"الشِّلَّة".. ضرَّة بلا عقد زواج!

11 صور

ماذا يفعلون؟ عما يتحدثون؟ ما سر هذه الصداقة؟ وهل يعني ذلك أنني غير قادرة على جذب زوجي وتقريبه مني؟ كلها أسئلة باتت تؤرق الزوجات اللواتي ينصرف عنهن أزواجهن إلى ما يسمى بـ« الشِّلة».. بل أصبحن في قلق مستمر، الذي يحلو فيه السمر والسهر في مجالس الأصدقاء خارج المنزل.

في هذا التحقيق تعرض «سيدتي» أوجه الخطر في مسمى «الشِّلة» وما يختفي وراءها من سلوكيات قد تفسد أخلاقهم أو ربما إيجابيات تصقل شخصيتهم.

«الشِّلة» مجتمع مغلق على أصحابه، وجمهورية مستقلة عن سلطة الأسرة والوالدين، الزعيم فيها له حق السمع والطاعة أحياناً، والأعضاء الجدد يجب أن يقدموا فروض الولاء، وإثبات حسن النوايا. وقد تُصبح أحياناً كلمة السر في حياة أي زوج، ونافذة تطل على حياة مختلفة لدى كل شخص، فالنوادي والكافيهات أماكن إستراتيجية، البنت تجد فيها عريساً من أفراد شلتها أو أحد أقربائهم، والرجل قد يعرف طريق الانحراف من خلالها.
زوج هدى الوسلاتي (موظفة) عضو في مجموعة أصدقاء، لا ينفصلون عن بعضهم أبداً، وكل شيء يمكن أن يتغير من حولهم من دون أن يؤثر في علاقتهم، فهي تعرف أنهم في العطلات السنوية الكبيرة يستأجرون منزلاً قريباً من هدفهم، حيث يمارسون بعض هواياتهم، مثل: الصيد، أو كرة القدم، أو الغوص في البحر، بحسب مزاجهم، تتابع: «عندما يعود زوجي إلى المنزل لا أتمكن من انتزاع ولو ثلاث كلمات منه؛ لأنه استهلك كل ما لديه مع أصدقائه».
هذه العلاقة تُقلق هدى وتحزنها كثيراً، حتى أنها تشعر أحياناً بوجود مكيدة ما، وتتساءل دائماً عن تصرفاته مع أصدقائه، ومدى تناوله حياته الأسرية معهم أثناء حديثهم.

دون تبرير
لا يجد جمال سليمان (موظف) نفسه مضطراً لتبرير سهره الدائم خارج المنزل مع أصدقائه، فهو أمر طبيعي، من وجهة نظره، ولا يحق للزوجة أن تعترض عليه، شريطة ألا ينسى عائلته، بحيث يقوم بالاتصال بهم هاتفياً من حين لآخر ليطمئن عليها وعلى أبنائه، ويرى أن تصرفه هذا يخلق اشتياقاً لزوجته، ويقرب المحبة بينهما، ويغير من رتابة الحياة الزوجية، ويبعد الملل بينه وبينها.
فيما يجد هاني عبدالحكيم (موظف) راحته أثناء السهر مع زملائه حتى وقت متأخر من الليل، ولكن في الوقت نفسه يوازن بين سعادته ودوره كرب أسرة، ويفضل السهر مع الأصدقاء خارج المنزل حتى الثانية بعد منتصف الليل، ثم يعود كل منهم إلى منزله، أما في نهاية الأسبوع فتستمر السهرة مع الأصدقاء حتى الرابعة فجراً، ويوضح أنه اعتاد على هذا الأسلوب، ولا توجد مشكلة بينه وبين زوجته بسبب ذلك؛ لوجود تفاهم قائم بينهما.

حياة مختلفة
الكثير من الأزواج حتى ولو جلسوا مع زوجاتهم في المنزل إلا أنهم يقضون معظم وقتهم متخذين شعار «الصمت التام أو الموت الزؤام»، ويبدو أنه أمر يمارسه يوسف الحمادي (مدير في جهة حكومية) فهو يدرك تماماً أن من أمامه تحب الكلام والدردشة، ويجد الحل في مساعدتها قليلاً في المنزل أو مشاركتها بتدريس الأبناء، يعلّق: «هكذا يمضي الوقت، فحياة العزوبية تختلف بشكل كبير عن الحياة الزوجية».
شعيب إبراهيم البوشي يرى أن «الشلة» تقوي حس الانتماء لدى الأشخاص، كما تسمح بتبادل واحترام الآراء، وتنمية روح المشاركة الجماعية، وفي الوقت ذاته لا ينبغي أن تطغى هذه العلاقات الاجتماعية على علاقة الزوج بأسرته، ويشترط قائلاً: «يجب تحاشي اطلاع الأصدقاء على خصوصيات الزوجين؛ لتجنب ما لا يحمد عقباه».
شعيب يربط مسألة غيرة المرأة من أصدقاء زوجها بسلوكياتهم، وكذا تصرفات زوجها وتنظيم أولوياته.

الزوج سيد الموقف
في رأي متخصص، يرى الدكتور العميد علي حسين سنجل (مدير إدارة الخدمات الطبية في شرطة دبي) أن شخصية الزوج تختلف من رجل إلى آخر، فمنهم الانطوائي، والمرح، والاجتماعي، فالانطوائي يعتبر أخف الأزواج وطأة بالنسبة للزوجة التي ترغب في بقاء زوجها معها طوال الوقت، وهذا النوع من الأزواج ليس له أصدقاء، الأمر الذي يسهل على الزوجة مهمة تشكيله، لكنه قد يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن شعوره، ولو كان تحت اسم مستعار.
يتابع قائلاً: «الأنثى عموماً جبلت على الغيرة، فهي غريزة متأصلة فيها، فتجدها تغار على زوجها حتى من أمه التي أنجبته، فمن باب أولى أن تغار عليه من أصدقائه، خاصة وأن مجتمع الأصدقاء مجتمع مغلق على أصحابه، على عكس الذكر الذي من خصائصه وصفاته الكتمان، ويكره إثارة المشكلات، ويحب العيش بسلام، خاصة كلما تقدم في العمر».