يشهد عالم التصميم والديكور تغيرات مستمرة؛ فما يبدو جديداً ومثيراً في موسم ما، قد يصبح قديماً أو مملاً في الموسم التالي، والاتجاهات عموماً تواكب تحولات أوسع في الثقافة وأسلوب الحياة، وحتى الاقتصاد. سواء كانت أنماطاً مستخدمة بكثرة، أو ببساطة لم تصمد أمام الزمن، فإن بعض الاتجاهات تواجه انحساراً أو زوالاً في مجالات أقمشة الأثاث وألوان طلاء الجدران والأرضيات.
أقمشة لتنجيد الأثاث خارج الموضة
- الأقمشة البرّاقة: ستفقد قطع الأثاث المنجدة بأقمشة برّاقة مُبالغ فيها شعبيتها، فهي لم تعد مرتبطة بإضفاء لمسة فخامة فورية، بل تبدو قديمة الطراز، خصوصاً مع التوجه أكثر فأكثر إلى الأناقة البسيطة، بخطوطها الانسيابية وموادها الطبيعية وطابعها الخالد.
- نقشة شيفرون: لن تعود الأقمشة المنقوشة (أو المطبوعة أو المرسومة) بنقشة شيفرون لتنتشر على قطع الأثاث، وذلك لأن "شيفرون" جريئة للغاية، وعادةً ما تتضمن ألواناً متناقضة بشدة، مما يجعل هذا النوع من الأقمشة يبدو باهتاً بسرعة مع مرور الوقت؛ نظراً لشدة نقشته، إضافة إلى أن الأخيرة لا تنسجم بسهولة مع أنماط التصميم الأخرى؛ لأنها "تهيمن".
- قماش إيكات: سيتراجع، بدوره، لأنه جريء وصاخب ومزدحم.
- أقمشة كنب تشسترفيلد المبطنة: صحيح أن الأريكة بطراز تشسترفيلد قطعة أثاث كلاسيكية خالدة، إلا أن النسخ المبطنة بأزرار عند الظهر يمكن أن تتشابك بسهولة، أو تلتقط كل ذرة من الأوساخ والغبار، كما أنها ليست مريحة للجلوس عليها. لذلك، هي إلى تراجع أو تغطى بأغطية الأرائك لتغيير مظهرها.
ألوان طلاء جدران إلى تراجع
من المعروف أن موضة الألوان في الديكور سريعة التغير، فقد يُصبح لونٌ ما رائجاً للغاية في شهرٍ ما، ثم يُنسى في الشهر التالي. ورغم أن 2025 يُوصف بأنه عام الألوان غير التقليدية، إلا أنه شهد رواجاً أكبر من المعتاد لبعض الألوان؛ فمن الأحمر الكرزي والبرغندي، إلى أصفر الزبدة وبني الشوكولاتة والأزرق المخضر المنعش، لفتت بعض الدرجات انتباهنا، ولكن أيّها سيبدو قديماً في 2026؟
الأصفر الخردلي
عادت درجة الأصفر الخردلي للظهور خلال الأعوام القليلة الماضية كجزء من استعادة الطراز القديم (خاصةً التصميم المستوحى من سبعينيات القرن الماضي)، ولكن أدى انتشارها الواسع إلى فقدانه رونقها. في عام 2026، سنتجه نحو درجات لونية أغنى وأكثر دقة، تُضفي إحساساً بالأصالة والرقي، مثل درجات الأصفر الترابي، والبني الداكن، والكراميل الدافئ، وهي درجات لا تزال تُشير إلى الطابع الكلاسيكي، ولكن بعمقٍ ورقيٍّ أكبر. تُضفي هذه الألوان الدفء الذي يُحبه الناس في اللون الأصفر الخردلي، ولكن بجودة راقية وخالدة، تُناسب توجهات التصميم الداخلي الحديثة. إذا كانت القارئة تُفضل أفكاراً لغرف باللون الأصفر الفاتح؛ يجدر بها اختيار أصفر الزبدة الناعم، الذي سيظل يحظى بشعبية كبيرة.
الأخضر الغابي
بعد أن عرف اللون الأخضر الغابي رواجاً في السنوات الأخيرة، من المتوقع أن يتراجع استخدامه، ولدرجات الأخضر النابضة بالحياة عموماً في 2026، مع الملل منها، فالاتجاه أكثر فأكثر إلى الأزرق المخضر الغني أو درجات الأخضر الترابية والداكنة، التي تميل إلى أن تكون أكثر أناقة وخلوداً.
