من المعروف أن الأيام الأولى من ولادة المولود؛ هي الأيام الذهبية للأم؛ لأن المولود الصغير يقضي طيلة وقته نائماً، ولذلك فهي لا يمكنها أن تشكو من قلة نومه وبكائه، وكل ما عليها؛ أن تتأمله بحب وحنان، وأن تسقي لهفته وشوقها لانتظاره، أما حين يكبر قليلاً؛ فمن الطبيعي أن تقل مدة نومه، ولكن ليس معنى ذلك ألا يقضي المولود عدة ساعات نائماً، وهنا تبدأ الأم بالقلق.
هناك حالات يجب على الأم القلق فيها؛ وهي حالات النوم المتواصلة للمولود، كما أن المولود قد يكون في أماكن غير سريره، وينام لمدة متواصلة، ويجب على الأم أن توقظه، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة ورعاية الخدج الدكتور محمد عثمان، حيث أشار إلى الحالات التي يجب أن تقلقي منها بسبب نوم مولودك المتواصل، والحالات التي يجب أن توقظيه فيها من نومه، وذلك في الآتي:
ما هي فوائد النوم للمولود في شهوره الأولى؟

- لاحظي أن مولودك الجديد الذي سيكون نومه غير منتظم في شهوره الأولى، أو نومه قليلاً، قياساً للمتوقع بالنسبة للمواليد؛ سوف يعاني من عدة مشاكل صحية ستؤثر على منحنى نموه، ومنها: البكاء المؤلم والمستمر لفترات طويلة، وعصبية وتوتر وشعور بالضجر وتقلب المزاج، إضافة إلى حدوث نقص الوزن الظاهر بشكل لافت، حيث إن الطفل الرضيع وبعد أن يفقد القليل من الوزن بعد الولادة؛ فمن الطبيعي أن يكتسب الوزن بسرعة وبمعدل كيلوجرام على الأقل كل شهر؛ وذلك عن طريق الرضاعة الطبيعية، وهي مصدر تغذيته الأول والمفترض، والذي ينصح به الأطباء، وبعد ذلك فحين ينام لمدة ساعتين نوماً متواصلاً مثلاً على الأقل؛ فمن الطبيعي أن يزداد وزنه؛ حيث يتيح هذا النمط من التغذية والنوم فرصة لتخزين الدهون تحت جلده، وتكوين البنية العضلية التي تعزز مهاراته بالتدريج، ولكن بقاء الطفل بدون نوم لأسباب عديدة؛ يعني أنه سوف يحرق ويستهلك كمية كبيرة من السعرات الحرارية التي حصل عليها من خلال حليب الأم، وسوف يتناقص مخزون طاقة جسمه؛ يعني أنه لن يحقق أي زيادة في الوزن أو يحقق زيادة غير مناسبة لعمره.
- توقعي لاحقاً أن ترتبط مشكلة قلة نوم الرضيع مع بدء مرحلة التسنين، حيث إنه يمكن أن يبدأ المولود في المعاناة من آلام التسنين منذ الشهر الثالث وعلى غير المتوقع، وهذه الآلام سوف تؤدي إلى تقليل ساعات نوم المولود وزيادة عصبيته، واستمرار شعوره بمزاج سيئ، بحيث يكون سهل العصبية، ولديه إحساس بالضجر؛ أي أنه يبكي لأي سبب، ولا يستجيب لأي مداعبة، بل إنه يبكي بمجرد أن يحاول أي شخص أن يقترب منه، بل إن الأم سوف تعاني في محاولة إسكاته.
الحالات التي يكون فيها نوم المولود المتواصل طبيعياً
- توقعي أن ينام مولودك، وفي عمر الشهرين تحديداً، لمدة سبع ساعات متواصلة، وذلك في حال كان يرضع رضاعة مشبعة خلال اليوم، بحيث يحصل على رضعة كاملة من الثديين، أو يحصل على رضعة صناعية من القنينة حسب عمره، وحسبما يقرر الطبيب، فشعور الطفل بالشبع من أهم أسباب نومه المتواصل، فهو لا يجد شيئاً ليفعله غير ذلك، وهو بحاجة للنوم؛ من أجل تعزيز نموه العقلي والجسمي.
- لاحظي أنه يجب عليك عدم القلق على الإطلاق في حال كان مولودك يزيد وزنه بشكل مناسب، وفي كل مرة تخبرك الطبيبة في مركز رعاية الأطفال بأنه يحقق معدل نمو حسب معدلات النمو المتعارف عليها.
- اعلمي أن المولود حين يكون بصحة جيدة، فيرضع، ثم ينام لساعات متواصلة؛ فهو في نفس الوقت يبلل عدداً من الحفاضات بمعدل معين؛ لا يكون مقلقاً في تناقصه أو زيادته، علماً أن نقص عدد الحفاضات المبتلة قد يكون مقلقاً، خصوصاً في حال حدوث تغير في لون البول وقوامه، ولذلك فمن الطبيعي أن يبدل مولودك ما بين 6-8 حفاضات يومياً.
- توقعي أن يكون كثرة النوم المتواصل لمولودك، حتى لو كان لمدة سبع ساعات متواصلة، طبيعياً؛ في حال استيقاظه يكون نشيطاً ويُصدر أصواتاً تدل على سعادته وصحته الجيدة، كما سوف تلاحظين أنه يحرك أطرافه ويتجاوب معكِ، ويُبدي استعداداً لكي يرضع مرة ثانية، ولذلك فيجب عليكِ عدم القلق، فساعات النوم الطويلة هي إشارة على سلامة الجهاز العصبي للطفل، وقدرته على تنظيم نومه، بحيث يقل بالتدريج.
متى يجب القلق من النوم المتواصل للمولود؟

