عباس النوري: عودتي لـ «باب الحارة» ممكنة ولكن حسب شروط العرض والطلب

يشعل النجم السوري عباس النوري نار المنافسة في كل عام من خلال أعماله المتميّزة التي أبقته كأحد أبرز نجوم سوريا والعالم العربي. وفي رمضان هذا العام، خلع عباس النوري ثوب الرجل الوسيم، الأنيق والطيّب ليراه الناس بلباس المجرم والقاتل في «شتاء ساخن»، إلى الطبيب الذي يبوح بعواطفه وانفعالاته في «قلبي معكم». عباس النوري كان ضيفنا في حوار أجريناه معه في «روتانا كافيه» ـ دمشق، وقال إنه إذا وجد عرضاً جيداً من المخرج بسام الملا، فقد يعود إلى «باب الحارة» ولكن بشروط معيّنة. فما هي شروطه؟ وبِمَ ردّ على مغازلة بسام الملا له وقضايا أخرى سنتابعها معاً في حوارنا التالي:

 


 

بعد مرور عامين على تركك لمسلسل «باب الحارة»، هل بقي لديك شيء من الحنين تجاه هذا العمل؟

لا أستطيع أن أقول إلا أن هذا العمل يعنيني، كوني في البداية كنت بطلاً له ومسؤولاً عن نجاحه. والحقيقة، لقد حدثت فيه أخطاء، والناس يرون أنه استوفى حقوقه ويجب توقّفه. في نظري، الجزءان الأخيران منه لم يكونا على سويّة فنية جيدة. فالعمل عرّف الناس على الشام بطريقة «مفبركة» وفيها كذب، وحتى الشخصيات الشامية لم تقدّم بشكل حقيقي. خذ مثلاً شخصية العقيد التي قدّمت على أنها شخصية نبيلة مثالية، وهي في الواقع كما يعرفها أهل الشام قديماً شخصية رذيلة بعيدة عن الأخلاق. فالعقيد هو أسوأ شخص في الحارة، يستغلّ الناس ويأخذ منهم المال وليس فيه شيء من النبل.

 

قدّمت هذا العام دورين مختلفين في مسلسلي «قلبي معكم» و«شتاء ساخن»، كيف كانت الإنطباعات عن العملين وهل أنت راضٍ عنهما؟

لقد قدّمت هذا العام عملين مختلفين. ففي مسلسل «قلبي معكم» لعبت دور الدكتور بشر، والعمل ككل فيه غوص حقيقي في العالم العاطفي وفيه فهم نفسي للشخصية. أعتقد أنني قمت بتبنّي الشخصية في العمل بشكل كبير، وكل فنان يستطيع تبنّي الشخصية التي يقوم بأدائها، بالتأكيد سينجح بها. كما أن كاتبة العمل أمل حنا تكتب أعمالها بشكل جيد، وتجيد رسم شخصياتها بطريقة سلسة. وشخصية بشر في العمل شخصية صعبة، ولكنها كانت محبّبة لديّ وتشبه الكثير من الناس في واقعنا الحالي. هذا المسلسل قدّم حقائق موجودة في مجتمعنا، مثل مشاكل الطلاق وتفرّق الأسر، وواجه أحداثاً كثيرة تمثّل مجموعة القيم والأعراف. الحقيقة، إن ردود الفعل على كلا العملين كانت جيدة وأنا راضٍ تماماً عن العملين.


في مسلسل «شتاء ساخن» قدّمت دور الرجل الذي دفعته الظروف ليصبح مجرماً، كيف تقبّله الناس خاصة وقد تعوّدوا على مشاهدة عباس في أدوار النبل والرجل الخلوق الكريم؟

