mena-gmtdmp

في شهر أكتوبر الوردي: هل يمكن أن تصاب الحوامل بسرطان الثدي؟ 

صورة مصابة بسرطان الثدي
هل يمكن أن تصاب الحوامل بسرطان الثدي؟ 

يُعد سرطان الثدي أثناء الحمل من الحالات النادرة نسبيًا، إذ تُقدّر نسبته بحالة واحدة تقريبًا بين كل ثلاثة إلى عشرة آلاف حمل، لكنه يُعتبر أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الحوامل، وقد أصبحت نسب الإصابة أعلى في السنوات الأخيرة نتيجة تأخر سنّ الحمل وتحسّن وسائل التشخيص.

وتكمن صعوبة اكتشاف المرض في أن التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الثدي أثناء الحمل مثل التضخم والاحتقان وزيادة الليونة قد تُخفي العلامات المبكرة، مما يؤدي أحيانًا إلى تأخر التشخيص لعدة أشهر.

د. عايدة العوضي


بمناسبة شهر مكافحة سرطان الثدي، أكتوبر الوردي، الدكتورة عايدة العوضي، استشاري أورام ورئيس قسم الأورام و أمراض الدم، في مدينة شخبوط الطبية بأبوظبي، تكشف لنا مدى شيوع إصابة المرأة بسرطان الثدي أثناء الحمل؟ وهل تختلف الأعراض عن غيرها من المريضات، إضافة لتوضيح نقاط أخرى.

تغير غير طبيعي

1. ما أوجه الشبه بين أعراض الحامل وغير الحامل، عند الإصابة بسرطان الثدي؟

تتشابه أعراض سرطان الثدي أثناء الحمل مع غيره من الحالات خارج الحمل، وتشمل ظهور كتلة صلبة لا تختفي مع الوقت، أو تغير في شكل الجلد أو الحلمة، أو إفرازات غير طبيعية، أو تضخّم في الغدد اللمفاوية تحت الإبط. ورغم أن أغلب الكتل تكون حميدة، إلا أن أي كتلة جديدة يجب تقييمها فورًا وعدم إهماله.

، تتابع د. عايدة: "يُعدّ الفحص السريري والأشعة الصوتية من الوسائل الآمنة أثناء الحمل، ويمكن إجراء الأشعة السينية للثدي عند الحاجة مع حماية البطن بدرع واقٍ. ويساعد التشخيص المبكر والعلاج المتخصص في تحسين فرص الشفاء للأم والجنين، لذلك يُوصى كل امرأة حامل بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير غير طبيعي في الثدي".

متابعة مستمرة

2. ما أهم الاحتياطات التي يجب على المرأة الحامل المصابة بسرطان الثدي اتخاذها خلال فترة الحمل؟

المرأة الحامل المصابة بسرطان الثدي تحتاج إلى رعاية دقيقة وخطة علاجية متكاملة توازن بين علاج الأم وحماية الجنين. من الضروري أن تتم المتابعة في مركز متخصص يضم فريقًا متعدد التخصصات يشمل طبيب الأورام، وطبيب النساء والتوليد، وأخصائي الأشعة، وطبيب الجنين، لضمان اتخاذ القرارات العلاجية بشكل آمن في كل مرحلة.
يجب تجنّب التأخير في التشخيص أو العلاج بحجة الحمل، فالمتابعة المبكرة ضرورية لتقليل المخاطر وتحسين النتائج. يُمنع استخدام الأشعة والعلاج الكيميائي خلال الثلث الأول من الحمل لتأثيرهما السلبي على تكوين الجنين، بينما يمكن استخدام بعض أدوية العلاج الكيميائي الآمنة نسبيًا في الثلثين الثاني والثالث بجرعات مدروسة وتحت إشراف الطبيب المختص.
كما يُنصح بتأجيل العلاج الإشعاعي والهرموني إلى ما بعد الولادة لتفادي أي تأثير سلبي على الجنين، وتُمنع الرضاعة الطبيعية أثناء تلقي العلاج الكيميائي. إلى جانب العلاج، يجب على المريضة الاهتمام بالغذاء المتوازن والراحة والدعم النفسي، وإبلاغ الطبيب فورًا عند حدوث أي أعراض غير طبيعية مثل النزيف أو التورم أو الألم الشديد. ومن المهم أن تعرف المريضة أن الإصابة لا تعني نهاية الأمل أو ضرورة إنهاء الحمل، فبفضل التقدم الطبي يمكن الجمع بين متابعة الحمل والعلاج بشكل آمن عند الالتزام بالتخطيط والرقابة الطبية الدقيقة.

العلاج الكيميائي

العلاج الكيميائي

3. بالنسبة للعلاج الكيميائي، ما مدى أمان إعطائه خلال الحمل؟ وما الفترات التي يجب تجنبها؟

يمكن إعطاء العلاج الكيميائي أثناء الحمل بعد دراسة الحالة بعناية شديدة، ويُمنع تمامًا في الثلث الأول (الأشهر الثلاثة الأولى) لأنه يمثل مرحلة تكوين أعضاء الجنين، واستخدام الأدوية خلالها قد يسبب تشوّهات أو إجهاض. أما في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، فقد أثبتت الدراسات إمكانية استخدام بعض الأدوية بأمان نسبي ولكن بجرعات مدروسة وتحت إشراف فريق متخصص.
يُفضّل تجنّب العلاج الكيميائي في الأسابيع الثلاثة الأخيرة قبل الولادة لتقليل خطر انخفاض المناعة أو الصفائح الدموية لدى الأم أو الجنين وما يرافقه من خطر نزيف أو عدوى أثناء الولادة. في بعض الحالات، إذا تطلبت الحالة العلاج بعد دراسة دقيقة وموازنة المخاطر والفوائد، يمكن البدء به بالتنسيق بين طبيب الأورام وطبيب النساء والولادة داخل مركز متخصص لضمان سلامة الأم والجنين.

