أزواج في رمضان: لا للمطاعم.. ولا لحوم على الموائد!

9 صور

تعاني بعض السعوديات في رمضان من تشدد أزواجهن على حلية الغذاء، مما أدى إلى وقوع السعوديات في «زنقة»؛ نتيجة تعدد مسؤولياتهن، وسط مطالب خبراء في مجال الشريعة والصحة والغذاء والرقابة من خلال «سيدتي» بضرورة الالتزام بمعايير شهادات الحلال في الأغذية والتوعية فيها فإلى التفاصيل:


لم تخفِ (مرام، م) موظفة، في أحد البنوك بالدمام، استياءها من تشدد زوجها بالدين بقولها: أعود للمنزل الخامسة عصراً، متعبة جسدياً، منهكة، وأطفالي ينتظرونني بفارغ الصبر، وهم يتضورون جوعاً؛ بينما يتعذر والدهم من إطعامهم بحجة أن المطاعم مشكوك فيها من ناحية حلية اللحوم والنظافة، ما أدى إلى تفاقم خلافاتنا الزوجية؛ نتيجة عدم تمكني من تجهيز الفطور برمضان بأسرع وقت.
مضيفة: اثنا عشر عاماً وزوجي لم يتغير موقفه، خلافاتنا مستمرة بالرغم من تدخل بعض المشايخ بيننا إلا أنه لم يقتنع ويرفض الشراء من جميع المطاعم.

رفض اللحوم
إلا أن الأمر يختلف مع تهاني عبدالله، معلمة مدرسة بقولها: زوجي متشدد جداً بالدين، ويرفض أن نشتري اللحوم خاصة «الدجاج واللحم»، ولكنه لا يجد بداً من شراء السمك والروبيان سواء بالسعودية أو عند السفر.
مضيفة: تتفاقم خلافاتنا الزوجية عند زيارتي لبيت أهلي أو بعض المناسبات؛ خاصة عندما يقدم لنا طعاماً به لحوم أو دجاج، حيثُ يرفض ابني البالغ من العمر 9 سنوات الأكل، ويُرغم أخته البالغة من العمر 5 سنوات على عدم الأكل أيضاً، ويهددها بأن يُخبر والدها لمعاقبتها، ما يعرضني للإحراج والانتقادات من قبل أهلي الذين يردون عليَّ: «زوجك فقط منْ يعرف الحلال، ونحن نأكل الحرام، هل هذا ما يريد زوجك قوله لنا»، وبذلك حرمني من الطعام الجاهز في رمضان، ويتسبب في ضغوط عملية ونفسية عجيبة.

فيما تقول «سمية،ن»، مسوقة أدوات تجميل، زوجي غير متشدد، لكنه ملتزم ويهتم بحلية اللحوم نتيجة تأثره بكلام المشايخ في اللحوم المستوردة، والتشهير الذي طال بعضها نتيجة بيع لحوم القطط والكلاب.
أما حليمة محمد فتقول: زوجي يرفض رفضاً تاماً شراء الدجاج واللحوم بصفة عامة سواء من المطاعم أم من الملاحم، وأوعزت السبب: بكون زوجي يعمل مع والده في الملحمة لبيع اللحوم الطازجة، ويبرر لي دائماً أن «القصاب ليس وفيّاً لأهل بيته في البيع»، وأن هنالك لعباً من أجل الربح؛ لذلك لم يتقبلها نفسياً لا لشرائها لنا أو لطهوها بالمنزل.

بين الحلال والحرام
وفي هذا الصدد أوضحت فوزية الخليوي عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة أن المجتمع السعودي له ثقافته وموروث ديني واجتماعي تدفعه إلى القياس في حلية أو تحريم الطعام، وتعتقد الخليوي بأن هذا التوجه إنما يدل على ارتفاع الوعي الثقافي والوازع الديني، خاصة بعد التشهير، الذي طال بعض المطاعم المشهورة عالمياً في اليوتيوب.


وقالت فوزية الخليوي في تصريح خاص لـ«سيدتي»: إن علماء الدين بالسعودية وصناع القرار حريصون على ألا يدخل السوق سوى الغذاء الحلال مدعمة حديثها بقولها: «من ناحية الذبح الحلال فقد صدر أمر خادم الحرمين الشريفين قبل عامين بأن تكون رابطة العالم الإسلامي هي الجهة الوحيدة التي يحق لها أن تختار الجهات التي تتولى الذبح الحلال، وأن تنسق في هذا مع وزارة الخارجية وسفارات المملكة».
وبالنسبة لاختلاف بعض الأزواج في حلية وتحريم الطعام؟ قالت الخليوي إن الأصل في الدين حليته إلا أنها عادت وقالت إن القرار يعود لكلا الزوجين، وتعزو ذلك بقولها إن الهدف من تناول الطعام خارج المنزل لمّ الشمل والاجتماع في جو عائلي، ونصحت الزوج بقولها يجب أن يعرف الزوج أن الهدف من جمع المال هو إسعاد أسرته، ووجهت السيدات بأهمية أن تمتلك مهارات الحوار والاتصال الفعال لإقناع زوجها بالتغيير بأساليب خاصة من دون يأس.

