هل تساءلتِ يوماً عن الوقت الأمثل لتكتشفي جمال إشبيلية وتستمتعي بأجوائها دون عناء الازدحام أو الحر الشديد؟ متى يكون الطقس مناسباً للتنزه في الأزقة الضيقة المظللة واستكشاف معالم المدينة التاريخية مثل كاتدرائية إشبيلية؟ وهل تبحثين عن لحظات متفردة للتمتع بموسيقى الفلامنكو الحية أو زيارة الأحياء التقليدية؟ ربما ترغبين أيضاً في أن تصادفي أجواء احتفالية نابضة بالحياة خلال المهرجانات السنوية وتستمتعي بالموسيقى والعروض والفلكلور المحلي بأفضل حالاته. ماذا عن الزحام وأسعار الفنادق؟ هل تفضلين السفر في أوقات منخفضة التكلفة مع الاستفادة من عروض الفنادق المغرية، أم أنكِ تبحثين عن الطقس الأكثر دفئاً والفعاليات المبهجة حتى لو ارتفعت الأسعار قليلاً؟ وكيف يمكن استغلال أواخر الربيع وبداية الخريف، حين يكون الطقس دافئاً ومعتدلاً، لتجربة المدينة بكل حيويتها من دون الشعور بالحرارة المرهقة؟
أفضل أوقات السنة لاكتشاف إشبيلية
الطقس في إشبيلية خلال أواخر الربيع وبداية الخريف يكون دافئاً ومعتدلاً في آنٍ واحدٍ؛ إذ تصل الحرارة القصوى إلى نحو 33 درجة مئوية، بينما تنخفض الدنيا إلى نحو 13 درجة مئوية، مع احتمال ضئيل جداً لهطول الأمطار في تلك الفترة. يُعد موسما الربيع المتأخر والخريف المبكر من أفضل أوقات العام لزيارة إشبيلية الوجهة السياحية الثقافية المنافسة لأشهر مدن إسبانيا، حيث يجتمع الطقس الحار مع قلة الأمطار ليمنح المدينة طابعاً نابضاً بالحياة. لكن هذا لا يخلو من بعض الملاحظات؛ فأسعار الغرف عادةً ما تكون مرتفعة، ومع ذلك يمكن أن تحصلي على صفقة جيدة إذا كنتِ مرنة في مواعيد السفر، خاصةً إن اخترتِ أيام الأسبوع بدل عطلات نهاية الأسبوع التي تشهد ازدحاماً أكبر من الزائرات المحليات. تكون الشوارع في أوج نشاطها خلال أواخر الربيع؛ إذ لم يغادر السكان بعد لقضاء عطلتهم الصيفية، فيما تتوافد الزائرات للاستمتاع بأجمل أوقات المدينة. ومع أن حرارة الظهيرة قد تصبح مزعجة أحياناً؛ فإن الطقس الجاف والأزقة الضيقة المظللة في مركز إشبيلية التاريخي يجعلان التجول ممتعاً وسهلاً. كما أن هذه الأجواء مثالية لاستكشاف المناطق المحيطة. يمكنكِ المرور بحي تريانا القديم المشهور بصناعة البلاط التقليدي، ثم التنزه على ضفاف نهر غوادالكويفير بجانب برج الذهب، وختاماً الوصول إلى ساحة إسبانيا الرشيقة بتصميمها المنحني الأنيق. أما في المساء؛ فدرجات الحرارة تصبح مثالية للتنزه في الشوارع.
موسم الاحتفال بالمهرجانات المبهجة
الطقس في إشبيلية خلال أوائل الربيع يكون لطيفاً؛ إذ تتراوح الحرارة بين 8 درجات مئوية كحد أدنى و22 درجة مئوية كحد أقصى. الأمطار نادرة عموماً، لكن إبريل قد يجلب بعض الزخات القصيرة والمتكررة. بمجرد أن تتجاوز الحرارة عند منتصف النهار حاجز 20 درجة مئوية، يحتفل سكان إشبيلية بانتهاء الشتاء بطريقتهم المفضلة: المهرجانات المليئة بالحياة التي تجذب آلاف الزائرات إلى المدينة. أحياناً قد تتأثر هذه المهرجانات بتقلبات الطقس؛ فالأمطار قد تؤدي إلى تأجيل بعض مواكبها، لكنها لا تُفسد أبداً روح الاحتفال. ومع ذلك، يُنصح بأن تصطحبي معكِ معطفاً واقياً من المطر، فقط للاحتياط.
