mena-gmtdmp

شيف لبناني فرنسي حائز مطعمه على نجمة ميشلان.. آلان الجعم: ورثت حب الطبخ من والدتي

يمتلكُ آلان الجعم، الشيفُ اللبناني الفرنسي المُكرَّم بعديدٍ من الجوائز، والذي يتنقَّلُ بين بلدانِ العالم، ليضعَ لمساته على مذاقاتها، قصَّةَ نجاحٍ جديرةً بأن تُروى بعد صعابٍ، خاضها في مسيرته. من جلي الصحونِ، وطلاءِ واجهاتِ الأبنيةِ إلى شيفٍ، يُقدِّم دروساً بالطهي في أرقى مدارسِ الطبخِ العالميَّة، يُثبت آلان الجعم، أن الحياةَ أفضلُ مُعلِّمٍ للإنسان، وأن العوائقَ، لا تقفُ في وجه الإيجابيَّةِ والحلم. وفي مناسبةِ قدومِ الشيف إلى بيروت بعد انقطاعٍ، تحاوره «سيدتي»، وتسأله عن مسيرته.

تصوير: فاتشيه أباكليان

مدينة طرابلس اللبنانية

الشيف اللبناني
 الشيف اللبناني الفرنسي آلان الجعم

أنتَ سليلُ مدينةِ طرابلس اللبنانيَّةِ حيث النكهاتُ الأصيلة، والحلوياتُ التي تُعدُّ مَعْلَماً من معالمها، إلى أي حدٍّ، تعتقدُ أن الطعامَ الطرابلسي شكَّلَ براعمَ التذوُّقِ الأولى لديك؟

أنا من مدينةِ طرابلس اللبنانيَّة مهدِ الحلويَّاتِ الأصيلة، والمطبخِ اللبناني التقليدي، وبين هذه الروائحِ والنكهاتِ نشأت. لطالما أحبَّت والدتي الطبخ. كرمُها، وغنى نكهاتِ أطباقها المنزليَّة، ومأكولاتُها المفعمةُ بالعواطف، غرست فيَّ حبَّ الطبخ، وهذا الحبُّ الذي ورثته منها، هو ما يُشجِّعني على الاستمرارِ اليوم.

وصلت إلى باريس عامَ 1999، وبعد أداءِ أعمالٍ كثيرةٍ، حصلت على وظيفةِ رئيسِ الطهاة، حدِّثنا عن الدروسِ من تلك المرحلة؟

وصلتُ إلى العاصمةِ الفرنسيَّةِ في 1999 بلا أوراقٍ ثبوتيَّةٍ، وبلا مالٍ! وخلال تلك الفترة، عملتُ في مواقعِ البناء، وغسلتُ الصحون في محلَّاتِ الوجباتِ الخفيفةِ لكسبِ عيشي، ونمتُ حيثما أمكنني، وتعرَّضتُ لصفعاتٍ كثيرةٍ، لكنَّني مررتُ أيضاً بتجاربَ استثنائيَّةٍ، والتقيتُ أشخاصاً رائعين. ما تعلَّمته قبل كلَّ شيءٍ، هو ألَّا أستسلم أبداً، أو أدع أي تجربةٍ سيئةٍ تُشكِّك في خططي، والأهمُّ من ذلك، ألَّا أتوقَّف أبداً عن الإيمانِ بأحلامي.

نجمة ميشلان

في 2018، حصلَ مطعمك في باريس على نجمةِ ميشلان، كيف تلقَّيت الخبر؟

في 2018، مُنِحَت نجمةُ ميشلان لمطعمي الفاخر Restaurant Alan Geaam. كان ذلك التكريمُ الأسمَى لي. كان حلماً، لم أكن أجرؤ على تصديقه. في الواقعِ، كان بدايةً لمغامرةٍ أكثر استثنائيَّةً، ومشروعاتٍ مثيرةٍ، وطريقةً لتمثيلِ المطبخِ اللبناني في عالمِ المأكولاتِ الراقية.

