mena-gmtdmp

10 نصائح مهمة لتعامل الأب مع ابنته منذ سن العامين وحتى المراهقة

صورة تعبر عن علاقة رائعة بين الأب والابنة
أب وطفلته في علاقة رائعة
يعتمد تكوُّن وتشكيل شخصية الابنة ومنذ صغرها على امتلاكها قدراً من الثقة بالنفس إضافة لتوافر الطموح والدافع مع التشجيع والدعم، وهذه الأمور يمتلك مفاتيحها الأب، وهو الرجل الأول في حياة كل بنت وتراه قدوتها، وحين تكبر فهي تتحدث عنه وأنها ترغب في أن يكون شريك حياتها صورة منه، لأنها رأت منه المعاملة الطيبة وأنه قد رسم خطوط شخصيتها القوية والمستقلة.
إذا كان كل أب يرغب في أن يكون الأب المثالي في حياة ابنته فيجب عليه أن يراعي عدة نقاط في تعامله معها منذ عمر العامين، أي بعد أن تخرج من سنتي المهد وحتى تصل إلى مرحلة المراهقة مروراً بمرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ المرشدة التربوية مروة خميس، حيث أشارت إلى 10 نصائح مهمة لتعامل الأب مع ابنته منذ سن العامين وحتى المراهقة يجب أن تلفتي الأب إليها في حال كانت لديك طفلة في هذا العمر، ومنها مثلاً أهمية احتضانها واللعب معها وغيرها من النصائح في الآتي:

1- احتضان الابنة ضمن حدود

اعلمي أن حضن الأب لا يعادله أي حضن في العالم وأن البنت على صغر سنها فهي لا تشعر بالأمان والسند والحماية إلا حين يحتضنها أبوها لأن هذا الحضن يعني الكثير بالنسبة لها، حيث يقول لها الأب أنا معك في كل حالاتك وظروفك، ولأن الابنة تكون حساسة فهي تلاحظ ما قد يقوم به بعض الآباء من حيث التفرقة في المعاملة بين الأبناء وتفضيل الذكور على الإناث على الرغم من أن ذلك يعد تصرفاً خاطئاً ويجب أن تنبهي الأب إليه، حيث ينتشر وفق المفهوم الشرقي ويترك أثراً سيئاً على نفسية البنت وشخصيتها.

2- الاستماع للابنة حتى لو كان كلامها غير مهم

تشجيع الابنة

اعلمي أن اهتمامك بابنتك لا يتوقف عندك بل يجب أن تلفتي نظر الأب أنه يجب أن يترك كل ما بيده ويلتفت إلى ابنته الصغيرة التي لم تكمل العامين من عمرها عندما تأتي إليه لتحكي له عن لعبتها التي سقطت على الأرض وأنها تتألم، ويجب أن يأخذ اللعبة ويداعبها ويطبطب عليها، كما أنه يجب أن يهتم بكل ما تقوله له البنت حتى حين تريه رسماً غير مفهوم أو حين تحدثه عن موقف ساذج حدث مع صديقتها، فيجب أن يكون الأب متفرغاً لها وأن ينظر في عينيها مشجعاً ومواسياً وأن يشعرها أن كل أمورها تهمه لكي تكبر وهي معتادة لكي تبوح له بكل ما يخصها فيكون الصديق الأول في حياتها.

3- إخبار الابنة أنه يحبها

حب الأب لابنته

لاحظي أن كلمة الحب التي تسمعها الابنة من الأب لا تعادلها أي كلمة في العالم، كما أنها تحقق لها الإشباع العاطفي مبكراً، فلا تبحث عن الحب والاهتمام لدى الغرباء مما قد يوقعها في مشاكل وحبائل الخداع لتكون أولى تلك المشاكل، ولذلك يجب أن يحتضن الأب ابنته واطلبي منه ذلك لكي تعرف الابنة أن الحب الحقيقي هو حب ودفء الأسرة وأن الأسرة هي الرهان الأول الصادق السعيد لها.

4- احترام الأب لرأي الابنة

لاحظي أن هناك بعض الآباء الذين يهمشون دور الابنة ويرون أن رأيها غير مهم ويولون كل اهتمامهم للابن الذكر، وهنا تقع أكبر مشكلة، وهي أن البنت سوف تشعر أنها مهمشة في الأسرة وتبدأ في البحث عن الاهتمام لدى الآخرين، ولذلك يجب أن يترك الأب الفرصة لابنته لكي تعبر عن رأيها وأن يناقشها وألا يفرض عليها قراراته بصفتها أنثى، بل يجب أن يستمع ويناقش ويتقبل وجهة نظرها لأن هذا الأسلوب التربوي هو الأسلوب الذي يعزز من شخصية الابنة ويقويها ويساعدها على مواجهة الحياة طيلة عمرها وفي أشد مشاكلها.