فترات الأجواء المريحة وتجنب الزحام
الطقس في إشبيلية خلال أوائل الربيع وأواخر الخريف معتدل وجميل، حيث تتراوح الحرارة بين 9 درجات مئوية كحد أدنى و20 درجة مئوية كحد أقصى. ومع ذلك، يُفضَّل أن تحملي معكِ مظلتكِ؛ إذ إن شهري أكتوبر ونوفمبر يشهدان تساقطاً ملحوظاً للأمطار. من المدهش أنه في فبراير، حتى مع تساقط الثلوج على جبال سييرا، تظل الأجواء في إشبيلية دافئة بما يكفي لتناول الطعام في الهواء الطلق براحة تامة. ومع بداية ازدحام التراسات الخارجية بالمطاعم تدريجياً، يُعَدُّ هذا الوقت مثالياً لتجربة طاقة المدينة وأجوائها الأصيلة دون حشود الصيف الكبيرة. مع بداية شهر مارس، تفوح رائحة زهر البرتقال في الأرجاء؛ ما يمنح المدينة طابعاً عطرياً فريداً لا يُنسى. ويُعَدُّ هذا الوقت مثالياً لاستكشاف الأماكن المفتوحة مثل حديقة ماريا لويزا، حيث تتزين الحدائق المنسقة بلمسات فنية وتُحيط بها متاحف رائعة مناسبة للعائلات، مثل متحف كاسا دي لا سينسيا. كما أن درجات الحرارة في أواخر الخريف تبقى مريحة أيضاً؛ ما يجعلها فترة رائعة أخرى للتنزه والاستكشاف. خلال هذين الموسمين، قد تواجهين بعض الأمطار الخفيفة؛ إذ تمطر عادةً يوماً واحداً من كل خمسة أيام. لذا، احرصي على حمل سترة خفيفة لتحميك من الأمطار ولتشعري بالدفء خلال أمسيات الخريف والربيع الباردة قليلاً.
قد يهمك الاطلاع على أفضل 5 أماكن لزيارتها في إسبانيا خلال فصل الخريف 2025
موعد المسافرات ذوات الميزانية المحدودة
الطقس في إشبيلية خلال الصيف الحار والشتاء المعتدل متباين للغاية؛ إذ تصل الحرارة في يوليو وأغسطس إلى نحو 38 درجة مئوية بانتظام، بينما تتراوح في الشتاء بين 10 و16 درجة مئوية. في حين يكون شهرا يوليو وأغسطس جافين إلى حدٍّ كبير، تشهد المدينة بعض الأمطار في ديسمبر ويناير. خلال الصيف، ترتفع الحرارة كثيراً في إشبيلية؛ ما يدفع كثيرات إلى تجنب زيارتها في هذا الوقت، لكن الحرارة الجافة يمكن التأقلم معها بسهولة وقد تستحق التجربة نظراً لأن الموسم السياحي في المدن الساحلية الإسبانية يكون في ذروته، في حين يُعَدُّ هذا الوقت موسماً منخفضاً في إشبيلية. الفنادق هناك تحافظ على معايير عالية من الخدمة والتكييف القوي وتقدم عروضاً مغرية قد تصل إلى نصف السعر المعتاد في موسم الذروة. طالما أنكِ مستعدة لأخذ قيلولة أو الاستراحة في مقهى ظليل خلال ساعات الظهيرة الحارة، يمكنكِ قضاء بقية اليوم في استكشاف المواقع المُدرجة على قائمة اليونسكو مثل كاتدرائية إشبيلية، في أجواء أكثر هدوءاً من المعتاد.
