متحف اللوفر أحد أكبر وأشهر المتاحف في العالم نشأ كحصنٍ حصين في أواخر القرن الثاني عشر، حيث بُني لحماية العاصمة الفرنسية من الغزو الإنجليزي ، وقد ظل عقب إنشائه قصراً ملكياً ومبنى دفاعياً لأكثر من قرنين من الزمان، إلا أنه افتُتح كمتحف عام 1793، إبان الثورة الفرنسية. وقد أتاحت الثورة الفرنسية من خلاله للفرنسيين العاديين الاطلاع على آثار التاريخ الملكي والقطع الثمينة التي عبرت عنه، وقد سعى اللوفر خلال تاريخه إلى حماية الإرث الذي مثله للأجيال القادمة، حيث يحتفظ بين جدرانه بأندر التحف التي خلدت تاريخ الإنسانية في مختلف الحقب الزمينة.
اللوفر متحف حصين.. على الرغم من تأمينه إلا أنه في مرمى اللصوص

على الرغم أن هذا المتحف الأيقوني حالياً و القصر المحصن سابقاً بُني في البداية لحماية المنطقة وتحصينها، إلا أن اللصوص تمكنوا من اختراق دفاعاته عدة مرات، وسرقة أعمال فنية لا تُقدر بثمن، آخرها ما عُرف بسرقة القرن، حيث تمكن اللصوص منذ أيام قليلة من سرقة كنز ثمين لمجوهرات نابليون ، وقد قدرت إدارة متحف اللوفر في باريس الأضرار عقب السرقة بـ 88 مليون يورو (حسب صحيفة .leparisien.fr الفرنسية)
قبل سرقة المجوهرات النابليونية تعرض متحف اللوفر في عدد كثير من المرات للسرقات والنهب خلال القرن الماضي وصولاً لأحدثها منذ أيام قليلة.. كيف ذلك؟ تابعي السياق التالي حيث تعرفك سيدتي من موقع theguardian.com، إلى سرقات متحف اللوفر التي لا تنتهي ..!
يمكنك كذلك التعرف إلى: أبرز الأفلام التي تناولت مغامرات سرقة المتاحف والقطع الفنية النادرة
متحف اللوفر وسرقات لا تنتهي سواء لوحات أو تحف أثرية أو مجوهرات
سرقة القرن الأولى بالعام 1911: "لوحة الموناليزا"

في 21 أغسطس 1911، سُرقت لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي فيما وصف بأنه "سرقة القرن". كانت اللوحة، وهي من أعمال الرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، الأقل عرضًا في المتحف منذ عام 1797، حيث عُلّقت على جدار في غرفة تُعرف باسم "صالون كار".
نفّذ عملية السرقة فينسينزو بيروجيا، وهو مهاجر إيطالي عمل لفترة وجيزة في متحف اللوفر. دخل المتحف من دون أي اعتراض مساء 20 أغسطس عام 1911، مرتدياً زيّه المتحفي واختبأ في خزانة طوال الليل، وفي الصباح، عندما كان المتحف مغلقاً وشبه فارغ، خرج من الخزانة. أزال اللوحة ببساطة من الحائط ولفّها بملاءة بيضاء. وبينما كان يهمّ بمغادرة المتحف، وجد باب الدرج المؤدي إلى الفناء مغلقاً. لكن بدلاً من أن يشكّ، ساعده سباك من متحف اللوفر على فتح الباب، ظناً منه أنه زميل له، ولم يُعر أحدٌ اهتماماً لغياب لوحة دافنشي لأكثر من يوم واحد، إلا أن فناناً زائراً هو من أثار قلقاً بشأن غيابها. واستُدعيت الشرطة. في البداية أُلقي القبض على الشاعر الطليعي غيوم أبولينير واستُجوب بسبب صلاته بسرقات سابقة من متحف اللوفر، إلا أنه بُرئ من الشكوك، وقد استُدعي بابلو بيكاسو الشاب في ذلك الوقت واستجوبته الشرطة أيضاً، وبُرئ بيكاسو. تم استعادة اللوحة عام 1913، عندما حاول بيروجيا بيعها لمعرض فني في إيطاليا. وأُلقي القبض عليه في غرفته الفندقية بفلورنسا، لتعود اللوحة للمتحف بالعام 1914.
