mena-gmtdmp
صورة لأم تعلم طفلها على جهاز لوحي
التعليم الرقمي هو الاتجاه الجديد لتعليم طفلك

مع انتشار التكنولوجيا المتسارع في كل مناحي الحياة وبكل أدواتها وتقنياتها الحديثة كان لابد من أن يبدأ الاتجاه في العالم ومن خلال الاهتمام بالطفل وهو نواة المستقبل نحو ضرورة تغيير نمط تعليم وتربية الطفل، مع عدم القدرة على تجاوز الصراع الدائر في صمت في عقول المربين وكذلك الآباء والأمهات، حول أفضل الطرق المتاحة لتعليم وتربية الطفل في زمن التكنولوجيا في الوقت الحالي.
إذا كانت قد شاعت حديثاً الدعوات لاستخدام التعليم الرقمي إلا أن الكثيرين يرون أن الطريقة التقليدية في التعليم لا يمكن الاستغناء عنها على الإطلاق، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية الأستاذة غيداء عبدالعليم؛ حيث أشارت إلى تعريف التعليم الرقمي للأطفال ومزاياه وطرق الموازنة بينه وبين التعليم التقليدي والفرق بينه وبين التعليم الإلكتروني في الآتي:

ما هو التعليم الرقمي للأطفال؟

التعليم الرقمي للأطفال


اعلمي أن التعليم الرقمي هو نمط التعلُّم الحديث والذي بدأ العالم في الاتجاه إليه للتخلص من عيوب الأسلوب التقليدي في التعليم بحيث يوفّر للطفل عدة فرص متنوّعة وفي نفس الوقت سهلة وبسيطة؛ من أجل الوصول باستمرار وبشكل متتابع إلى معلومات متجددة تواكب ذلك التطوُّر السريع والمذهل في العالم، وحيث تُسهم تلك المعلومات التي يصل إليها الطفل في تطوير مهاراته التقنية وهي المهارات التي أصبحت أسلوباً للتعامل في كل مناحي الحياة، وكذلك تعلُّم مفاهيم ومصطلحات جديدة رائجة بطرق تفاعلية تعتمد في الأساس على استخدام التكنولوجيا، ويمكن أن تكون هذه الطريقة في التعليم بعيداً عن نظام التعليم في المدرسة، ولكنها أصبحت تُستخدم في المدارس أيضاً.

ما الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني للأطفال؟

  • لاحظي أنه لا يمكن أن نطلق على التعليم الرقمي بأنه تعليم إلكتروني والعكس صحيح، حيث إن الفرق الرئيسي بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني هو أن التعليم الرقمي يركز على توفير تجربة تعليمية تفاعلية للطفل باستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة تقترب من أن تكون قريبة من الواقع الافتراضي، بينما يهدف التعليم الإلكتروني الذي يتم اللجوء إليه في ظروف خاصة إلى تقديم المحتوى التعليمي من خلال الدورات والمناهج الرقمية.
  • اعلمي أن التفاعل من جهة المتعلمين في التعليم الرقمي يكون مباشراً وذلك باستخدام أدوات وتقنيات متقدمة، في حين يعتمد التعليم الإلكتروني على الوسائط الرقمية مع مشاركة وتفاعل أقل من المتعلم، بالإضافة إلى ذلك، فالمدرب يلعب من خلال التعليم الرقمي دوراً إرشادياً فقط بينما يكون دوره في التعليم الإلكتروني أوسع وأكثر عمقاً، حيث يشرح المحتوى التعليمي للطلاب ويقيّم أداءهم مما يجعله خياراً مثالياً مستحدثاً للتعلم الذاتي حسب ظروف الطلاب.

أهمية الموازنة بين التعليم الرقمي والتجربة الواقعية في تعليم الطفل

أساليب التعليم الحديثة
  • اعلمي أن التجرِبة الواقعية في تربية الطفل، هي نمطٌ تربوي له الأولوية في التعليم والتربية لا يمكن الاستغناء عنه لأنه ضروري من أجل تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية عند الطفل، الذي لا يمكن أن يحيا مهما كان ذكياً وحيداً وبعيداً عن المجتمع المحيط به، حيث إن تواصل الطفل الاجتماعي يعمل على تعزيز الإبداع والابتكار لديه، ويسهم في تنمية قدرة الطفل بشكل حقيقي وملموس على مواجهة وحل المشكلات المختلفة في العالم المحيط به، وهو فعلياً العالم الحقيقي وليس العالم الافتراضي.
  • وازني بين نمطين من التعليم خلال حرصك على تعليم و تربية طفلك، وهما: التعليم الرقمي الحديث والتجرِبة الواقعية، حيث إنه يجب على الوالدين فعلياً توجيه الطفل إلى استخدام التكنولوجيا وهي لغة العصر بكلّ أنواعها ولكن بشكل صحي ومتوازن، مع تشجيع الطفل أيضاً ونفس الوقت على الاستكشاف والتواصل في العالم المحيط به في كل مكان، وهو العالم الحقيقي الذي لا يمكن إهماله، حيث يلعب فيه الطفل بألعاب حقيقية بين يديه ومع أطفال حقيقيين مثله، أو يلعب فيه أيضاً مع الأم، وذلك من خلال عدة خطوات تربوية يجب أن يتبعها الوالدان، حيث إنه يجب أن يتذكر الوالدان أن المفتاح الصحيح لتحقيق التوازن في تعليم وتربية الطفل هو دمج التعلُّم الرقمي مع التجرِبة الواقعية بخطوات صحية ومتوازنة، مع التركيز وعدم إهمال تعزيز التفاعل الاجتماعي مع المجتمع الصغير وتوسيعه تدريجياً وممارسة النشاط البدني وتعلم مهارات الإبداع، وتحديد حدودٍ خاصة ودقيقة لاستخدام التكنولوجيا.

