مخرجة تركية تؤكّد:هذا الحقيقي وهذا الخيالي في "حريم السلطان"

11 صور

كريمة سينيوجيل إعلامية وكاتبة صحفية ومخرجة سينمائية وتلفزيونية مثقفة متميزة برؤيتها العميقة للتاريخ من خلال أفلامها وبرامجها الوثائقية حول تاريخ تركيا القديم والحديث، من مواليد عام 1952 خريجة تاريخ وأدب إنكليزي من جامعة اسطنبول، أعدت وقدمت عشرات الأفلام والبرامج الوثائقية وحصدت أهم الجوائز العالمية والتركية، وكانت عضو لجنة تحكيم في أهم مهرجانات تركيا والعالم، التحقت عام 1975 بشبكة قنوات trt التركية كمديرة للقسم الوثائقي والتلفزيوني، وما زالت مستمرة لليوم في إخراج وإعداد وتقديم الأفلام والبرامج الوثائقية المتخصصة بالتاريخ وثقافات وفنون الشعوب.
أشهر برامجها "منفى آل عثمان أوغلو" عام 2006 ويحكي سيرة وثائقية عن مصير 144 من أحفاد آل عثمان في العالم.
رغم عدم إتقانها العربية إلا إنها تعشق العالم العربي وقد زارت عددا كبيرا من الدول العربية خلال تسجيلها وإخراجها برنامجها الوثائقي الشهير "منفى آل عثمان أوغلو" حيث قابلت أحفاد السلاطين العثمانيين في مقر إقاماتهم فيها، وتعرف الكثير عن مجلة "سيدتي" التي يسمع عنها في تركيا بأنها المجلة العربية الأولى الأكثر إنتشاراً لذا حرصت على أن تطل ضيفة على صفحاتها فأتت خصيصاً من مقر إقامتها في "أنقرة" إلى مدينة "اسطنبول" بالطائرة لإجراء حوار معها حول السلطنة العثمانية ومصير أبنائها في المنفى، وتفسيرها للنجاح العالمي الذي حققه المسلسل التاريخي التركي "حريم السلطان" على مدى مواسمه الأربعة في أكثر من 50 دولة حول العالم، وكشفت ما هو الخيالي والحقيقي فيه:


-ما سبب إهتمامك بمصير أحفاد السلاطين العثمانيين الذين تمّ نفيهم إلى الخارج بعد انتهاء الإمبراطورية العثمانية والحكم العثماني على بلاد الشام فأنتجت برنامج وثائقي طويل عنهم وسافرت للقائهم في أوروبا والدول العربية شخصياً؟
في عام 1924 تم إسدال الستار عن الإمبراطورية العثمانية بإعلان تأسيس الجمهورية التركية وتعيين مصطفى كمال أتاتورك كأول رئيس للجمهورية التركية، وأصبحت تركيا دولة جمهورية حديثة حاولت بناء أسس جديدة للشعب وللحكم بمنأى عن الحكم السلطاني السابق، وبما أنّ التاريخ يبقى ولا يذهب بتغير الحكام وسياسات الدول والشعوب، أحببت معرفة مصير أحفاد السلاطين الذين يطلق عليهم: أحفاد عثمان أوغلوومتابعة تفاصيل حياتهم، وكيف تقبلوا خروجهم من بلدهم تركيا إلى منافيهم الغربية والعربية في الخارج، وكيف تعايشوا مع وضعهم الجديد بعيداً عن الحكم والسلطة الذي كان بأيدي أجدادهم وآبائهم وأمهاتهم، وقمت فوراً بطرح الفكرة على إدارة شبكة قنوات trt التي بحكم إنها قنوات حكومية راقية تهتم بالتاريخ وبالسير الذاتية لكبار الشخصيات العامة المؤثرة في تاريخ تركيا القديم والحديث تحمست لفكرتي، واهتمت مثلي بإلقاء الضوء على حقيقة واقع ومعتقدات أحفاد آل عثمان الموزعين في كافة أنحاء العالم حيث يتساءل ملايين الأتراك بينهم وبين أنفسهم: ما مصير 144 من أحفاد السلاطين العثمانيين بعد نفيهم للخارج.