قد ترغبين في التعرف إلى سرقة قرن أخرى حيث تم العثور على لوحة «بيكاسو» الشهيرة التي اختفت فيما يُعرف بـ«سرقة القرن»
سرقة بالعام 1940: محاولة نهب لمقتنيات المتحف بأكمله
في عام 1940، غزا النازيون فرنسا في خضم الحرب العالمية الثانية، وكانوا على استعداد لنهب قسم من متحف اللوفر، لكن كخطوة استباقية، أمر جاك جوجار، مدير المتاحف الوطنية الفرنسية، في ذلك الوقت، بنقل أكثر من 1800 صندوق تحتوي على روائع متحف اللوفر، بما في ذلك الموناليزا، إلى الريف الفرنسي.
وقد حال هذا من دون وقوع خسارة ثقافية واسعة النطاق.
سرقة بالعام 1966 لمجوهرات عتيقة
في عام 1966، سُرقت خمس قطع من المجوهرات العتيقة المصنوعة يدوياً من مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك. كانت المجوهرات في طريقها إلى باريس من الولايات المتحدة، بعد أن أعارها متحف اللوفر لعرضها في متحف ريتشموند بولاية فرجينيا. استعاد المحققون المجوهرات لاحقاً في كيس بقالة، وأُلقي القبض على ثلاثة رجال بتهمة سرقة آثار تاريخية.
سرقة بالعام 1990: لوحة "امرأة جالسة"
في عام 1990، سُرقت لوحة "امرأة جالسة" للفنان بيير أوغست رينوار من إطارها، ثم فُصلت من الطابق الثالث من متحف اللوفر. وفي الوقت نفسه، اكتشف المتحف كذلك اختفاء بعض قطع المجوهرات الصغيرة، إلا أنه ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه القطع قد استُعيدت أصلاً.
خلال العام 1990 أيضاً أعلن موظفو المتحف في يوليو عن اختفاء اثنتي عشرة قطعة أثرية مصرية لعدة أيام، أعلن ميشيل لاكلوت، مدير متحف اللوفر آنذاك، عن وجود أزمة في فرنسا.
سرقة بالعام 1994: لوحة "بورتريه لجان دوريو"
كانت اللوحة ملك لويس بيير هنريكيل دوبون (1797-1892)، ثم ابنته لويز، زوجة المؤرخ بول ثورو دانجان (1837-1913). والتي تبرعت بها لمتحف اللوفر عام 1903. واللوحة مرسومة بألوان الباستيل وكانت محفوظة سابقاً في محمية القطع المؤطرة حتى سُرقت من متحف اللوفر في 10 يوليو 1994.
سرقة بالعام 1995: لوحة " الغزلان في المناظر الطبيعية"
لوحة " الغزلان في المناظر الطبيعية" أو "Daims dans un paysage" رسمها كريسي لانسلوت-ثيودور توربين وهو رسامٌ للمشاهد التاريخية يهتم بالأخص برسم الكائنات الحية والمناظر الطبيعية والعمارة واللوحة من الفترة الكلاسيكية وتنتمي إلى أسلوب الكلاسيكية الجديدة، وقد سرقت اللوحة في 11 يناير 1995.
سرقة بالعام 1997: لوحة "طريق سيفر"
كانت في 7 يناير، عندما سُرقت لوحة تذكارية يونانية مخصصة لزيوس ميليشيوس من القرن الرابع قبل الميلاد، وفي أعقاب سرقة لوحة "طريق سيفر".
