في ظلّ التطور السريع الذي استطاع أن يحقّقه الإنسان على مرّ الزمان، من ذا الذي لم يتخيّل أن تحلّق السيّارات في الفضاء، في يوم من الأيام؟ لقد بقي هذا المفهوم عالقاً في عقولنا، بسبب السيارات الفضائية التي جسّدتها الرسومات المتحرّكة، في طفولتنا.
أولى العلماء اهتماماً كبيراً لإنجاز هذه الفكرة، إلا أنّ إدواردو غالفاني استطاع أن يخترع "فلاي سيتيكوبتر" Fly Citycopter، وهي عبارة عن مروحيّة شخصيّة مصمّمة لتنقلك في المدن بطريقة أكثر فعاليّة وصديقة للبيئة، عوضاً عن الاعتماد على السيّارات الملوّثة للطبيعة، على أمل أن يكون هذا النموذج مصدر إلهام للمبدعين الذين يعملون في قطاع النقل لتطوير بدائل صديقة للبيئة لتخلّص الأشخاص العالقين في الزحمة التي تزداد في المدن مع الوقت، فضلاً عن أنّ التلوث الذي تحدثه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يزيد من سوء حالة الأجواء في المدن، مع مرور الوقت.
وقد سعت بعض الدول المتقدّمة إلى إيجاد حلول بيئيّة لهذه المشكلة، مثلما فعلت الحكومة الفرنسية التي أمّنت لسكّانها في باريس هذه السنة وسائل نقل عامّة مجانيّة، وطلبت منهم التخلي عن استخدام سيّاراتهم لمدّة 3 أيّام في محاولة منها لمكافحة التلوّث البيئي. ويُشير المخترع إلى أنّ المدن في كلّ أنحاء العالم، بما فيها لندن، قد اختبرت ضباباً وتلوّثاً كثيفاً في نيسان (أبريل) من هذا العام.ولذا، إنّ استخدامها لطاقة الشمس أكثر فعالية وأفضل من الناحية الاقتصادية مقارنةً بالمروحيات التقليدية. إنّها مزوّدة بصفائح للطاقة الشمسية، ما يُمكّن المستخدمين من الاستغناء عن الطرقات والوقود أيضاً.وتعتمد المروحيّة على محرّك كهربائيّ.
يُشير غالفاني إلى أنّ السيّارات الكهربائيّة تُشبه "فلاي سيتيكوبتر"، وهي تُشكّل بديلاً من السيّارات العادية، لأنّها تساهم أيضاً في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ولكن قيادة سيّارة كهربائية لن توفّر عليك زحمة السير! إنّ مروحية "فلاي سيتيكوبتر" مزودة بكلّ التكنولوجيا التي تتمتع بها مروحيّة حديثة.
إنها أول مروحية مزوّدة بلوحات رقمية وشاشة لمس، مع نظام إدارة الملاحة وكلّ معدات الطيران الضرورية كمقياس ومؤشرات الارتفاع والسرعة والبوصلة والانحراف عن المسار والراديو المغناطيسي.
يُمكن للمروحيّة الشخصيّة أن تحلّق بسرعات تصل إلى 120 ميلاً في الساعة، ويُمكن استخدامها عوضاً عن السيّارات والباصات والقطارات، وتضمن وصولك إلى وجهتك في الوقت المناسب. وتتّسع مروحيّة غالفاني لشخصين، وهي مزوّدة أيضاً بشاشتي لمس وعصا تحكّم، ولديها نظام إقلاع تلقائيّ، فضلاً عن أنّها لا تتطلّب مهبطاً للطائرات لكي تحطّ عليه، بل يمكنك ركنها على سطح المبنى.
