"العيدية" مناسبة لتعليم طفلك الإدّخار

"العيدية" كلمة تنسب إلى العيد، توزّع على الأطفال احتفاءً بهذه المناسبة، من قبل الوالدين أو الأقارب كالجدّ والجدّة والأعمام والأخوال. المشرفة التربوية مها الدوسري تطلع قارئات "سيدتي" على أهمية هذا التقليد، وكيفية تعليمه الإدّخار من خلاله.    

 

تعتبر "العيدية" من أجمل مظاهر العيد لدى الأطفال، فهم يخطّطون ما قبل هذه المناسبة إلى كيفية إنفاقها، ويمكن الإشارة إلى أنها نوع من مشاركة الكبار الصغار فرحتهم بمناسبة حلول العيد، وذلك من خلال صورة مادية غالباً ما تكون عبارة عن مبلغ من المال.

ويجب ألا تشعر الأم بالإحراج إذا طالبها طفلها بـ "العيدية" والتي غالباً ما يحصل عليها تلقائياً يوم العيد. وإذا كان بعض الأمهات يشعر أن "العيدية" هي تحريض على التسوّل، فهذا اعتقاد خاطئ، لأن هذه العادة تاريخ. وقد كانت "العيدية" في ما قبل تقضي حوائج عدد من الأسر المحتاجة.  


 

رحلة "العيدية"


تبدأ رحلة جمع "العيدية" من قبل الأبوين، ثم الجدّين، ليأتي بعدها دور الأخوال والأعمام... وغالباً ما يشعر الصغار أن العيد يتجسّد فيها، فضلاً عن الملابس الجديدة والحلويات.  

وإذ اختلف مشهد "العيدية" عمّا قبل، حيث يحصل الطفل الآن على النقود بشكل يومي فلا يهتمّ بهذه العادة سوى قليلاً، ولكن يجدر بالأبوين أن يحييا هذا التقليد. وفي ما قبل، كانت الأم تنتظر عودة أطفالها لتأخذ منهم "العيدية" لأسباب مختلفة أبرزها أنهم قد ينفقونها على شراء الحلويات أو يفقدونها أو لإنفاقها على الأسرة إذا كانت فقيرة، علماً أن السبب الأخير هو أبرز أسباب رواجها قديماً، وذلك حتى لا يجرح الناس بعضهم بعضاً بالتصدّق بالنقود.


يجب ألا تشعر الأم بالإحراج إذا طالبها طفلها بـ «العيدية»

الإدّخار

تختلف طريقة استثمار "العيدية" من طفل إلى آخر، كلّ على حسب احتياجاته وهواياته. فاليوم، وبعد أن أصبحت غالبية الأمهات عاملات، وبعد أن أصبح بإمكان ربّ الأسرة تحقيق الإكتفاء لأسرته، فإن كل أم تضع "عيدية" كل طفل من أطفالها في حصّالته الخاصة، وذلك ليشتري ما يحتاجه. وإذا كان الطفل صغيراً، يجب على الأم استغلال موضوع "العيدية" لتشرح لطفلها من أين تأتي النقود، ومن المهم أن يعلم أن والديه يعملان ويبذلان الجهد للحصول عليها، ويمكنه أن ينفقها بطريقة صحيحة وأن يقتدي بوالديه. كما يجب على الأم أن تنفق النقود أمام أطفالها بطريقة مسؤولة، وأن تشرح لهم دائماً لماذا اختارت شراء سلعة معيّنة دون الأخرى. كما يجب أن يتعلّم الأطفال أيضاً أن النقود يجب أن تنفق بحرص، حتى لا ينفقوا كل ما لديهم على أشياء غير ضرورية. ويجدر بك تعويد طفلك ادّخار "عيديته" وإنفاقها بطريقة صحيحة تعلّمه حسن التصرّف بالمال، حتى لو كان صغيراً. وتوقّعي في البداية أن يشتري طفلك بعض الأشياء غير اللازمة، وتذكّري أهمية مناقشته في اختياراته الخاطئة لكن دون انتقاده.