وعلاجاته.
دلالات شهر التوعية بسرطان الثدي تختلف من شخص لآخر

بينما يشعر البعض بالإلهام، يشعر الكثيرون ممن يتعايشون مع سرطان الثدي بالأمل، حيث يُعَد شهر أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي العالمي وقت للإضاءة حول المرض وأحدث علاجاته ولزيادة الوعي بمدى انتشاره، وكيفية الوقاية منه وتثقيف الجمهور حول أهمية الكشف المبكر، وجمع التبرعات للأبحاث ودعم المتضررين من المرض.
قد يختلف معنى شهر التوعية بسرطان الثدي من شخص لآخر. بالنسبة للبعض، هو بمثابة مُحفّز - 31 يوماً من أيام الخريف التي يتساقط فيها المرض مفسحاً المجال لميلاد جديد للناجين، حيث يذّكرهم هذا الشهر بسياقاته ورمزياته بشريط ورديّ اللون يبث أملاً وحياة لمرضى غيّر المرض العضال حياتهم للأبد. وبالنسبة لآخرين، فهو فرصة لإظهار دعمهم لأكثر من مليوني امرأة حول العالم يُشخّصن بهذا المرض سنوياً.
بداية الاحتفال بشهر للتوعية بسرطان الثدي

بحسب موقع breastcancer.org، يرتبط شهر أكتوبر بسرطان الثدي لأن أول حملة وطنية للتوعية بسرطان الثدي (NBCAM) أُطلقت في أكتوبر 1985 من قِبل الجمعية الأمريكية للسرطان لتعزيز الكشف المبكر عن سرطان الثدي ولتثقيف الجمهور حول فوائد تصوير الثدي بالأشعة السينية. وقد استمرت الحملة أسبوعاً كاملاً ونظمتها الجمعية الأمريكية للسرطان، بالشراكة مع شركة إمبريال للصناعات الكيميائية، وهي شركة بريطانية تُصنّع عقار تاموكسيفين.
حملة أكتوبر الوردي
مع مرور الوقت، تطور الحدث إلى حملة تُعرف باسم "أكتوبر الوردي" اكتسبت زخماً وانضمت إليها منظمات أخرى في مختلف أنحاء العالم، وقد تطورت الحملة لاحقاً لتصبح فعاليةً تستمر شهراً كاملاً، لتعكس انتشارها العالمي وانتشار رمزها الشريط الوردي الشهير، وأصبحت منظمة الصحة العالمية أيضاً تدعم وتروج لهذا الشهر بهدف زيادة الوعي العالمي بأهمية الوقاية والكشف المبكر عن سرطان الثدي حيث تم اعتماد شهر أكتوبر بشكل عالمي كـ"الشهر الوردي" لجمع التبرعات والتوعية من أجل البحث والوقاية ودعم المرضى.
لماذا الشريط الوردي؟

طُرح الشريط الوردي عام 1992 نتيجة تعاون بين ألكسندرا بيني من مجلة SELF وإيفلين لودر من شركة Estée Lauder، وهي ناجية من سرطان الثدي، قامت بتوزيع الشرائط الوردية بعد العدد السنوي الثاني للمجلة في حملة للتوعية بسرطان الثدي، وقد تم الاتفاق على اللون الوردي بعد رفض شريط بلون مختلف، ليكتسب هذا اللون المميز فيما بعد شهرة واسعة كرمز للتوعية بسرطان الثدي والتضامن والدعم مع المرضى.
ظهرت أشكال أخرى من الشريط الوردي في السنوات الأخيرة للتوعية بأن المصابين بسرطان الثدي ليسوا متماثلين. وتشمل هذه الأشكال أشرطة للتوعية بسرطان الثدي النقيلي، وسرطان الثدي لدى الرجال، وسرطان الثدي الالتهابي، وغيرها.
والرابط التالي يعرفك إلى إحدى الملهمات من محاربات سرطان الثدي حيث قصة السيدة بهية التي حولت منزلها لمركز متخصص لعلاج سرطان الثدي
الغرض من شهر التوعية بسرطان الثدي
بحسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية .who.int، شهر التوعية بسرطان الثدي هو حملة صحية دولية تُقام كل أكتوبر بهدف تعزيز الفحص المبكر والحد من خطر الإصابة بالمرض، الذي يصيب 2.3 مليون امرأة حول العالم. يشتهر هذا الشهر بلونه الوردي، ويتضمن عدداً من الحملات والبرامج المصممة من أجل:
زيادة الوعي
تثقيف الجمهور حول سرطان الثدي، وعوامل خطره مثل العمر والسمنة والنشاط البدني المحدود، وأعراضه، وأهمية الفحوصات الدورية المبكرة لزيادة فرص الشفاء، حيث يتم تشجيع النساء على إجراء فحص سرطان الثدي بانتظام بدءاً من سن الأربعين أو قبل ذلك، اعتماداً على تاريخ الإصابة بسرطان الثدي لأحد أفراد العائلة.
التوعية بالوقاية
نشر المعلومات حول طرق الوقاية، بما في ذلك أهمية الفحص الذاتي للثدي بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وتجنب بعض العلاجات الهرمونية.
تمويل الأبحاث
البحث في أسباب المرض، والوقاية منه، والعلاجات المحتملة له، أملاً في الوصول إلى علاجات فعالة تساهم في خفض معدلات الوفيات وتحسين نوعية حياة المرضى وصولاً إلى الشفاء الكامل.
دعم المرضى
توفير الدعم والموارد الأساسية للمرضى والناجين من خلال توفير منصة للمصابين والناجين لمشاركة تجاربهم وذكرياتهم مع الآخرين، وتقليل الوصمة المرتبطة بالمرض، وإظهار الدعم والتضامن ومساعدتهم على الشعور بأنهم ليسوا بمفردهم مما يرفع من روحهم المعنوية ويحسن من نفسياتهم ويزيد من فرصهم بالشفاء.
جمع التبرعات
تنظيم فعاليات لجمع الأموال اللازمة لتمويل علاج المرضى المحتاجين ودعم الأبحاث الهادفة إلى تطوير علاجات جديدة ومستهدفة، وتحسين طرق العلاج المتاحة.
تشجيع الكشف المبكر
تشجيع النساء (والرجال) على إجراء الفحص للكشف المبكر، لأن ذلك يُحسّن بشكل كبير معدلات النجاة.
وإذا تابعت الرابط التالي؛ فستتعرفين إلى إجابة هذا السؤال المؤلم: أنا مريضة سرطان كيف أخبر عائلتي؟!