تجنبي الرضاعة الطبيعية

4. كيف تتم متابعة المريضة بعد الولادة؟ وهل يختلف أسلوب العلاج في هذه المرحلة؟

بعد الولادة، تُجرى للمريضة تقييـمات شاملة لتحديد الحالة ومدى تطور المرض، لأن الأولوية بعد الولادة تكون لاستكمال أو تعديل الخطة العلاجية التي قد تكون محدودة أثناء الحمل. تبدأ المتابعة بإجراء فحوصات تصويرية مثل الماموغرام أو الرنين المغناطيسي لتقييم الاستجابة أو اكتشاف أي بؤر جديدة.
يُستكمل العلاج الذي تأجّل أثناء الحمل مثل العلاج الإشعاعي أو الهرموني أو الموجّه حسب نوع الورم وحالته البيولوجية. كما يمكن استخدام معظم الأدوية التي كانت ممنوعة أثناء الحمل بشكل آمن بعد الولادة.
كما ينبغي تجنّب الرضاعة الطبيعية أثناء تلقي العلاج الكيميائي أو الهرموني لأن بعض الأدوية تنتقل إلى الطفل عبر الحليب. كما تُوضع خطة متابعة دورية منتظمة في السنوات الأولى لرصد أي علامات لعودة المرض أو مضاعفاته، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والتأهيلي للأم.
في هذه المرحلة، يُنصح المريضة بالاهتمام بتغذيتها وتعويض نقص العناصر الغذائية بعد الحمل والعلاج، والالتزام بنمط حياة صحي يتضمن النشاط البدني الخفيف والنوم الجيد. يختلف أسلوب العلاج بعد الولادة في كونه أكثر حرية وشمولاً، إذ يمكن استخدام كل الخيارات العلاجية بأمان نسبي مع متابعة دقيقة لحالة الأم.
بعد الولادة، يُستكمل العلاج أو يُعدّل حسب الاستجابة ونوع الورم، ويُمنع الإرضاع الطبيعي خلال فترة العلاج لأن الدواء قد ينتقل إلى الطفل عبر الحليب. بشكل عام، يمكن القول إن العلاج الكيميائي آمن نسبيًا بعد الثلث الأول من الحمل، شرط أن يتم بإشراف فريق متعدد التخصصات ومتابعة دقيقة لكل من الأم والجنين.

الحمل بعد الشفاء

الحمل بعد الشفاء

5. بعد الشفاء، متى يمكن للمرأة التفكير في الحمل مرة أخرى بشكل آمن؟

يُنصح عادة بالانتظار من سنتين إلى ثلاث سنوات بعد انتهاء العلاج قبل التفكير في الحمل، ويختلف القرار حسب نوع الورم ومرحلته والعلاج المستخدم، خصوصًا إذا شمل العلاج الهرموني الذي يجب إيقافه فترة كافية قبل الحمل. يجب اتخاذ القرار بالتشاور مع طبيب الأورام وطبيب النساء والولادة لتقييم الحالة الفردية لكل مريضة وتحديد الوقت الأنسب للحمل. وتشير الدراسات إلى أن الحمل بعد الشفاء لا يزيد من خطر عودة المرض، بشرط استقرار الحالة واستكمال العلاج بنجاح.

خطورة الأعشاب

6. ما رأيك في لجوء بعض المريضات إلى العلاجات البديلة أو الأعشاب أثناء الحمل؟

استخدام الأعشاب أو العلاجات البديلة أثناء الحمل قد يكون خطرًا رغم مظهرها الطبيعي. بعض الأعشاب يمكن أن تسبب انقباضات أو نزيفًا، وبعضها الآخر يتفاعل مع أدوية العلاج الكيميائي ويؤثر في فعاليتها أو يزيد سمّيتها. لذلك يجب على الحامل المصابة بسرطان الثدي عدم استخدام أي علاج عشبي أو بديل دون استشارة الطبيب المعالج، لأن سلامة الأم والجنين تتطلب الحذر من أي تدخل غير مثبت علميًا.

نصائح عملية للحامل المصابة بسرطان الثدي

د. عايدة العوضي مع مريضتها في العيادة

7. ما الرسالة التي تودين توجيهها للنساء الحوامل حول أهمية الفحص المبكر؟

الفحص المبكر هو مفتاح النجاة. إذا لاحظتِ أي تغير في الثدي خلال الحمل، مثل ظهور كتلة، أو إفرازات غير معتادة، أو تغير في الجلد أو الحلمة، يجب مراجعة الطبيب فورًا وعدم الاكتفاء بالاعتقاد أن هذه الأعراض طبيعية بسبب الحمل. فالكشف المبكر يسهّل العلاج ويحسّن نتائجه بشكل كبير، والحمل لا يُعدّ عائقًا أمام التشخيص أو العلاج. الوعي والتصرف السريع هما الخطوة الأولى للحفاظ على صحة الأم وسلامة جنينها.
مؤشرات وأعراض لسرطان الثدي أثناء الحمل
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص