«بابوا نيو غينيا»: أرض بكر في جزيرة فاتنة

 إذا كنتم تنشدون الهدوء والإستمتاع بالطبيعة البكر أو ممارسة الرياضات المائية، فما عليكم سوى التوجّه إلى جزيرة

«بابوا نيو غينيا»» Papua New Guinea الفاتنة التي تشكّل موطناً للطيور وأزهار «الأوركايد» الساحرة، وحلم كل غوّاص!

هي عبارة عن جزيرة، تحتل مساحة 462 840 كيلومتراً مربعاً، تقع شرقي أندونيسيا وشمالي أستراليا، وفي الجنوب الغربي من المحيط الباسيفيكي، وأكثر تحديداً ضمن جزيرة «نيو غينيا» New Guinea التي تعتبر ثاني أكبر جزيرة في العالم بعد «غرونلاند»  Groenland، والتي تنقسم إلى جزءين: النصف الغربي ويتألف من مقاطعة «ايريان جايا» Irian Jaya  التابع لأندونيسيا، والنصف الشرقي الذي يتضمّن دولة «بابوا نيو غينيا» المستقلة.

وتصل البلاد أيضاً الجزء الشرقي لجــزيـــرة «نـيو غيـنــيـــا» New Guinea بمجموعة من الجزر، كجزيرة «نيو بريتاين» New Britain وجزيرة «نيو ايرلند» New Ireland وجزيرة «مانوس» Manus، مؤلفةً بذلك أرخبيل «بيسمارك» Bismarck، كما أن جزيرتي «بوكا» Buka و«بوغين فيل»  Bougainville، تؤلف جزر «السلمون»  Solomon.

وتتألف من عشرين مقاطعة إدارية، علماً أنها نالت استقلالها منذ العام 1975، وهي عضو في مجموعة دول «الكمنولث»، تعتبر البلاد الأكثر تعداداً للغات في العالم، مع أكثر من 800 لغة نسبة الى 4,5 مليون نسمة! ويعتقد أن سبب تعدّد اللغات يعود إلى كثرة المناطق الجبلية حيث يعيش العديد من السكان بعزلة عن سواهم من المجموعات الإتنية الأخرى. نظامها ديمقراطي برلماني، وعاصمتها «بورت مورسبي» Port Moresby.

تغطّي الغابات نسبة 90 في المائة من أراضيها، علماً أن ثمّة جزءاً لم يزل غير مكتشف بعد. ويختلف مناخها باختلاف الإرتفاعات: ففي الأراضي المنخفضة، وتحديداً في أرخبيل «بيسمارك» Bismarck وجزر «السلمون» Solomon يكون الطقس حاراً في الإجمال، مع متوسط درجات حرارة نسبته 28 درجة مئوية، ورطوبة طيلة أيّام السنة، فيما تنخفض درجات الحرارة بشكل واضح في الجبال حيث الطقس منعش وبارد أثناء الليل.

وعلى ارتفاع ألفي متر، يكسو الجليد الأراضي في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى قد تتساقط الثلوج. وتحتفظ بعض القمم الجبلية كقمة «أوين ستانلي»Owen Stanley ببعض الثلوج، بشكل دائم.

ولتجنّب فترة الأمطار، يفضّل الذهاب إلى هذه البلاد بين شهري يونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول)، وذلك حين يبدأ الفصل الجاف، وتسطع الشمس على طول الساحل البحري، وتتراوح درجة حرارة مياه البحر بين 26 و 29 درجة مئوية.

أمّا في باقي أنحاء البلاد، وتحديداً في الجبال، فإن الأمطار غزيرة طيلة أيام السنة.

أبرز النشاطات

يمكنكم مزاولة مروحة كبيرة من النشاطات في هذه البلاد، إذ تقدّم المياه إمكانيات منوّعة للسيّاح، أبرزها:

- الغوص: مع وجود الشعب المرجانية الملوّنة والمياه التي تمتاز بصفاء مدهش، تشكّل هذه البقعة حلم كل غواص، علماً أن قعر البحر يحتضن بقايا سفن وطائرات تعود للحرب العالمية الثانية، والشعب المرجانية الموجودة فيه لم تمسّ بعد، خصوصاً حول «بورت مورسبي» Port Moresby و«مادانغ» Madang وحول شبه جزيرة «كايمبي» Kimbe.

