mena-gmtdmp

ما الذي يحدث للأطفال الصغار هذه الأيام؟ وكيف ننصح الأمهات بتربيتهم؟ 

صورة طفلتين شقيتين
ما الذي يحدث للأطفال الصغار هذه الأيام؟ وكيف تنصح الأمهات بتربية أطفالهن؟ 
بتنا نلاحظ حولنا الكثير من الآباء والأمهات المهملات للأسف، ومما لا شك فيه يلفت أنظارنا الأطفال الذين يحتاجون إلى التأديب، ليس بالضرورة الضرب، ولكن منعهم من استخدام الأجهزة الإلكترونية (نعم، حتى الأطفال الصغار، يجب تقليل وقت استخدام الشاشات لديهم ). وألا يستسلم لهم الآباء بسهولة! لكن لا بد أن يترافق ذلك المنع مع إظهار الحب، والاهتمام. معظم الآباء اليوم مشتتون جداً لدرجة أنهم لا يستطيعون تربية الأبناء بشكل صحيح، ويتصرف الأطفال بشكل سيىء لجذب الانتباه. إنهم يريدون أن يُحبوا، تماماً مثل أي شخص آخر، هل لاحظتم صفات أطفال اليوم، إليكم أغرب شيء يتعلق بالأطفال برأي الاختصاصيين والتربويين، والمشاكل التي يواجهونها في عياداتهم

يتعرضون لتغيرات بسبب عدم اللعب في الهواء الطلق

يتعرضون لتغيرات بسبب عدم اللعب في الهواء الطلق

نلاحظ مؤخراً بعض الأمور الغريبة في الأطفال. أولها أنهم لا ينظرون إلى الطريق الذي يسلكونه. كنا نجد طفلاً أو اثنين من حولنا لا ينظران إلى وجهتهما، أما الآن فلا أحد منهم ينظر! ومن دون سبب واضح، ومن الأمور الغريبة الأخرى أنهم يميلون إلى استخدام يد واحدة فقط، لتسيطر على كل حركاتهم، تقول إحدى الاختصاصيات: "لم أكن أضطر إلى تذكير الأطفال باستخدام يدهم الأخرى لتثبيت الورقة أثناء الكتابة، أو استخدام يد واحدة لتثبيت صينية الطعام عندما يحاولون تناول الطعام وهي تتحرك باستمرار. أما الآن فتلك اليد غير المهيمنة تبقى على جانبهم وكأنها لا تُستخدم. أعتقد أن هذا ناتج عن قلة اللعب في الهواء الطلق حيث يستخدمون كلتا يديهم بشكل طبيعي، والأمر الغريب الثالث بشأن أطفال اليوم هو أن الكثير منهم لا يعرفون حتى كيف يلعبون في الخارج أو حتى في الداخل بالألعاب. لا يجدون أي مشكلة في ألعاب الفيديو والكمبيوتر، لكنهم في الواقع بحاجة إلى من يعلمهم كيف يلعبون اللعب الحقيقي. لم نكن نحتاج إلى تعليمهم ذلك في الماضي

هم لا يحترمون الأكبر سناً

هم لا يحترمون الأكبر سناً

تطرح إحدى الأمهات مشكلة مهمة عند أغلب الأطفال، إذ تقول: "أكثر ما أستغربه في أطفال اليوم هو قلة احترامهم لكبار السن. من السخف ألا نتمكن من تأديب الأطفال من دون أن يُعتبر ذلك إساءة معاملة. تعلّق قائلة: " يبدو أنهم لا يدركون أن كبار السنّ يمتلكون معرفة واسعة، وأنهم أكثر قدرة على رصد المخاطر، وأنهم مفيدون إلى حدّ ما في حلّ المشكلات، أو ربما لديهم فكرة أفضل عن كيفية تحقيق أهدافهم. وأن مجرد بلوغهم سنّاً معينة يمنحهم قيمة، لقد حاولتُ إصلاح هذا الأمر مع أطفالي. غرستُ في قلوبهم الخوف من أن عدم احترامهم لكبار السن سيعرضهم لعقاب أشد بكثير من مجرد أخذ ألعابهم أو أجهزتهم اللوحية. كما أن خطوط يدهم غير واضحة، بسبب إدمانهم على لوحة الكمبيوتر، نصف الأطفال لا يفهمون ما يكتبه أطفال غيرهم عندما يكتبون بخط اليد. لديّ طفلان، أحدهما في العاشرة والآخر في الثانية عشرة من عمرهما. علّمتهما الكتابة قبل حتى دخولهما الروضة، لأني أردت لهما بداية مبكرة ومتقدمة بشكل أسرع
احتفالاً باليوم العالمي للمسنين.. علّمي طفلك كيف يتعامل مع أجداده؟

