رؤساء متنكرين في زي موظفين مبتدئين


 

في الأيام التي تتوقف فيها آلة الطباعة عن العمل، وحيث تبرد القهوة ولا يتوقف الهاتف عن الرنين، هل تمنيت أن يكون رئيسك مكانك ليشعر بما تشعر به من ضغوطات، وما تعانيه من تعب؟ إذا كان الأمر كذلك، فلدى CBS برنامجاً واقعياً يحاكي هذا. في برنامج الرئيس المتنكر، يتعاون المدراء التنفيذيون للشركات التجارية مع البرنامج، حيث تتابعهم الكاميرات وتعمل جنباً إلى جنب مع الموظفين المطمئنين.

لاري أودونيل كان أحد هؤلاء المدراء الذي سيعملون على الخطوط الأمامية. لقد بقي لاري ولسنوات، الشخص المسؤول عن شركة إدارة النفايات والقمامة وهي أكبر شركة لإعادة التدوير في أمريكا الشمالية. وبكونه مسؤولاً عن عمليات التشغيل، فهو يدير أعمالاً بقيمة 13 مليار دولار في الشركة، و 45 ألف موظف و20 مليون عميل. «لقد كان هناك الكثير من الفرص اللطيفة التي وجدتها في طريقي والتي ساعدتني لأصل إلى ما أنا عليه»، يقول. «لقد كنت محظوظاً جداً».

بقي لاري ولفترة أسبوعاً كاملاً يسافر متنقلاً عبر البلاد، ومتنكراً في زي راندي لورانس، الرجل الذي يصور برنامجا تلفزيونياً حول الانخراط في وظائف إدارة النفايات، وكان عليه أن يجتاز الكثير. يقول لاري: «سأسافر من موقع إلى آخر، وسأنام في الفنادق الصغيرة وكأنني فعلاً ذلك الموظف ذو الميزانية المحدودة».

في أول يوم من مهمته السرية، تعلم لاري، المعروف باسم الموظف الجديد راندي، بأن عمل التجميع ليس سهلاً كما يبدو.
وقامت ساندي الموظفة في إدارة النفايات بتدريبه على العمل، وإرشاده حول كيفية جمع القمامة والورق المقوى والمواد القابلة للتدوير ووضعها في أوعية خاصة. المشكلة الوحيدة التي واجهها كما قال، هي عدم قدرته على تحضير أكوام النفايات بالسرعة المطلوبة وكان يتعرق كثيراً.

«لم أكن مهيئاً على الإطلاق، وأنا الذي كنت معتاداً على التأنق قبل الذهاب لعملي كل صباح. بينما ما أعمله الآن لا يحتاج جهداً بدنياً فحسب، بل كذلك توتراً عقلياً ونفسياً».

ربما سيكون لاري أفضل في مهمته القادمة، حيث سيعمل في مقالب القمامة. وكان مطلوباً منه جمع الورق المتناثر بعيداً عن مقالب طمر النفايات ووضعها في كيس قمامة. وعليه كل 10 دقائق أن يملأ حقيبة من تلك النفايات. وظن لاري أنه لن يواجه أي مشكلة في عمله هذا رغم أنه يعاني من بعض المشاكل في كليتيه.

بعد عشر دقائق، لم يستطع حتى ملء نصف حقيبة، وقال مديره الجديد بأنه سعيد لأن لاري قام بهذا العمل ليعرف مدى ما يحتاجه من جهد.

وتستمر رحلة لاري من عمل إلى عمل وكذلك مدراء آخرون يخضعون لذات التجربة في حلقة أوبرا هذه.