السعوديون وفوبيا الطيران.. سيناريوهات مرعبة وطريفة

7 صور

مع تكرار حوادث الطيران، بات السفر يمثّل للبعض مصدر خوف، وفيلم رعب لا ينتهي إلا بملامسة عجلات الطائرة للأرض؛ لذلك لا يتردد المسؤولون في شركات الطيران عن اتخاذ المواقف والتدابير التي تؤمّن راحة المسافرين وسلامتهم، والتعامل مع أي موقف يصدر من أحد الركاب ويتسبب ببلبلة وفوضى داخل الطائرة، حتى لو كان ذلك الموقف من باب المزاح أو مجرد حلم راود هذا الراكب.


«سيدتي»، تستعيد شريط ذكريات مواقف محرجة ومخيفة تعرض لها عدد من المسافرين في رحلات جوية متفرقة، وخرجت بما يأتي:

تعود الفنانة التشكيلية، دعاء بندر، بذاكرتها إلى إحدى الرحلات الجوية التي عكر صفوَها وبشكل مفاجئ، أمطارٌ غزيرة ومطبات صناعية، تتحدث دعاء عن تلك اللحظات المرعبة قائلة: «أصابني معها الخوف والتوتر، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أتشاجر مع الراكب الذي كان يجلس إلى جواري ويصر على تناول الشاي وسط هذه الأجواء المضطربة، وهو يحاول جاهداً الإمساك والسيطرة على الكوب الذي كنت أخشى أن يسكبه عليّ، وبعد ذلك تم إغلاق أنوار الطائرة، وكان يبدو على الجميع الخوف؛ فجلست بهدوء وأخرجت ورقة وقلماً وبدأت أمارس هوايتي في الرسم، وهو ما لفت انتباه أحد مضيفي الطائرة، الذي لم يتردد في الاستفسار عن سر هذا الهدوء؛ فأخبرته أنني تصرفت على هذا النحو حتى لا أترك نفسي فريسة للخوف وللتخيلات؛ فمن المؤكد أنني كنت سأتخيل فيلم Final Destination بكل أجزائه، وتحديداً الثاني الذي كان بالطائرة».


أول رحلة
من أحرج المواقف التي واجهت فهد الحسين في حياته، كانت في أول رحلة طيران له، وكانت متوجهة إلى القاهرة، وكان عمره حينها «18 سنة»، وعن ذلك يقول: «ما إن بدأت الطائرة بالتحرك، حتى شعرت بالخوف، وزادت ضربات قلبي، وما إن حانت لحظة الإقلاع حتى بدأت أصرخ لا شعوريّاً، وهو ما أثار دهشة واستغراب الكثير من الركاب الذين كانوا يراقبونني بأعينهم، ليدخلوا بعدها في موجة من الضحك الهستيري، حتى الأطفال لم أسلم من نظرات السخرية التي كانوا يرمونني بها، وفي رحلة العودة إلى الرياض، كان لا بد من أن أفكر في طريقة لتفادي ما تعرضت له في رحلتي السابقة؛ فلجأت إلى الحبوب المنومة التي تناولتها فور الإعلان عن الرحلة، والحمد لله أنني استغرقت في نوم عميق حتى وصلت الرحلة إلى الرياض».

مطبات صناعية
أما الممثل والمصور أيمن الغامدي؛ فقال: «أنا أحب السفر بالطائرة والتحليق في السماء، ولا أعاني من أي خوف، ولكن أذكر في إحدى الرحلات، مرت الطائرة بمطبات صناعية قوية؛ فسادت حالة من الخوف بين الركاب الذين بدأت أصواتهم ترتفع بالاستغفار والدعاء، وأنا بطبيعة الحال كنت في موقف لا أحسد عليه؛ حيث شعرت بأنّ قلبي أصبح أسفل قدمي، كما مر شريط طويل من ذكريات حياتي الماضية أمام عيني، وبدأت في مراجعة حساباتي، وفي التفكير في هذه الدنيا الفانية التي من الممكن أن نغادرها في أية لحظة، والحمد لله أنّ تلك الرحلة بقيت مجرد ذكرى ولم تترك أي أثر».


السفر براً
بينما كانت ردة فعل يوسف نصر لما تعرض له في إحدى رحلاته عبر الطائرة كفيلاً بأن يجعله يتخذ قراره بعدم استخدام الطائرة في السفر إلا في حالة الضرورة القصوى، وأن يكون السفر براً بواسطة السيارة هو البديل الأفضل والأكثر أماناً بالنسبة له، حتى لو استغرق ذلك منه القيادة لمدة يومين متواصلين، وكان يوسف قد تعرض خلال إحدى رحلاته لمطبات قوية، كانت تهز الطائرة بشكل قوي، وتجعلها في حالة عدم استقرار.