سرقتان بالعام 1998:
- تم سرقة قطعة أثرية يونانية في يناير 1998
- سرق مجهول لوحة كورو الصغيرة، التي يبلغ طولها حوالي 13 × 19 بوصة، من إطارها في وضح النهار يوم 3 مايو 1998، بينما أغلقت الشرطة مخارج المتحف لما يقرب من ثلاث ساعات لتفتيش الزوار في هذا اليوم لا يزال اللص هارباً، وعلى الرغم من بحث المحققين عن بصمات الأصابع على الإطار والزجاج المتبقي. آنذاك، قالت السلطات إن صغر حجم العمل الفني سهّل إخفاءه. واعتقدوا أن اللوحة، التي تُقدر قيمتها بنحو 1.3 مليون دولار، قد بيعت أو سُرقت في السوق السوداء.
عقب ذلك لم يتم الإبلاغ عن سرقة المزيد من الأعمال الفنية من متحف اللوفر حتى وقوع عملية السرقة الكبرى في أكتوبر 2025
والرابط التالي يعرفك: مسن يكتشف سرقة مجوهرات زوجته بقيمة 10ملايين جنيه بعد وفاتها
سرقة القرن الثانية بالعام 2025: سرقة "مجوهرات نابليون"

- كانت هذه آخر سرقة لمتحف اللوفر وكانت منذ أيام قليلة وعرفت أيضاً بسرقة القرن فقد تميزت بكونها فريدة من نوعها، لأن عمليات السرقة السابقة رفيعة المستوى في متحف اللوفر كانت تستهدف في معظمها اللوحات الفنية، هذه المرة تسلق لصوص يرتدون سترات صفراء سلماً مثبتاً على شاحنة إلى شرفة الطابق الثاني من معرض أبولو، بمتحف اللوفر، موطن جواهر التاج الفرنسي، من بين كنوز أخرى، وذلك بعد نصف ساعة من فتح المتحف أبوابه للزوار، وباستخدام آلة طحن زاوية قاموا بفتح نافذة، لم يستغرق الأمر سوى أربع دقائق لدخول الغرفة، وقطع صندوقين يعرضان مجوهرات نابليون، واستولى اللصوص على تسع قطع، ثم فروا عائدين إلى أسفل السلم.
- القطع المسروقة تعود إلى القرن التاسع عشر، وإلى عهدِ العائلتين الإمبراطوريتين نابليون وابن أخيه نابليون الثالث، وقد كانت هذه القطع مملوكة لزوجة نابليون الإمبراطورة ماري لويز؛ ولشقيقة زوجته الملكة هورتنس من هولندا؛ وللملكة ماري أميلي، زوجة آخر ملوك فرنسا لويس فيليب، الذي حكم من عام 1830 إلى عام 1848؛ وللإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، التي حكمت من عام 1852 إلى عام 1870.
- القطع هي: التاج والقلادة والقرط الخاصة بـماريا أماليا وهورتنس دي بوهارنيه. قلادة الزمرد وزوج من الأقراط الزمرد من مجموعة الإمبراطورة ماري لويز. دبوس الضريح، دبوس كبير على شكل فيونكة، وتاج أوجيني دي مونتيجو.
- كانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أكدت، بحسب موقع .bbc.com، إن القطعة التاسعة التي سرقها اللصوص - وهي التاج الذي يعود للإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث - تم العثور عليها في مكان قريب بعد أن أسقطها اللصوص تالفاً بالقرب من المتحف.
- المجوهرات المسروقة أكثر صعوبة في التتبع من اللوحات الأثرية. وفقاً لموقع time.com، لا تتمتع اللوحة الفنية بقيمة جوهرية عالية لأنها عادةً ما تكون مصنوعة من ألواح وأصباغ وقماش، لا أكثر. أما المجوهرات، فتتمتع بقيمة جوهرية عالية، لأنه حتى لو تم تفكيك المسروقات، وهو ما يخشاه مختصو الآثار والمجوهرات التاريخية، وتم بيع مكوناتها بطريقة لا تربطها بالقطع المسروقة السليمة، مما يجعل تتبعها شبه مستحيل، تبقى قيمتها كبيرة لأنها قيّمة كتراث إنساني وحضاري، في حين أن اللصوص يأخذون هذا الأمر في الاعتبار.
الرابط التالي يعرفك أكثر بعد تعرض مقتنياتها للسرقة في متحف اللوفر: من هي الإمبراطورة أوجيني؟