لم تكن حياتها استثنائية بفضل القدر وحده، ولم تحمل لقب " أم الإعلام في الإمارات" صدفة، فسيرة حياتها الغنية بالإنجازات والعطاءات تثبت أنها نموذج للمرأة القدوة المبادرة في شتى المجالات، كما تثبت نظرتها النابضة بالأمومة والحب أنها استطاعت أن تعبر إلى قلوب و حيوات أبناء الإمارات لشعورها العميق بالأمومة تجاه جميع أبناء وطنها الذي طالما ردتت عنه قائلة : " وطني يسكنني حتى النخاع ".. إنها الأم حصة العسيلي " أول مذيعة في الإمارات " والتي عادت إلى صحبة مذياعها بعد غياب طال أربعين عاماً، لتطل على مستمعيها مع إذاعة الأولى وتعيد التواصل مع أبنائها بلغة الحب والثقافة.
من هي حصة العسيلي؟
تعتبر حصة العسيلي من الإماراتيات الرائدات في مجال الإذاعة، وهي أول وأصغر إعلامية خرجت من إذاعة «صوت الساحل» بالشارقة، كما كانت أول مذيعة بتلفزيون الكويت من دبي، وهو ما أهلها لتكون كبير مذيعي تلفزيون وإذاعة أبوظبي بعد ذلك. كما أنها أول امرأة عربية تولت منصب مفوض عام لجناح دولة عربية، وهي الإمارات في المعارض العالمية، بالإضافة إلى أنها أول امرأة عربية تم اختيارها عضواً في لجنة التسيير والإشراف على «إكسبو هانوفر 2000»، إلى جانب أنها كانت رئيس مجلس سيدات أعمال الإمارات بالانتخاب، لتصبح بعدها رئيسة لجنة الإعلام والمعارض والمؤتمرات به، وهي الأولى التي حملت اسمها إذاعة الأولى - التي أعادتها للعمل الإعلامي وإلى المذياع بعد غياب دام منذ عام 1974.
أم الإعلام
لقبت العسيلي خلال عملها بالمجال الإعلامي بـ«أم الإعلام»، وهو لقب تعتز به كثيراً، كونه لم يأت من فراغ بل بالجد والعمل والتميز وروح التعاون مع الفريق التي كانت تعمل معه في الإذاعة. إلى ذلك، تقول «لقب أم الإعلام يحملني مسؤولية الحفاظ على صورة الإعلامية الإماراتية التي أدركت منذ زمن أنها تحمل مسؤولية تشريف الوطن في كل المحافل، ولم يأت هذا اللقب إلا بعد عمل دؤوب وتواصل دائم ظهر في المشاركة بجميع المعارض، بالإضافة إلى تميزي في تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية«.، وهذا هو الدور الذي استمرت في القيام بها مع عودتها للعمل الإعلامي - بعد غياب طال حوالي أربعين عام - مع إذاعة الأولى حيث تعتبر نفسها أم البيت (إذاعة الأولى ) وتصر على الاهتمام بكل التفاصيل التي تخص عمار وإنشاء هذا البيت، وبكل العاملين فيه، مؤكدة أن البيت لايقوم بدون أم.
العودة إلى العمل الإعلامي
آمنت حصة العسيلي بأهمية استمرارية العمل، كما أنها لم تستطع الإمتناع عن تلبية صوت الوطن، فهي تعتبر أن إذاعة الأولى التي تتبع لمركز حمدان بن محمد ن راشد لإحياء التراث هي صوت الوطن، ولهذا قررت أن تقطع غياب صوتها الطويل عن مستمعيها لتساهم في بناء هذا البيت، ويعود صوتهابكل ثقافته ورقيه ليعانق إصغاء المستمعين من خلال برنامجها (الأولى مع الأولى ) الذي تستعرض فيه سيرة عم كامل من الثقافة الصادقة مع الكتب، لتستضيف كتبها المنتقاة بكل حرص، كما تستضيف شخصيات إماراتية مؤثرة وملهمة لتعرض مسيرتها الفكرية ووجوه تميزها، وهي ترى في عودتها للظهور على هذا المنبر واجباً نابعاً من شعورها بالأمومة، وبرغبتها بالتواصل مع الجيل الجديد الذي لم يلتقيها ولم يتعرف إليها وإلى فكرها.
رؤية مستنيرة
عن عمل الفتاة بمجال الإعلام، ونظرة المجتمع في ذلك الوقت، تذكر حصة العسيلي أن عائلتها كانت الدافع والمشجع الأول لعملها في الإذاعة، مشيرة إلى أنه باعتبارها أول فتاة إماراتية تعمل بهذا المجال، فالجميع كان يشعر بالفخر والاعتزاز.
وتؤكد »لم يعارض الأهل ولا المجتمع اختياري العمل في الإذاعة، وقد كانت لدى الأهل رؤية مستنيرة وواعية خلاف ما يعتقده البعض، وقد حظيت بتقدير المجتمع في بداياتي التي ثبتت خطاي على درب العمل الإعلامي، ما كان له أكبر الأثر لمواصلة مسيرة العمل في الإذاعة«، لافتة إلى أن »كل ما كان يقدم في برامجها لا يتنافى مع الأعراف والتقاليد، وفي الوقت نفسه كانت تلك البرامج ترفع وعي المستمع وثقافته بأسلوب راقٍ وسهل، ما جعل أفراد عائلتها والمقربين منها يشعرون بالفخر.
إهتمامات :
لعل الكتاب هو الصديق الأول الذي امتزج بشخصية حصة العسيلي وتماهى معها ليصبح الجزء الأكثر تألقاً فيها، فهي دائماً ما تصر على الحديث عن شغفها بالقراءة و عن ثروتها من السعادة بالكتب التي تقتنيها، أما بعد الكتب فتأتي مشاهدة الأفلام التي تنتقيها حسب مضمونها الثقافي والإجتماعي والقيمة التي تضيفها لمخزونها الثقافي، بالإضافة إلى حبها للسفر والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى ونقل الصورة الحضارية والمشرقة للشعب الإماراتي إليهم.
شهادات وإنجازات
• حاصلة على ليسانس آداب لغة عربية ودراسات إسلامية من جامعة عين شمس.
• حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي.
• أول إعلامية بدولة الإمارات في إذاعة صوت الساحل من الشارقة بين عامي 1965 إلى 1969.
• مذيعة بتلفزيون الكويت من دبي بين عامي 1969 إلى 1974.
• مدير إدارة المعارض بوزارة الإعلام والثقافة بدولة الإمارات من 1974حتى عام 2000، ومشاركة في أكثر من 150 معرضاً عالمياً باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
• أول امرأة عربية تتولى منصب مفوض عام لجناح دولة عربية (دولة الإمارات العربية المتحدة) في المعارض العالمية (إشبيلية بإسبانيا عام 1992، ولشبونة بالبرتغال عام 1998).
• أول امرأة عربية يتم اختيارها عضواً في اللجنة العليا للتسيير، والإشراف على إكسبو هانوفر 2000.
• تم تكريمها من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بجائزة «تريم عمران الصحفية» يوم 5 مايو 2007.
• رئيسة لجنة الإعلام والمعارض والمؤتمرات بمجلس سيدات أعمال الإمارات.
• رئيس مجلس سيدات أعمال الإمارات سابقا (بالانتخاب)، عضو مجلس سيدات أعمال الإمارات.
"حصة العسيلي " أم الإعلام الإماراتي في صوت الوطن
- قصص ملهمة
- سيدتي - سعد الصالح
- 07 ديسمبر 2014