mena-gmtdmp

7 خطوات مهمة لتعليم الطفل الدفاع عن نفسه

صورة تعبر عن قوة الطفل في الدفاع عن نفسه
من المهم أن يدافع الطفل عن نفسه وفق خطوات مهمة

تكتشف الأم بعد انتقال طفلها من حضنها الدافئ إلى العالم الخارجي -أي حين يبدأ باللعب مع الصغار الآخرين حتى لو كان ذلك في محيط المنزل- أن طفلها يتعرض دائماً للاعتداء بالضرب، أو باللسان عن طريق الشتائم من باقي الأطفال، وأنه لا يعرف كيف يدافع ويرد الأذى عن نفسه، فغالباً ما يتعارك الأطفال الصغار مع بعضهم البعض بدافع الغيرة وحب التملك مثلاً، ويتعاركون لأسباب مختلفة كثيرة أيضاً؛ مثل العراك على الألعاب والتنافس، ويتعدى الاعتداء بالضرب فيما بينهم إلى أن يصل أحياناً للتسبب بالأذى والخطر الشديد.
يسبّب تعرض طفلك للاعتداء من الآخرين، وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه؛ مشاكل نفسية له، وتؤثر هذه المشاكل على تكوين وبناء شخصيته في المستقبل، كما أن الاعتداء اللفظي على الطفل يؤدي إلى نتائج وآثار على شخصية ونفسية الطفل أكثر من الإيذاء الجسدي، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى 7 خطوات مهمة لتعليم الطفل الدفاع عن نفسه، ومن بينها تعزيز ثقته بنفسه، والتواصل والحوار معه، وتعليمه رياضات دفاعية، وغيرها من الخطوات البسيطة، في الآتي:

1. تعزيز ثقة الطفل بنفسه لكي يدافع عنها

  • اعلمي أن تعليم طفلك الدفاع عن نفسه أمام الآخرين ومواجهة الحياة بشكل عام؛ يحتاج إلى تحقيق توازن بين غرس ثقة الطفل بالنفس وتعليمه وتدريبه على كيفية التعامل مع المواقف المحيطة المختلفة بحكمة، ومن دون اندفاع يؤدي إلى الندم.
  • اعلمي أن أولى الخطوات لكي يدافع طفلك عن نفسه؛ أن تساعدي طفلك وبشكل فعال، ومن خلال تجارب حياتيه، على بناء ثقته بنفسه، وأولى التجارب هي إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن مشاعره وعرض آرائه، كما أن مدح الطفل عندما يتخذ قراراً جيداً وتعزيز شعوره بأنه قادر على إبداء الرأي، وأن رأيه يحترم ويقدّر؛ يسهم بدور كبير في بناء ثقته بنفسه، وتحويله لإنسان قوي يضع حدوداً للآخرين؛ لكي لا يعتدوا عليه لفظياً أو جسدياً.

2. تعليم الطفل احترام الآخرين وحماية حدوده لكي يدافع عن نفسه

الصداقة بين الأطفال
  • علّمي طفلك أن يقول "لا" بحزم عندما يشعر بعدم الارتياح أو الشك من نوايا الآخرين، أو التعدي على خصوصيته، حيث إنه من الضروري أن تدربي طفلك على أن يحافظ على عدم لمس جسمه من أي شخص، بقصد أن يسبب له الأذى الجسدي؛ مثل أن يضربه أو يمزق ملابسه أو يجرحه بأي آلة حادّة مثلاً، مما يسبب له النزف، ويبدأ التدريب في الحفاظ على الجسم؛ بأن تدرب الأم طفلها على استخدام تعبيرات وجهه؛ لصد الهجوم عليه من أي شخص، ولكي يشعر هذا الشخص بقوة الطفل، فعن طريق ملامح الوجه وعدم الرضوخ والانهيار والبكاء مثلاً؛ فالطفل يستطيع أن يُظهر بكل ذلك للطرف الآخر قوته وتماسكه، وبأنه ليس من السهل أن يستهدفه ويهاجمه ويعتدي عليه.
  • دربي طفلك على أن يستخدم عبارات دفاعية قصيرة مهمة؛ مثل أن يقول للطرف الآخر: "أنا لن أسمح لك بأن تعتدي عليَّ"، وبهذه العبارة فهو يُظهر قوته وتماسكه، ويضع حدوده الخاصة أمام الشخص الذي يريد الاعتداء، مع محاولة عدم طلب الرد من طفلك؛ بألا تقولي له: "اضرب من يضربك" فهذه تربية غير صحيحة، وعليكِ أن تتعلمي كيف تمنعين طفلك من الضرب من دون أن يتخلى عن حقه؟ والأفضل أن يبدأ الطفل بدفع المعتدي عنه بعيداً لحل الخلاف، ثم يطلب النجدة من الكبار.

