هل أنتِ مصابة بـ"تخمة عاطفية"؟

2 صور

في حين يعاني البعض من الفراغ العاطفي، هناك من يعانون في المقابل من "تخمة عاطفية"، وهنا قد تتساءلين: هل العواطف والمشاعر تصاب بالتخمة والسمنة والوزن الزائد كالأجساد؟ وهل يعاني أصحابها منها مثلما يعاني أصحاب الأوزان الكبيرة في أجسادهم؟ وهل ننصح من لديه تخمة عاطفية بأن يقوم "بدايت" للتقليل من ذلك للمحافظة على مشاعره؟

المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش يخبرك من خلال السطور التالية بماهية هذه التخمة وأعراضها، وكيفية الإنفاق السليم في العواطف، والأوقات التي يجب الإفراط فيها لتصل حد التخمة، كذلك الوقت الذي يصل فيه التقنين حد "الريجيم"، وذلك من خلال التعرف على نوعية الطرف الآخر وكيفية تعاطيه مع المشاعر.

بداية يقول القراش: "لاشك أن كل إنسان منا يتمنى أن يتبادل مشاعر الحب مع شخص آخر سواء من محيطه الخاص أو من الأقران في المجتمع، فيسعى دوماً لتقديم كل ما بوسعه من المشاعر الصادقة التي تعكس شخصيته وتربيته وترغب الناس في القرب منه".
ويشير إلى أن المتلقين لتلك العواطف ينقسمون إلى أربعة أقسام، وهي:


• القسم الأول: المجامل
هو من يرحب بالمشاعر الفائضة عليه، ولكنه لا يتفاعل معها، فيعيش من يقدم مشاعره معه في دوامة؛ لأنه لا يشعر منه إلا بالمجاملة أو بمعنى آخر اجتماعياً "التسليك وإعطاء الجو"، وربما يكون ذلك لمصلحة قائمة أو هدف منشود، وفي أول اختلاف بوجهات النظر يبرز وجه المتلقي الآخر، وهو أكثر ما يحدث في بداية الزواج لأحد الطرفين فيصدم المسكين ويتحسر على عواطفه المهدرة، وربما تكون النتيجة عكسية عليه مستقبلاً في التعامل مع الآخرين، لذلك يحتاج إلى "ريجيم معتدل" لعواطفه لكي لا يصدم ويندم.

• القسم الثاني: الصادق
هو من يرحب بالعواطف المقدمة له ويتفاعل معها ويرى أنها تصب في مصلحة العلاقة القائمة بينهما، فيبادر برعاية الطرف الآخر احتراماً له وتقديراً لتضحيته وحباً لقربه معبراً عن رضاه وسعادته معه من وقت لآخر، هذا القسم "الريجيم فيه ممنوع"؛ لأن أي محاولة ستصيب الطرف الآخر بصدمة كبيرة.

• القسم الثالث: النصاب
هو من اعتاد أن يبادل المشاعر التي تأتيه بمشاعر زائفة وربما يغدق على الطرف الآخر أكثر مما يحتاج فيوهمه بأنه كل شيء في حياته حتى يحصل على ما يريد منه، ثم يرميه خلف ظهره دون أن يبالي بالأضرار الناجمة التي ستحل عليه، وهذا ما يحصل لكثير من البنات اللواتي وقعن ضحية الابتزاز، لذلك يحتاج إلى "ريجيم قاسٍ جداً".

• القسم الرابع: الجاهل
هو الذي لا يقدر قيمة العواطف المقدمة له ولا يتفاعل معها ولا يهمه أن يقدم شيئاً بالمقابل وربما يبدي التضجر منها، ويعتبر ما يقوم به الطرف الآخر وصاية وهدراً للوقت وحركات صبيانية، وهذا ما يحصل لدى بعض الأزواج فيصاب واقعهما بالجفاف العاطفي مع مرور الوقت، لذلك "الريجيم" في هذه الحالة أولى بكثير من هدر العواطف.