قصة «السوبيا» والتصاقها بالموروث الشعبي في الحجاز

لكل بلد فلكلوره وتقافته في المشروبات المقدمة في رمضان، وفي السعودية، ما أن يحلُّ الشهر المبارك حتى تعود معه الأكلات والمشروبات الحجازيَّة العريقة، ومن أهمها مشروب السوبيا العريق، الذي عرف منذ أكثر من خمسين عاماً بين العائلات في جدَّة ومكَّة المكرَّمة، واشتهرت بإعداده عائلات جداويَّة ومكاويَّة معروفة توارثت سرها، ومن أبرز تلك العائلات عائلة الخشة، وعائلة الخضري، وعائلة الحسيني.
ومن بعد صلاة عصر كل يوم خلال شهر رمضان تصطف طوابير الزبائن أمام البسطات الشعبيَّة والمحلات التي تقوم ببيع مشروب «السوبيا» بكافة أنواعه، كما أصبح كثيرون يتهافتون على شرائه في السنوات الأخيرة، ما دعا البعض الآخر إلى التسويق له وبيعه للناس في الطرق العامَّة وداخل الأحياء، لتكون مصدر رزق لهم خلال رمضان.
وقد تجاوزت شهرة «السوبيا» مدن جدَّة ومكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة، لتصل الى كافة المدن السعوديَّة، فبدأ هذا العام «تجار السوبيا» بتصديرها إلى المدن الشرقيَّة والوسطى لتصل الى العاصمة الرياض، بعد الاقبال الكبير على شرائها من قبل الناس هناك.
ويصنع مشروب السوبيا من الشعير أو الخبز المجفف الناشف، أو الشوفان، أو الزبيب، وتضاف لهذه المكونات بعد تصفيتها مقادير من السكر وحب الهال والقرفة، وتخلط جميعها بمقادير متناسبة، ويضاف لها الثلج، وتقدم بألوان مختلفة، أبرزها اللون الأبيض الذي يحمل لون الشعير، والأحمر الذي يقدَّم بنكهة الفراولة، والبني بالتمر الهندي.
ً