- رحلات مائية: إن السفينة الشعبية «سيبيك سبيريت» Sepik Spirit تمر عبر الأقنية المائية التي يمكن الإبحار فيها، مرتين في الأسبوع، ما يسمح بالتعرّف على حضارة هذه البلاد أثناء اكتشاف النهر الأسطوري وكنوزه.

- السير في الجبال: إن سكان هذه البلاد يتنقلون سيراً على الأقدام في جميع الاحوال. لذا، إن إمكانية التنزه سيراً على الأقدام، حيث الأراضي تقطعها الطرق المخصّصة للسير في الطبيعة وافرة. وفي هذا الإطار، تعتبر «كوكودا تريل» Kokoda Trail الطريق الأكثر شعبيةً، إذ تربط بين الساحلين الجنوبي والشمالي، وتفضي إلى طرق أخرى من الحجارة تحيط بها الغابات الاستوائية، حيث أزهار «الاوركايد» الفاتنة والطيور المختلفة والأنهار والجبال... ولكن، تجدر الإشارة إلى أن المناطق الأقل شهرة هي أكثر أهمية، شريطة أن يرافقكم دليل أو معرّف.

- أمّا جبال «بابوا نيو غينيا» Papua New Guinea فلا تشكّل تحدياً كبيراً لمتسلّقي جبال الألب الحقيقيين، لكن يمكنكم إيجاد احتمالات كثيرة للسير في الجبال: فتسلّق قمة «ويلهلم» Wilhelm 9054 متراً يحتاج إلى حوالي يومين أو أكثر، كما أن بعض الطرق الجبلية قد تؤدي الى قمتي «فيكتوريا» Victoria و«غيلوي» Giluwe.

- مشاهدة الطيور: تعتبر هذه البلاد جنّةً حقيقيةً لهواة مشاهدة الطيور، حيث يوجد أكثر من 43 نوعاً من طيور الجنة، بينها 38 نوعاً يعيش على الجزيرة، علماً  أن الغابة الاستوائية هي موطنها الحقيقي. ويفضّل الانطلاق من «أمبوا لودج» Ambua Lodge، قرب «تاري كيونغا» Tari Kiunga التي تعتبر المحطة الاكثر شعبية، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية على طول نهري «مويتاكا» Moitaka و«بايير» Baiyer.

لا تفوتوا زيارة

تعتبر «بابوا نيو غينيا» Papua New Guinea بلاداً مدهشة، فهي أرض ضائعة، طبيعتها بكر، تضمّ أكثر من 600 جزيرة، كما تمتلك عدداً كبيراً من البراكين وتتمتع بأعماق بحرية غزيرة ووافرة. ففي العاصمة «بورت مورسبي» Port Moresby، يمكنكم التنزه في حديقة الحيوانات الرائعة واكتشاف المتاحف، بالإضافة إلى الغوص في حياة السكّان عبر التسكع في أرجاء المدينة. لكن، عليكم توخي بعض الحذر أثناء تجوّلكم بسبب وجود قطّاع الطرق!

بالمقابل، يعتبر نهر «سيبيك» Sepik رمزاً هاماً للبلاد، علماً أنّه طوّر ثقافة خاصة في القرى التي تنتشر على ضفافه، ويشكّل الإبحار فيه بواسطة الزوارق المصنوعة من تجويف جذوع الأشجار، متعة خاصّة.

وتشكل «هاي لاندز» Highlands الأراضي الأكثر تعداداً للسكّان والأكثر خصوبةً في البلاد، إذ أن العديد من القرى في المنطقة لم يتم اكتشافها إلا منذ مدّة قصيرة، وحافظت على تقاليدها الأصلية، فما عليكم سوى زيارة هذه الأخيرة للتعرّف على القبائل التي تسكنها وعلى فنونها.

وقرب «غوروكا»  Goroka، لا تفوّتوا زيارة قرية «أزارو» Asaro و«رجال الطين» الشهيرين الموجودين فيها، ثم توجهوا إلى المركز الثقافي في شرق «هاي لاندز» Highlands.

وفي مدينة «رابل» Rabaul المخبأة على اقدام بركان في جزيرة «نيو بريتاين» New Britain، تمتعوا باكتشاف أعماقها البحرية الفريدة.