تذكرت أهلي
الإعلامية مها شلبي، بدورها تروي لنا أحد المواقف التي مرت بها خلال إحدى سفرياتها؛ فقالت: لم أعتد على الخوف من السفر، ولكن في إحدى الرحلات الدولية، تعرضت الطائرة لمطبات هوائية شديدة، واستمرت المطبات قرابة الساعة إلا ربعاً بسبب سوء الأحوال الجوية؛ مما أصابني بنوع من الخوف والهلع، ولكن تمالكت أعصابي وتوكلت على الله، والتزمت بالدعاء مع إيماني أن المقدر والمكتوب أفضل للإنسان مليون مرة مما يتوقعه أو يتمناه.
مع إحساس داخلي حينها أن الطائرة ستصاب بشيء ما، وراودتني الكثير من الاحتمالات فيما لو تعرضنا لا قدر الله لمكروه، وكيف سنتصرف، وتذكرت أحداث الحياة بصفة عامة ولحظاتها وتذكرت أهلي، وشعرت بالقلق على أولادي الذين كانوا يرافقونني في نفس الرحلة، وبمجرد هبوط الطائرة، لم أتوقف عن حمد الله لمرور هذا الموقف بسلام.


جوالات العرسان
مذيعة قناة الإخبارية، رنا سالم، في العادة لا تخاف من السفر، أو الأماكن المرتفعة والمغلقة، ولكن في إحدى رحلاتها ما بين الرياض وجدة، ونظراً لسوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي كانت تهطل على مدينة الرياض، تم تأجيل الرحلة لمدة ساعتين، ثم انطلقت الرحلة وسار الوضع بشكل طبيعي، إلى أن أصبحت الطائرة على بعد 40 دقيقة من مطار الملك خالد في الرياض؛ حيث لم يسمح لها بالهبوط، وبدأت الطائرة بالتحليق حول المدينة حتى يتم السماح لها بالهبوط، تصف رنا هذه اللحظات قائلة: «عندها شعرت بأننا في خطر؛ خصوصاً وأنني كنت أراقب الأمطار والبرق والرعد من نافذة الطائرة، واستفزني موقف عروسين كانا يجلسان بالقرب مني؛ حيث كانا منشغلين بالكتابة عبر هواتفهما النقالة غير مباليين بما يحدث لنا، ومن المعروف أنّ استخدام مثل هذه الأجهزة داخل الطائرة، بالإضافة إلى الظروف الجوية، فيها الكثير من الخطورة على جميع الركاب، وهو ما حاولت أن أخبرهما به، كما نصحتهما بضرورة إغلاق هاتفيهما، ولكنهما لم يأخذا كلامي على محمل الجد؛ فاضطررت أن أبلغ المضيفة، التي اعترضت على استخدامهما لهواتفهما النقالة، كما أبدى عدد من المسافرين غضبهم تجاه هذين الزوجين غير المباليين».


غثيان
وتقول شيرين الزين، منسقة علاقات عامة: «في كل مرة أسافر فيها ومع اقتراب موعد الرحلة، تصيبني حالة من الخوف والأرق، وطوال الرحلة يلازمني الشعور بالغثيان والدوار، وتذهب جميع محاولاتي في احتواء الموقف أدراج الرياح؛ فما إن تبدأ الطائرة بالإقلاع؛ حتى أدفن رأسي داخل يدي وأكون في حالة من التوتر إلى أن تنتهي الرحلة التي أتوقع خلالها سقوط الطائرة في أي وقت، ولا تهدأ أعصابي، ولا تنتهي حالة الرعب التي أعيشها إلا بعد أن تهبط الطائرة بسلام».


الرأي النفسي
المستشار النفسي، الدكتور وليد الزهراني، يشير إلى أنّ فوبيا السفر تصيب في الغالب الأشخاص ذوي الشخصيات الحساسة؛ لذا فالنسبة بين السيدات أكثر من الرجال، وهؤلاء نجدهم في قمة الخوف والتوتر في حال التعرض لموقف معين داخل الطائرة، أو من إعادة حصولها مجدداً في رحلات أخرى، مع حرصهم على عدم السفر بالطائرة إلا في حالة الضرورة القصوى، واستبدال بها، قدر الإمكان، وسائل أخرى، مع امتداد تأثير ذلك الخوف إلى الأماكن المغلقة كالغرف، والمصاعد الكهربائية، وهو ما يعرف لاحقاً بالخوف المعمم، في الوقت الذي يعتبر فيه بعض الأشخاص ما قد يصادفهم من حوادث ومواقف، مجرد حدث عابر، ويواجهون ذلك بالكثير من الهدوء والعقلانية.


وينصح الدكتور وليد، المصابين بفوبيا السفر في الحالات المتوسطة والشديدة والتي يصاحبها توتر ونوبات هلع وخفقان وارتجاف، بالعلاج الدوائي لتنظيم الهرمونات، ومنها: حبوب معينة يأخذها المسافر قبل الرحلة بفترة بسيطة، تسهم في تخفيف التوتر الذي يلازم المسافر في العادة في خمس أو عشر الدقائق الأولى من صعود الطائرة، ولابد كذلك من أن يخضع الشخص لعلاج نفسي سلوكي من خلال تعلم كيفية الاسترخاء.