الألوان المصنّعة أو الاصطناعية
ستفقد بريقها في 2026؛ إذ هي أمست تفتقر إلى الجودة الخالدة التي يسعى إليها الكثيرون في منازلهم اليوم؛ من الليلكي الفاتح إلى درجات أحمر الطماطم الداكنة. بدلاً من هذه الدرجات الزاهية والمشبعة، سيتجه الديكور نحو الألوان التي تحمل مسحة من الدفء والألوان الترابية، لتضفي إحساساً بالراحة.
أنواع أرضيات ستصبح من الماضي
للأرضيات المناسبة قدرةٌ على إضفاء طابعٍ مميز على أي مساحة منزلية، وإبراز ألوان الطلاء، بل وجعل الغرفة تبدو أكبر. إليكِ أنواع أرضيات ستختفي قريباً من منازلنا وتصبح من الماضي:
نمط رقعة الشطرنج باللونيْن الأبيض والأسود
سيختفي نوع الأرضيات المعروف برقعة الشطرنج قريباً؛ لأن اللونين الأبيض والأسود قد يكونان طاغييْن بصرياً، إذ سنشهد تحولاً كبيراً نحو أنماط مربعات أكثر نعومة ودقة باللون الجملي مع الأبيض الكريمي، والأبيض المائل للبيج مع الرمادي الزيتوني، وحتى اللون العنابي مع لون محايد دافئ. هذه التوليفات تبدو أكثر عصرية، وأكثر ملاءمة للعصر.
درجات الرمادي
أرضيات اللامينيت والفينيل والبلاط باللون الرمادي في طريقها إلى الزوال، لا سيّما الدرجات الباردة التي سادت العقد الماضي؛ إذ تُخفت الإضاءة الطبيعية وتجعل الغرف تبدو باردة، كما تتنافر مع الألوان الدافئة التي يفضلها الناس. بالمقابل، يزداد الميل نحو الأرضيات بألوان العسل، البلوط الطبيعي، التوفي والجوز؛ أي الألوان الدافئة والمتنوعة التي تضفي شعوراً بالراحة.
بلاط البورسلين العادي
مع تزايد الإقبال على الملمس غير المتجانس، والألوان الهادئة، والمواد الطبيعية، يتوقع الاستبدال بالبلاط الكبير ذي اللون الواحد، الذي يُشاهد عادةً في الحمامات والمطابخ، خيارات تُضفي لمسةً من الطبيعة على المكان. لكن ما تقدم لا يخلو من استثناءات؛ إذ يمكن أن يكون البورسلين المُصمم لمحاكاة الحجر الطبيعي أنيقاً عند تنفيذه بعناية.
أرضيات الفينيل المقلدة مظهر البلاط
ستبدو أرضيات الفينيل ذات النقوش المتداخلة الكثيفة، والتي تحاكي بلاط الطراز القديم، أقرب إلى الديكور المسرحي!
التشطيبات شديدة اللمعان
الأرضيات شديدة اللمعان باردة، وتوحي بأنها أقرب إلى منازل العرض منها إلى المنازل الحقيقية التي تدبّ حركة فيها. وهي غير عملية؛ إذ تُظهر كل أثر قدم وبقعة ماء، وهي زلقة للغاية. أما الأرضيات غير اللامعة والمصقولة؛ فتمنح مظهراً أنيقاً ورصيناً، بالمقابل.
طرز ديكور إلى انحسار
وداعاً لطرز الديكور الآتية:
- الطراز الانتقائي: هو يحول المنزل إلى معرض للمقتنيات، وسيشهد انحساراً، مع تقدم أكثر للمساحات المنزلية التي تحقق العافية، مما يعكس التركيز المتزايد على الصحة العقلية والجسدية.
- طراز منتصف القرن الحديث: صحيح أن الطراز المذكور خالد، إلا أنه سيفسح المجال أكثر فأكثر للآرت ديكو بكل أبّهته.
منزل مصمم حسب الطراز الريفي - الطراز الريفي: سيصبح تدريجياً شيئاً من الماضي، مع صعود الطراز الفاخر الهادئ في المنازل.