لا يدافعون عن أنفسهم ضد التنمر

لا يدافعون عن أنفسهم ضد التنمر


هناك ملاحظة أحرى أدرجتها هذه الأم، وهي أن برامج الأطفال التلفزيونية اليوم وردية بشكل مفرط أو خطيرة، لدرجة أنهم عندما يتعرضون للتنمر في المدرسة، يكونون على وشك الانتحار. تتابع قائلة: " ليس لديهم أدنى فكرة عن مدى قسوة الحياة لأننا مجبرون على حمايتهم من أي شيء قد يُعتبر "غير لائق" بالنسبة لطفل. لذلك سمحت لأطفالي أن يشاهدوا معي أفلام الرعب ليدركوا أن العالم ليس كله وردياً. علمتهم أيضاً الدفاع عن أنفسهم. إذا تعرضوا للتنمر واستمر ولم تتدخل المدرسة لوقفه، يُسمح لهم بضرب ذلك الطفل. سأتحمل بكل سرور مسؤولية تصرفات طفلي بعد تعرضه للتنمر لأكثر من شهر. ورغم أن الكثير من الاختصاصيين، يمنعون الضرب، لكن لا زلت أضرب أطفالي على أيديهم إذا أخطأوا، وأطلب منهم غسل أفواههم بالصابون إذا تفوهوا بكلمة غير لائقة، وإذا رفضوا تنظيف غرفهم، تُرمى أغراضهم الملقاة على الأرض.

 إليك أسباب تدفع طفلك إلى التنمر والطريقة الصحيحة للتعامل معه

أغلبهم متغطرسون ومدللون

أغلبهم متغطرسون ومدللون


ترفض إحدى الأمهات تربية هؤلاء الأطفال المدللين والمتغطرسين الذين تراهم كل يوم. وتقول: "أُربي أطفالي وفق معايير أعلى (ربما يعود ذلك لكوني زوجة جندي لسنوات، حيث أُعلّمهم الاحترام والصدق وضبط النفس يومياً). أطفالي لا يتنمرون على أحد، فهم ليسوا مدللين، ويدركون أن الحياة مليئة بالمصاعب، وقد مررتُ بها شخصياً، وأرغب في حمايتهم منها. لكنني شعرتُ برغبة شديدة في الصراخ على أحد الوالدين بسبب قلة احترام طفله لشخص بالغ في متجر. ثم أدركتُ أن هذا الوالد قد يُربي طفله على التغطرس والتدليل والوقاحة. سينجح طفلي في الحياة بينما سيفشل طفلهم لأنهم يخشون أن يكونوا آباءً. كل شخص يريد أن يُربي طليكون صديقاً، وهذا خطأ برأيي

 

يعرفون التكنولوجيا ويتعرضون للهجوم

يعرفون التكنولوجيا ويتعرضون للهجوم

أطفال اليوم، برأي إحدى الأمهات، يعرفون أكثر بكثير من أسلافهم، وذلك بفضل سهولة الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت. تستدرك قائلة: "مع ذلك، يتعرضون لهجوم من هذه المعلومات نفسها، حيث يُعرّضون للرذيلة والفساد (ألعاب الفيديو العنيفة، والمواد غير اللائقة، والسحر، والعنف، وغيرها من الممنوعات). وتشهد العلاقة بين الآباء والأبناء توتراً ملحوظاً.
ينبغي أن يكون هذا دعوةً لجميع الآباء والأمهات للمشاركة الفعّالة في حياة أبنائهم. علّموهم ووجّهوهم إلى سُبل الطريق الصحيح، وفضلاً عن ذلك، .تخلّصوا من كلّ ما يتعرّض له الأطفال من سموم خبيثة. حينها فقط سيتمكّن أطفال اليوم من عيش بهجة الطفولة وعجائبها"
مخاطر يواجهها الأطفال على الإنترنت وإليك كيفية حماية طفلك