5- حماية الابنة من كل مخاوفها

اعلمي أن من واجب الأب الذي يجب أن تلفتيه إليه، وهو ما مررت به في فترة طفولتك ومراهقتك كأنثى، أن يحمي الابنة من كلمة الخوف لأن البنت بطبعها تكون رقيقة وحساسة ولذلك فهي تخاف من أي شيء غير متوقع، وعلى الأب ألا يسخر من مخاوفها بل عليه أن يحميها من الأصوات العالية المفاجئة وبعد ذلك فهو يصبح الدرع الحامي لها من قسوة الآخرين ورفع صوتهم عليها في الأماكن العامة مثلاً، وأن يحميها من الإهمال العاطفي ومن المقارنات التي تحدث بين الأبناء وربما من دون قصد، فلذلك يجب أن يكون الأب الحامي للابنة وليس سبباً من أسباب خوفها.

6- أن يكون الأب قدوة للابنة

اعلمي أنه يجب أن تكوني مع الأب قدوة لابنتكما، ومن الضروري أن يكون الأب كذلك بنفسه أكثر مما تكون عليه الأم؛ ففيما يؤكد علماء النفس ومن خلال أبحاثهم ارتباط الابنة أكثر بأبيها، خصوصاً في مرحلة مبكرة من عمرها، فهي تقلد الأب في اهتماماته كثيراً وفي عاداته وطقوس يومه، ولذلك فالأب بالنسبة للبنت يكون قد تم وضعه تحت المنظار، ومن الضروري أن يكون الأب زوجاً مثالياً نموذجياً حسب توقع الابنة؛ لكي تنجح الابنة وتبني حياتها المستقبلية، فكيفما يعامل الأب زوجته أمام طفلته فسوف تتأثر الابنة بذلك، ولذلك يجب أن تعرفي جيداً تأثير المشكلات الأسرية على الأطفال..نفسياً وعلمياً واجتماعياً وعلى نشأة وشخصية الابنة خصوصاً فنشأتها في جو أسري متحابٍ يعني أنها سوف تكون حريصة على أن تنقل هذا النموذج إلى أسرتها مستقبلاً وأن تكون أماً ناجحة وبنفسية سوية؛ فالأب هو الرأس المفكر، وهو الذي سوف يجني ثمار تربية ابنته لاحقاً حين تنشئ ابنته أسرة متحابة و متماسكة ومتفاهمة.

‍7- اللعب والمرح مع الابنة

احرصي أن يكون الأب موجوداً وحاضراً في حياة الابنة في وقت فراغها وليس في فقرة الدروس مثلاً، فهناك دائماً فقرة في الأسرة هي فقرة اللعب والمرح، ولذلك يجب أن تعرف ابنتك أن الأب ليس القسوة والجمود والعقاب، وتوقفي تماماً عن تهديد الابنة بعودة الأب مثلاً لأنها سوف تكره موعد عودته بل يجب أن تنتظر عودته لكي يمارس طفولته معها فيلعبان معاً ويمرحان ويتبادلان النكات والمواقف المضحكة، حيث إن مثل هذه الأوقات تبقى عالقة في ذاكرتها وتقوي شخصيتها وتشبع عاطفتها طيلة حياتها.

8- التوجيه غير المباشر للابنة

اعلمي أن دور الأب ليس المعاقب ولا الجلاد، بل هو الأب الذي ينصح ويرشد ويقوّم الأخطاء بهدوء، ويجب أن يتذكر الأب أن الابنة سوف تكبر وتواجه الحياة وهي تتذكر النصائح التي أسداها لها أبوها وتعمل حسب مبادئه ونظرته إلى الحياة وليس بسبب أنها تربّت على الخوف والقمع، ومن الضروري أن تجعلي الوقت الذي يقضيه الأب مع ابنته هو الوقت الذي تشعر فيه أنه يصقل شخصيتها ويقويها ويجهزها لمواجهة الحياة.

9- منح الابنة وقتاً كل يوم

أب يلاعب طفلته

اهتمي بأن يخصص الأب وقتاً خلال خروجه للعمل أو قضاء وقت فراغه مع أصدقائه؛ لكي يتصل خلال هذا الوقت بشكل خاص بابنته، فمن الممكن أن يتصل بالأم ويطلب الحديث مع الابنة، أما حين تكبر قليلاً ويصبح لديها هاتفها الخاص بها؛ فيجب أن يتصل بها مرة كل يوم لكي يخبرها أنه يحبها ويشتاق إلى وجودها في طقوس يومه، وأنه يفكر بما تحب ويريد أن يخطط لقضاء الإجازة التي تسعدها، وهكذا يكون الأب قد استطاع أن يكون حاضراً في يوم ابنته وأثبت وجوده الدائم في حياتها، وكذلك يجب أن يفعل ذلك مع كل أفراد أسرته.

10- احتواء الابنة حين تخطىء

لاحظي أن الابنة تخطىء مثلها مثل الابن، ولذلك فالخطأ وارد من كل إنسان، فالإنسان ليس آلة بل هو بشر من دم ومشاعر، ولذلك يجب حين تخطىء الابنة أن يكون الأب أول إنسان يقوم باحتوائها ومسامحتها وأن يوضح لها أسباب وقوعها في الخطأ ولا يقوم بلومها بل يجب أن تتعلم كيف تقوّم أخطاءها بنفسها وأن تستفيد من تجاربها، لأن الأب الذي يلوم ويعاقب هو أب فاشل يحول ابنته إلى إنسانة مهزوزة الشخصية وكسيرة القلب على الدوام.
قد يهمك أيضاً: دور الأب في تنمية ذكاء طفله وزيادة معدل نموه