الاهتمام بالمسالخ
فيما قال رئيس مجلس إدارة ملحمة خيرزاد في الشرقية محمد حسن، علينا الاهتمام من البداية بالمسالخ مبيناً أن هناك ثلاثة مستويات من المسالخ في المملكة، الأول مسالخ (درجة أولى) مثل الموجود في مكة والمختصة بالأضاحي، ومسالخ درجة ثانية (المحدثة) مثل معظم المناطق عادية، وهي في المحافظات وعلى «النمط القديم»، وكل هذه المسالخ لا تنطبق عليها المعايير العالمية في الذبح والسلخ والتعقيم والتخزين، بل تتعامل به على (البركة) على حد تعبيره.
أما المسالخ من الدرجة الثالثة فقد أغلقت في المنطقة لقربها من الأحياء السكنية.

صحة مصادر اللحوم
من جانبه قال الدكتور محمود الخميس مدير الوحدة البيطرية بالإدارة العامة لشؤون الزراعة: «إدارة الثروة الحيوانية» في الشرقية، قبل أن نتطرق (لصحة اللحوم) يجب علينا أن نسلط الضوء على 3 مراحل، أولاها تتعلق بصحة مصادر اللحوم، وأرجع ذلك بقوله: لأنه إذا كان مصدر اللحوم صحياً يكون بداية صحة الغذاء، الذي يصل للمشتري أو المستهلك، ويتضمن خط أو قنوات وصول اللحوم لنا: (حيوان في المزرعة- فحص بيطري-يغذَّى- يذبح - يسلخ- فحص بيطري- يبرد- يقطع- يصنف- ينقل- يباع- فحص بيطري- مشترٍ- يصل المنزل- يطبخ- يؤكل).
مضيفاً: ثم يبدأ خط الإنتاج للحوم من تغذية الحيوان في الحظائر، ثم يأتي دور الفحص البيطري قبل الذبح وبعده، وهذا يتم تحت إشراف طبيب بيطري متخصص، وقبل كل شيء يذبح وفق الشريعة الإسلامية.

وحذر الدكتور محمود الخميس من التلوث الغذائي والذي ينتج عنه التسمم الغذائي من التلوث الخلطي الناتج من استخدام أدوات (السكاكين- الآلة الفرم)، وألواح التقطيع الخاص باللحوم الحمراء تستخدم نفسها للحوم البيضاء.

دور الأمانة
حول دور الأمانة حيال ذلك، أوضح الدكتور خليفة السعد، مدير عام صحة البيئة بأمانة الدمام، أن دور الأمانة في الكشف على اللحوم ومنتوجاتها في المخازن ومنافذ البيع للتحقق من صلاحيتها وتخزينها بدرجات الحفظ المناسبة وأخذ عينات للتحقق من صلاحيتها مخبرياً، وكذلك الكشف على الذبح عن طريق المسالخ المصرحة نظام للتأكد من عدم وجود أمراض وبائية أو متناقلة، والتحقق من الذبح الحيوي. وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي عن طريق فحصها من الأطباء البيطريين بالمسالخ، وفحصها بعدم ختمها مضيفاً: عدد المحلات المتعلقة بالصحة العامة ١٥ ألف منشأة بحاضرة الدمام تشمل المطاعم والمخازن ومحلات الحلاقة ومغاسل الملابس.

فيما قال صاحب مطعم مرمر بالدمام، فهد العنزي: إن مصادر اللحوم نوعان؛ المبرد والآخر المجمد، مبيناً أن المجمد: يأتي من الهند، باكستان، نيوزيلندا ويوضع في ثلاجات موجودة بالأسواق.
وبالنسبة للمبرد فهو من ثلاجات أو ملاحم طازجة تأتي من الخارج غير طازجة، أما اللحوم الحمراء من التموين والدجاج من الطازج، مبدياً استياءه من أن أغلبية الناس بالدول العربية تهتم بالسعر أكثر من المصدر بنسبة 70 بالمائة، ونادراً ما يهتم الناس بالمصدر بنسبة 30 بالمائة، مطالباً البلدية بإجبار أصحاب المطاعم بوضع لائحة لمعرفة مصادر اللحوم وجودتها.

الرأي الشرعي
الداعية محمد الماجد أفاد بأنه أشيع قبل 10 سنوات قيام بعض شركات الدواجن بقتل الدجاج بالصعق الكهربائي، أو الأحواض الحارة حتى الموت، ثم فتح الملف من جديد حالياً وطفا على السطح.
وخلص الماجد بقوله: إن الأصل في المأكولات الحِل؛ إلا ما دل الدليل على تحريمه، كالميتة والدم وما ذبح لغير الله أو ذُكر عليه غير اسم الله. فهذه الطعمة إن ثبت أنه يدخل في تركيبها شيء من المحرم فإنه يجب اجتنابها، وإن شكّ أن فيها شيئاً من المحرم فيستحب تركه ورعاً.