هم محميّون بأي ثمن .. ما يجعلهم يتمادون

هم محميّون بأي ثمن .. ما يجعلهم يتمادون

تروي إحدى الأمهات قائلة: "قبل أسابيع قليلة، حضرتُ حفلة يوم ميلاد صديقة عمتي. هناك، لعبوا لعبة "تمرير الطرد" القديمة، لكن ما اختلف هذه المرة
هو طريقة اللعب. الطفل الذي يُمسك بالطرد عند توقف الموسيقى يُطلب منه مغادرة الدائرة، لكن مع الاحتفاظ بذلك الطرد كهدية، ثم يُقدّم طرداً جديداً. تستمر اللعبة حتى يحصل كل طفل على هدية. سألتُ الأم عن سبب اختلاف النسخة القديمة، النسخة التي نشأنا عليها جميعاً. قالت: "لا أحب أن يشعر الأطفال بخيبة أمل. انظروا، هنا كل طفل سعيد لأنه يأخذ هدية إلى المنزل."
تروي الأم قصة أخرى وتتابع: "في موقف آخر، كنتُ في الحديقة مع ابنة أخي. كانت تلعب لعبة القفل والمفتاح مع صديقاتها. فجأة، سقطت إحدى صديقاتها. ركضت والدتها، التي كانت في الجانب الآخر من الحديقة، نحو ابنتها وهي في حيرة وقلق. حملتها بين ذراعيها وبدأت تسألها: "هل أنت مصابة؟ دعيني أرى! لا تبكِي! اهدئي، ماما هنا."، بدأت الطفلة، التي كانت تعاني من خدش في ركبتها وكان على ما يرام تماماً حتى ذلك الحين، بالبكاء بشدة. وقد كنتُ في منزل خالتي لتناول الغداء. رفضت ابنتها ذات الخمس سنوات تناول الطعام المُعدّ. شعرت خالتي بالذنب الشديد لأن ابنتها ستجوع، فأعدّت لها طبق المعكرونة المُفضّل لديها على الفور. وقالت إنها لم تكن المرة الأولى التي يحدث فيها هذا.
تعلّق الأم مستغربة: "يُفرط الآباء اليوم في حماية أبنائهم ويسعون لحمايتهم بأي ثمن. يُحبّون إبقاء أطفالهم تحت حراسة مشددة. يُبذلون قصارى جهدهم ويُحضّرون لهم الطعام عندما لا يأكلون ما يُطهى في المنزل للجميع، لأنهم لا يريدونهم أن يناموا جائعين. وبدلاً من ترك الأطفال يلعبون في الخارج، يُنظّمون لهم أنشطةً مُختلفة. يُنجزون واجباتهم المدرسية ومشاريعهم. بل ويحلّون خلافاتهم نيابةً عنهم. يجعلني هذا أتساءل، ماذا سيحدث لهؤلاء الأطفال عندما يكبرون؟
هل سيحصلون على هدية في كل مرة يفشلون فيها؟ هل سيتمكنون من تقبّل خيبة الأمل؟ كيف سيتعامل طفل لم يُحرم من شيء قط مع الرفض؟ تتزايد حالات هروب الأطفال من منازلهم أو انتحارهم لعدم قدرتهم على تقبّل درجاتهم المنخفضة في الامتحانات أو لعدم تمكنهم من الالتحاق بالمؤسسة التعليمية التي يرغبون بها. ثم لم تكن أمهاتنا تُلاحقنا أبداً، فخدش الركبة كان مجرد خدش بسيط. كانت تطلب منا غسله بالماء ثم تنساه. لكن
لم يكن هناك أي ضجة بعد ذلك"
نتائج سلبية للحماية الزائدة للطفل بدافع الحب والحنان