3. ضرب الأمثلة للمواقف الواقعية لكي يستعد لها الطفل دفاعاً عن نفسه

قُومي بتمثيل مواقف يمكن أن يتعرض لها طفلك في المدرسة أو الشارع أو النادي، فالطفل من الطبيعي أن يتعرض إلى التنمر المدرسي، وكذلك مضايقات أخرى تهز ثقته بنفسه، وتجعله يكره المدرسة، ولذلك اضربي له أمثلة، وقومي بتكوين مقطع تمثيلي من باقي الإخوة، ولو على سبيل المزاح؛ لكي تضعي طفلك داخل الموقف، وأن يكون مستعداً للتصرف والرد الصحيح، سواء عن طريق الكلام أو السلوك.

4. التحاق الطفل في دورات رياضات الدفاع عن النفس

فتيات صغيرات يمارسن رياضة دفاعية


اهتمي واحرصي على أن يلتحق طفلك بدورات رياضية مخصصة للدفاع عن النفس، مثل الكاراتيه أو التايكوندو، فهي دورات مفيدة وسليمة لتعليمه المهارات البدنية التي تساعده من أجل الدفاع عن نفسه، في حال لاحظتِ أن طفلك يعاني من ضعف في الثقة بنفسه؛ أي أن طفلك لا يثق بقدراته الجسدية والعقلية لتدبر المواقف، أو أن طفلك لديه شعور دائماً بالخوف؛ بأنه سوف يتعرض للأذى من الآخرين لأنهم أقوياء، وهو لا يمتلك قوة جسدية مثلهم، مع الحرص على تعليم الطفل أن قوة الإنسان ليست في بدنه على الإطلاق، وأن العقل السليم في الجسم السليم.

5. تعويد الطفل على التحلي بالهدوء والتصرف بعقلانية

العنف بين الأطفال
  • أخبري طفلك بأن استخدام العنف مع الآخرين، أو الرد على المواقف السيئة التي تحتوي على عنف والتي يتعرض لها؛ لا يكون التصدي لها عن طريق الرد بالاعتداء؛ لأن الاعتداء الجسدي أو العنف اللفظي، ليس دائماً هو الحل الأمثل للمشاكل.
  • ذكّري طفلك دائماً، وذكري نفسك أيضاً، بأن العنف لا يجلب إلا العنف، ولذلك فنحن لا نريد أن نشيع ثقافة الاعتداء في المجتمع، ولكن هناك التحلي بالصبر والهدوء وإحكام العقل، والقدرة على حساب الأمور وتحري الأسباب، وتذكر النتائج وتوقعها، مما يقلل من فرص الرد المتسرع غير المحمود العواقب.
  • عرّفي طفلك أن هناك طرقاً أفضل وأكثر تقبلاً، وتؤدي إلى نتائج أفضل في حال التعرض للعنف والسلوك العدواني؛ مثل طلب المساعدة من الأشخاص الكبار، سواء الأبوين أو المعلمين، والتحدث بلطف وأدب مع المعتدي، ولكن بحزم؛ لأن الشخص المؤدب يفرض احترامه على من حوله رغماً عنهم.

6. أهمية الاستماع والتواصل المستمر مع الطفل

  • كوني دائماً مستعدة للاستماع لما يواجه طفلك من مشاكل، ولا تسخري من أي مشكلة مهما كانت بسيطة، ولا تتهمي طفلك بالجبن، ولا تخبري الآخرين بما يتعرض له طفلك من باب الاستهانة به.
  • أشعري طفلك بالأمان، واستمعي لمشكلته؛ لكي يشاركك مخاوفه؛ لأن الطفل حين يشعر أن الأم هي أكبر داعم له، سيكون في المقابل أكثر قدرة على مواجهة الآخرين، والتعامل مع المواقف الصعبة بثقة.

7. اكتشاف الطفل للفرق بين الصداقات والعلاقات مع الآخرين

  • شجّعي طفلك ودربيه على التمييز والفصل بين الصداقة الحقيقية والعلاقات السطحية وغير الدائمة، التي قد تكون مسيئة، وأن هناك علاقات عابرة تمرّ كل يوم في حياة الإنسان؛ من أجل تسيير أمور حياته، وليس من أجل بقاء أصحابها في الحياة لمدة طويلة.
  • احرصي على أن يتعلم طفلك أن العلاقات الصحية مع الآخرين تعتمد على الاحترام المتبادل بين الطرفين، واهتمي دائماً بأن تكوني قدوة يحتذى بها لطفلك؛ فعندما يلاحظ الطفل أنكِ تدافعين عن نفسك بطريقة محترمة وهادئة وعقلانية؛ فسوف يتعلم منكِ هذه الطريقة بشكل طبيعي وتلقائي.

قد يهمك أيضاً معرفة: كيف تعلمين طفلك الدفاع عن نفسه في الوسط المحيط به؟