مصير أحفاد السلطان سليمان والسلطانة هيام
-وماذا كان واقع هؤلاء الأحفاد الـ 144 في المنفى؟

كشفت عبر مقابلاتي المباشرة معهم واقعهم الإجتماعي الجديد في بلاد المهجر كأحفاد آل عثمان، وهم سلالة أول سلطان تركي كان إسمه: عثمان غازي، وتداولت سلالته على حكم الإمبراطورية العثمانية تميناً بإسمه، وبإسم إبنه أوغلو، وصار يطلق على سلالتهم لقب: عثمان أوغلو وعادةً حين يحدث إحتلال عسكري أو إنقلاب عسكري يتم إعدام الحكام السابقين وعائلاتهم لكن قادة الجمهورية التركية الجديدة الجدد لم يحبوا أن يبدأوا حكمهم بسفك الدم، فاكتفوا بنفيهم للخارج والسماح لهم بالذهاب إلى حيث يريدون، وكان تعداد آل عثمان آنذاك يبلغ حوالي ال 144 شخص ما بين رجل وامرأة وطفل، اضطروا للهجرة والمنفى وليس معهم سوى جوازات سفرهم ومبالغ قليلة من المال تكفيهم لأشهر وأسابيع فقط، وواجهوا محنة عصيبة،لأن كثيرين منهم عاشوا طوال حياتهم في القصور حياة ناعمة مرفهة، لم يجربوا قط العيش خارجه وفجأة وجدوا أنفسهم مضطرين إلى العيش في دول غريبة عنهم لا تمت لهم أو لثقافتهم بصلة.
حتى إنهم في الماضي كانوا لا يحتاجون إلى لمس النقود وتداولها بأيديهم قط في حياتهم، حيث كان لديهم خدم وحشم يؤمنون لهم طلباتهم دون نقود أو مقابل ما بحكم إنهم أبناء وأحفاد السلاطين.
_كيف كانت حياتهم في المهجر؟
لم تكن حياتهم في المهجر سهلة، لاعتيادهم على البذخ والكرم بحكم ثرائهم، ولم يكونوا يدركوا حاجتهم للمال في الخارج، فكان إن أكل أحدهم بـ50 دولار يعطي الجرسون بقشيش مائة دولار، فأفلسوا جراء كرمهم بعد فترة بسيطة، ووجدوا أنفسهم مضطرين للعمل من أجل تأمين مسلتزمات العيش لأنفسهم.
صحيح أن الحكومة التركية لم تقتلهم جسدياً، لكنها قضت بنفيهم على هويتهم العثمانية داخل الدولة التركية الحديثة، وقضت على نفوذهم، وقضت على أي أمل لهم بعودتهم للحكم بعد إعلان قيام الجمهورية التركية الحديثة، وانتهاء السلطنة العثمانية ومكوناتها ورموزها الحاكمة للأبد.

هذا هو سر نجاح "حريم السلطان"
-ما هو تفسيرك لنجاح المسلسل التاريخي الشهير "حريم السلطان" بمواسمه الأربعة واحتلاله المركز الأعلى مشاهدة في تركيا و50 دولة حول العالم من أربع سنوات كاملة؟

سر نجاحه العالمي إنه قدم حقبة سلطانية تركية مهمة بأسلوب درامي شيق ومثير وجديد ألهب المشاعر ببطولات السلطان سليمان القانوني العسكرية، وبسطه الحكم العثماني في أرجاء الغرب والشرق حيث كان واحداً من أشجع وأذكى قادة عصره، وأسهمت قصص الحب غير التقليدية بين حريم السلطان سليمان القانوني ورجال الدولة في جذب ملايين الأتراك والأجانب والعرب لمتابعته، مع العلم بأن بعض الشخصيات فيه خيالية لا وجود لها في الكتب التاريخية الموثقة لكنها أضيفت للعمل من باب التشويق الدرامي ليس إلا.
-ما هو الخيط الرفيع ما بين الخيال والحقيقة في نص "حريم السلطان"؟
في أجنحة "حريم السلطان" في الإمبراطورية العثمانية لم يكن يسمح للرجال مثل: الوزراء أو المستشارين أو الحراس أو الخدم الذكور أو رجال الجيش بالدخول إلى نساء القصر والإختلاط بهن ومخالطتهن، كان يسمح فقط للسلطان نفسه وأبنائهن بينما في المسلسل التاريخي "حريم السلطان" لضرورات درامية كان يدخل رجال كثر من وزراء وحراس وحجاب لأجنحة حريم السلطان، ويختلطون بالسلطانات والأميرات والجواري بحرية، ولم يهاجم العمل أو ينتقد لهذا الأمر بحكم إنه مسلسل درامي لا فيلم وثائقي تاريخي غير مسموح له الخروج عن دائرة الحقيقة والتوثيق عبر الخيال وإضافة شخصيات ليس لها وجود حقيقي موثق بكتب السيرة الذاتية والتاريخ.

تابعوا أيضاً:

أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين

ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"