نصائح مهمة من أجل النجاح في دمج طرق تعليم الطفل

التعليم الواقعي

1- خصّصي جدولاً زمنياً مناسباً للتعليم الرقمي والتقليدي

خصّصي جدولاً زمنياً متوازناً بشكل يومي؛ بحيث تضعين أوقاتاً محددة يمكن لطفلك فقط خلالها استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ حيث إن الطفل يقضي بعد سن العامين، ساعة واحدة متفرقة مثلاً مع الجهاز اللوحي، أما حين يصبح فوق سن ثلاث سنوات؛ فيجب أن تستعيني بخبير في التربية لكي تعرفي مثلاً: كم ساعة يوميّاً يمكن فيها للطفل استخدام الأجهزة الذكية؟ ولا تتركي طفلك مع هذا الجهاز طيلة الوقت، حيث إنه يجب أن توزعي الوقت ما بين ضرورة التعليم الرقمي للطفل لاكتساب خبرات جديدة، وتخصيص وقت مهم يومياً لكي يمارس الطفل ألعاباً تقليدية وأنشطة أخرى فعلية، ويفضل أن تكون جماعية.

2- اختاري المحتوى التعليمي المناسب للطفل

احرصي على اختيار المحتوى الرقمي المناسب لعمر وقدرات طفلك؛ بحيث يكون ذلك الاختيار خلال تطبيقات معيّنة ومخصصة أيضاً بكل دقة للمراحل العمرية، ويمكنك الاستعانة بالمعلمة وبعض المتخصصين أيضاً عند اختيار تلك البرامج التي تضيف معلومات وخبرات للطفل، ولا تسبب له مشاكل تعليمية مستقبلية أو تؤثّر على سلوك الطفل وتفاعله الاجتماعي وبناء شخصيته.

3. شجّعي طفلك على ممارسة الأنشطة البدنية المناسبة

شجعي طفلك على ممارسة أنواع من الرياضة المناسبة لعمره وبِنيته الجسدية وصحته، وأن يقوم بذلك في الهواء الطلق؛ حيث لا يفضَّل لعب الطفل في أماكن مغلقة، ويجب أن تعرفي بكل دقة أهمية الهواء النقي والنشاط الخارجي في تعزيز صحة الطفل، لأن لعب الطفل في الهواء الطلق، يُسهم بشكل كبير في تعزيز صحة الطفل من كل النواحي البدنية والعقلية والسلوكية، وبالتالي يُسهم ذلك الأسلوب في رفع قدرته على التعلُّم حين يكتسب مناعة من خلال الخروج من البيت فيرتفع مستواه التعليمي سواء خلال التعلُّم الرقمي أو الواقعي.

4. كوني قدوة حسنة لأطفالك

اهتمي بأن تكوني القدوة الحسنة الأولى لطفلك، وذلك من خلال حرصك وأمام طفلك على عدم قضاء طيلة الوقت مع الأجهزة الإلكترونية المختلفة والمغرية، ويجب أن تكوني حريصة دائماً على قضاء وقت مناسب مع طفلك؛ بحيث تكونين متفرغة خلاله لطفلك تماماً، بحيث يلاحظ طفلك فعلياً أنكِ تبتعدين عن كلّ وسائل التكنولوجيا، وتقضين معه تجرِبة واقعية بسيطة في إطار ملموس للعالم الحقيقي، والذي يجب أن يعيش فيه الطفل، ولأن فشل الأم في أن تكون متوازنة في استخدام وسائل التكنولوجيا، ينعكس على الطفل أولاً بشكل مباشر وقوي.

5. عدم إهمال الأنشطة العائلية للأطفال

اهتمي بالخروج مع أطفالك وبصحبة الأب، حيث إن أهمية اللعب والتفاعل الاجتماعي في تطوير مهارات طفلك لا يمكن تعويضها، حيث يتعلم الطفل باللعب المباشر والحقيقي بطريقة عملية وغير مبنية إطلاقاً على الوعظ المباشر والإرشاد والحفظ؛ فيجب على الوالدين كأول المربين لأطفالهما اختيار بعض الأنشطة العائلية البسيطة لكي يشارك فيها الطفل بكل حماس وحب مثل: المشاركة في الطبخ، وتنسيق الحدائق المنزلية أو العامة، والنزهات العائلية، وتعلُّم العزف على الآلات الموسيقية وسماع الموسيقى؛ حيث تُسهم مثل هذه الأنشطة وغيرها في تعزيز الترابُط الأسري وعدم الوقوع في فخ التكنولوجيا.

6. تشجيع طفلك على الإبداع الواقعي

شجّعي طفلكِ على الإبداع الواقعي ولا تهمليه أبداً مهما بدا ذلك الأسلوب تقليدياً؛ فمن الضروري أن يتعلم طفلك مجالات الإبداع التقليدية التي برع فيها الآباء والأجداد؛ فلا يمكن للتكنولوجيا مهما كانت مغرية ومتجددة أن تطغى على أهمية الفنون التقليدية مثلاً مثل فن الرسم. ولذلك يمكن أن تستغلي استخدام التكنولوجيا الحديثة من أجل تحقيق هدف حقيقي، أي تعزيز الأنشطة الإبداعية عند الطفل، ففي حال اكتشاف موهبة طفلك في الرسم، والتصميم مثلاً فيمكنك أن تشجعيه على تعلُّم نظم البرمجة المرتبطة بفن التصميم مع ضرورة ضبط استخدام الطفل لتقنيات التكنولوجيا؛ لكي لا يفرِط في استخدامها.
قد يهمك أيضاً: الصداقة بين المراهقين في زمن الذكاء الاصطناعي 2026