ماذا تُحضِّر قريباً على صعيدِ مطاعمِ فندقِ Le Gray في بيروت؟

في العامِ الجاري، 2025، أسعدني وشرَّفني تولِّي إدارةِ مطاعمِ فندقِ Le Gray في بيروت. إنها عودةٌ رائعةٌ إلى وطني، وفخورٌ بالثقةِ التي أولتني إياها الإدارة. لدينا مشروعاتٌ عدة، منها مطعمٌ فرنسي بأطباقه الراقيةِ والأنيقةِ والأصيلة، ما سيجعله من أفضلِ المطاعمِ في لبنان. أيضاً «بيسترو» لبناني عصري، يُقدِّم منتجاتٍ عاليةَ الجودةِ ومُختارةً بعنايةٍ.

تجربة استثنائية في السعودية

لك مشاركاتٌ على صعيدِ مشهدِ الطهي في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ حيث قدَّمت استشاراتك لـ Ovun هناك، حدِّثنا عن المذاقاتِ السعوديَّة، ومستقبلِ قطاعِ المطاعمِ في البلاد؟

أُتيحت لي فرصةُ التعاونِ مع Ovun، وهو مطعمٌ لبناني كائنٌ في المملكة العربية السعودية. كانت تجربتي استثنائيَّةً منذ البداية، إذ عملتُ هناك مع أشخاصٍ شغوفين. من الواضحِ أن أذواقَ المنتجاتِ تختلفُ باختلافِ البلدانِ والمناطقِ التي تُزرَع فيها، لكنَّنا نجحنا في التكيُّف، وقدَّمنا عملاً رائعاً. في الواقعِ، صُنِّف مطعمُ Ovun أخيراً بوصفه أفضلَ مطعمٍ لبناني في السعوديَّةِ من قِبل مجلَّةِ «تايم آوت»، كما نفخرُ بإدراجنا في دليلِ «ميشلان».

حدِّثنا عن تجربتك بوصفك رئيساً فخرياً لجائزةِ Bocuse d’Or في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة. هذه المسابقةُ التاريخيَّةُ التي استضافتها الرياض للمرَّةِ الأولى، استقبلت طهاةً موهوبين، ما الانطباعاتُ التي أخذتها عن المشتركين وإبداعاتهم؟

حدثَ ذلك أخيراً. كنت الرئيسَ الفخري لمسابقةِ Bocuse d’Or في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة. يا له من شرفٍ وفخرٍ، فهي المسابقةُ الأكثر عراقةً وصعوبةً وتحدِّياً في فنِّ الطهي. بصفتي طاهٍ من أصلٍ لبناني، ترأستُ المسابقةَ التي ضمَّت طهاةً من مختلفِ أنحاءِ العالم، وفخورٌ جداً ببلدي. لقد فوجِئتُ برؤيةِ التقدُّمِ المذهلِ في مستوى فنِّ الطهي، وسررتُ سروراً بالغاً. كان المرشَّحون موهوبين حقاً.

المطبخ اللبناني

من بين مطابخِ العالمِ التي تذوَّقت أطباقها، هل من طعامٍ واحدٍ، تقولُ عنه إنه رائعٌ بكلِّ المقاييس؟

من بين كلِّ المطابخِ التي جرَّبتُ مذاقاتها في العالم، وعلى الرغمِ من عشقي للمطبخِ الفرنسي إلا أن المطبخَ اللبناني، يبقى في نظري الأفضلَ عالمياً، فتنوُّعُ أطباقه، ونكهاتُه الجريئةُ والكثيفة، تجعله فريداً. بالنسبةِ لي، يُعدُّ المطبخُ المشرقي، لتنوُّعِ الخياراتِ النباتيَّةِ فيه، مطبخاً مستقبلياً في ظلِّ مخاوفنا البيئيَّة، دون أن ننسى أن المطبخَ المتوسطي، هو المطبخُ الأكثر فائدةً للصحَّة.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

حساء الفطر

إذا أردت أن تعدَّ وصفةً سريعةً في حال الجوع، فماذا ستكون؟

لوصفةٍ سريعةٍ وموسميَّةٍ مع بدايةِ البرد، أحبُّ تحضيرَ حساءِ الفطر. أقلي البصلَ، والفطرَ في مقلاةٍ، وأضيفُ مرقاً جيداً بعد ذلك، ثم الكريمة، وأقدِّمُه مع خبزٍ محمَّصٍ لذيذٍ، وبعض البندقِ المحمَّص. الحساءُ لذيذٌ ومغذٍّ.