لا بدّ للفنان أن ينوّع في ما يقدّمه من أعمال، وأنا أميل دائماً لقبول كل دور فيه شخصية فارقة ومميّزة. وقد قدّمت عبر مسيرتي الفنية الكثير من الأدوار المنوّعة والمختلفة، والفنان في نظري يجب أن يكون «معملاً» لإنتاج الشخصيات الفنية التي يجب أن تكون مؤثّرة في الناس. وشخصية وكيل في «شتاء ساخن» هي شخصية مركّبة وتحتاج لجهد كبير، وهي من مجتمعنا، فهو رجل مثقل بالديون وتقع عليه مسؤولية أسرة وزوجة مريضة، وتقوده الحاجة إلى ارتكاب جرم لم يكن في حساباته. في البداية، كان هدفه السرقة ليحسّن ظروفه، ولكنه يجد نفسه بالصدفة مجرماً وقاتلاً ثم زعيماً لعصابة تبنّت خط الإجرام. والحقيقة، إن طريق الخطأ يبدأ بخطوة. لا شك أن أحداث العمل وظروفه التي خطّها فؤاد حميرة كاتب العمل ببراعة شديدة، عشناها جميعاً في العمل. وأنا قدّمت الدور بكل تجلّياته، والكثيرون تعاطفوا مع هذا الشخص وربما مع ظروفه التي مرّ بها.



سامر المصري وعباس النوري.. الثنائي الغائب عن باب الحارة

مغازلة النوري ـ الملا

سمعنا أن ثمة مغازلة بينك وبين مخرج «باب الحارة» بسام الملا، تجلّت في تصريحات أخيرة له عن إمكانية عودتك للعمل في «باب الحارة» مجدداً، فما ردّك على هذه المقولات؟

بسام الملا يمارس مسؤولياته كمنتج لـ«باب الحارة»، وهو حريص على إنجاح هذا العمل وإخراجه بأفضل صورة ممكنة، وهذا حقّه الطبيعي. وهو لم يغازلني، فهذا موضوع عمل «بزنس» أي عرض وطلب. قيل الكثير منذ البداية عن وجود خلافات بيننا وكثرت التكهّنات والإشاعات، فهناك من قال إنني تركت العمل بسبب طلبي لمبالغ مالية كثيرة وإن خلافاً كبيراً وقع بيننا، كما قيل إن شروطي هي التي دفعت الملا لاستبعادي من العمل. ولكن، الحقيقة أن الملا لم يستمع إليّ، ولم أدخل في شروط معه. فقد استبعدني من دون سابق إنذار، وقرّر استبعاد شخصية أبو عصام لدوافع واعتبارات شخصية ليس أكثر من ذلك. كما أنه لم يتصل بي كصديق أو شريك، ولم يتعامل معي بأي شكل ممّا كان يجب أن يفرضه عليه الواقع الذي بيننا.

هل تمّ أي اتصال بينكما منذ تركت «باب الحارة»؟

لم يتمّ بيننا أي اتصال للآن، ولا يزال التزامي الأدبي نحو العمل مستمراً ولا زلت أنتظر منه نص الجزء الثالث من «باب الحارة» الذي لم يصلني بعد. وإذا كنت فسأشارك في «باب الحارة»، فأشارك من باب كوني منتظراً للجزء الثالث وليس الجزء الخامس.

إستوقفتني كلمة منك قبل قليل، وهي أن العمل عرض وطلب. إذا جاءك عرض جميل، هل تقبل بالعمل مع بسام الملا مجدداً؟

العرض المناسب قائم على ما يمكن أن يتوفّر من نص جيد وجدير بالمشاركة به، وهذا عرض وطلب. وأنا أعرف أن ما أقوله لا يتناسب مع سياسة بسام الملا الذي يرغب بألا يعرف الفنان كيف سينتهي دوره في نهاية العمل، لتبقى النهاية حكراً على بسام الملا فقط، ويقول دائماً إن فنانيه لا يعرفون نهاياتهم. أما أنا، فلا أستطيع المشاركة في عمل من دون أن أعرف كيف ستنتهي الشخصية التي سأشارك فيها.

تعلم أن مستوى نجاح العمل قد تراجع منذ الجزء الثالث بمجرّد تركك للعمل. فلنتصوّر أن  بسام الملا قرّر أن يوافق على شروطك كما هي، هل تقبل بالعودة للعمل معه مجدداً لاسيما وأن الجمهور لا يزال يطالب بعودتك لـ«باب الحارة»؟

بشكل عام، أنا أعتقد أن الجمهور انتصر أكثر من أي جهة أخرى. وأنا قد أشارك في مشهد في أي عمل إذا كان هذا المشهد يؤكّد حضوري وقيمتي الفنية. أما إذا كان غير ذلك، فلن أوافق حتماً. منتج العمل لا يمتلك لغاية الآن أدواته حتى يقول ما عنده ويقرّر، فهو لا يمتلك نصاً جيداً بين يديه يستحقّ أن يجلب له عباس النوري أو غيره.