- اعلمي أنه يجب عليك القلق من النوم المتواصل للمولود في حال الطفل الخديج؛ أي المبتسر، فيجب أن توقظيه كل أربع ساعات لكي يرضع؛ من أجل أن يحقق زيادة في وزنه مثل باقي المواليد.
- لاحظي أنه يجب أن تشعري بالقلق في حال ظهرت عينا المولود غير لامعتين، وتبدو نظراته خاوية بلا معنى أو مشتتة، ولا يبدي أي تفاعل معكِ حين يستيقظ من النوم، ففي هذه الحالة؛ يمكنك الشك في أنه يعاني من مشكلة دماغية، ويجب عرضه على الطبيب فوراً.
- توقعي أن مولودك، الذي لا يزيد وزنه، ولديه عدد قليل من الحفاضات المبتلة؛ هو من المواليد الذين تكون لديهم مشكلة صحية، بالإضافة للنوم الكثير والمتواصل، والذي لا يعدّ نوماً طبيعياً، ويجب أن تعرضيه على الطبيب.
الأماكن التي يجب أن توقظي بها طفلك من نومه الطويل فيها
1- أيقظيه حين ينام في كرسي السيارة

أيقظي رضيعك حين ينام في كرسي الأطفال في السيارة؛ لأن كثيراً من الأمهات قد يتركن الأطفال نائمين لمدة طويلة أو طيلة الطريق في كرسي السيارة، ولا يقمن بتفقد الطفل، وقد يتعرض الطفل الرضيع، خصوصاً لو كان في عمر أقل من ستة أشهر، إلى خطر الاختناق الأكثر شيوعاً بين الرضع؛ بسبب انغلاق المجاري التنفسية، كما أن جلوس الرضيع عامة في الكرسي الضيق؛ يؤدي إلى حدوث ضيق متوقع في المجاري التنفسية، وسوف تلاحظين في هذه الحالة تصبب العرق من وجهه، ولذلك عليكِ أن توقظي طفلك كل فترة وتعدلي أيضاً هيئة نومه، أو تنقليه؛ لكي ينام بين ذراعي مرافقك في السيارة.
2- أيقظيه حين ينام في عربة الأطفال
راقبي رضيعك باستمرار في حال خروجك من المنزل، وتركه في عربة الأطفال التي تدفعينها بيديكِ، فالمفروض أن تراقبي الطفل، ويفضّل ألا تغطي وجهه على الإطلاق مهما كانت الضجة حوله، كما يُفضّل أن ترفعيه من العربة وتبحثي عن مكان آخر لكي يكمل نومه، حتى لو اضطررتِ لتركه فوق طاولة في المطعم؛ لأن النوم في عربة الأطفال لمدة طويلة قد يسبب الاختناق للطفل الرضيع، خاصة حديث الولادة، حيث يميل المواليد الجدد عادة إلى أن يحنوا أعناقهم للأسفل، مما يُعرضهم لخطر الاختناق، فهم لا يستطيعون تعديل هيئة نومهم، كما أن النوم في العربة عموماً قد يؤدي انقطاع النفس، ويزيد من مخاطر تعرض الرضع لما يُعرف بمتلازمة موت المهد.
3- أيقظيه حين ينام في الكرسي الهزاز أو الأرجوحة
ارفعي رضيعك من الأرجوحة أو من الكرسي الهزاز، مهما كانت وسيلة نوم طفلك لمدة طويلة، وذلك بعد أن تتأكدي أنه قد نام فيها فعلاً، ولا تتركيه نائماً بها لمدة طويلة، بدعوى أنكِ تخافين أن يُعاود البكاء وأنه سوف يستيقظ في حال قمتِ بنقله من مكانه، ولكن اعلمي أن الأرجوحة بحد ذاتها خطرٌ، ويجب أن تعرفي أن هناك دراسات قد أكدت أضرار هز الطفل الرضيع وأنها تؤثر على دماغه، ولذلك فهزّ الطفل يجب أن يكون مركزاً على هزّ الجسم فقط وليس الرأس، ويجب استخدام أرجوحة مخصصة في حال الاضطرار لذلك، بحيث يكون فيها الرأس ثابتاً.
قد يهمك أيضاً: طفلي لا يرفع رأسه في عمر 3 أشهر: هل هذا تأخر مقلق أو طبيعي في رحلة النمو؟