هل شاهدت الجزءين الماضيين من العمل؟

شاهدت مقاطع بسيطة من العمل وشاهدت ردود الأفعال ضده، وكلّها كانت تجاملني. أنا هنا لست خصماً لبسام الملا ولن أكون كذلك، وممكن أن أجعله شريكاً منافساً فقط.



عباس النوري بين العاملين في المقهى

 

لم أتابع «الشام العدية»

من الشخصيات التي برزت من خلال الجزء الرابع شخصية النمس التي أدّاها الفنان مصطفى الخاني، كيف تقيّم هذه الشخصية؟

(يجيب مستغرباً) أتمنى له أن يظلّ في المقدّمة، ولكن حتماً إذا برز أي فنان في مسلسل تقليدي مثل «باب الحارة»، فإنه سيصبح ماركة معروفة وهذا يؤكّد حضوره. وهذا يجعلني أتساءل أنه وبالرغم ممّا قدّم في «باب الحارة» من ممثلين يمتلكون حضوراً لدى الناس، إلا أن هؤلاء لم يستطيعوا أن يؤثّروا في الناس بحضورهم، بينما برز النمس من خلال الدور الصغير الذي أدّاه في «باب الحارة». الحقيقة، إن الفنان.... نسيت اسمه من هو (ويستدرك قائلاً مصطفى الخاني) يؤكّد نظرية أن «باب الحارة» يستطيع تفريخ نجوم ومشاهير على طريقته ولكن ليس فنانين وممثلين، وأعتقد ان الخاني ممثلاً وليس نجماً.

هل تابعت «الشام العدية» هذا العام الذي كان منافساً لـ»باب الحارة» والذي كان من بين أبطاله الفنان سامر المصري؟

كان يجب أن تذكر أولاً النجم بسام كوسا، فهو بطل العمل ونجمه الأول. والحقيقة، لم أشاهد العمل. وكما قلت لك، تابعت الأعمال الإجتماعية بشكل أكبر هذا العام.

 

إكسترا

 

شاركت العام الماضي في بطولة مسلسل "الإجتياح" الذي حصد جوائز كثيرة محلية وعالمية والذي تحدّث عن مأساة اجتياح جنين، ورأينا هذا العام أعمالاً أخرى تتحدّث عن الوطنية والمقاومة. هل أنت مع ظاهرة التقليد والنسخ عن الأعمال الناجحة والتي تتمّ من قبل بعض شركات الإنتاج؟

- ليس كل ما قدّم ناقش القصة نفسها، فالبعض تحدّث عن العراق، والبعض الآخر تحدّث عن الجولان المحتل، ولكن العمل الذي تحدّث عن القضية الفلسطينية هذا الموسم هو مسلسل "سفر الحجارة" للمخرج يوسف رزق. ويمكننا أن نقول إن النوايا الطيّبة وحدها لا تكفي لصناعة عمل فني ناجح، فالمقدّمات الجيدة هي وحدها من تصنع نتائج جيدة. و"سفر الحجارة" منذ البداية افتقد للمقدّمات الجيدة، سواء من حيث النص أو الإخراج أو الإنتاج.

 

دعوت لجعل القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، نحن نعلم أنك كفنان ممّن يدعمون في أعمالهم وتصريحاتهم القضية الفلسطينية، وقد كانت لك مع مجلة "سيدتي" وقفة تضامن مع أطفال غزة في بداية العام الحالي لزاوية فنان وقضية. هلاّ حدّثتنا عن سبب موقفك هذا؟

- الفنان يجب أن يكون مسؤولاً عن العمل في الشأن العام وعن قضايا مجتمعه. وكان عام 2009 عام اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية. وهذا تقليد عرفته الجامعة العربية ووزراء الثقافة العرب. وقد استفزّني موضوع أنه في نهاية العام، ستنسى القدس كعاصمة للثقافة العربية. وما دعوت له أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية بشكل دائم وليس لعام واحد فقط، فهي مدينة عظيمة ويجب أن تبقى عاصمة دائمة وثابتة للإشعاع الثقافي العربي والعالمي.

 

لماذا فرح عباس النوري لإعدامه؟ وماذا قال عن مسلسل «إبن الارندلي»؟ ومن يفضل عباس النوري من الفنانين؟ هذا والمزيد تابعوه في العدد 1495 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.