mena-gmtdmp

«المشاجرات الزوجية» %40 منها تؤدي للطلاق و%60.. ينسجمان بعدها.كيف؟

أحيانًا كثيرة تفرح الأم -الواعية المتفهِّمة- بكثرة خلافات ابنتها مع زوجها وتعتبرها علامة حب وانسجام ورغبة في استمرار الزواج!..عكس «الحماة» التي ترى في تعدد شجارات ابنها مع زوجته إشارة خطر وعدم اتفاق وإنذار بطلاق قريب! والسؤال: منْ الأصدق: الأمُّ أم الحماة؟! وعند الإجابة... كان للدراسات رأي، وللكتب الأكثر مبيعًا وجهة نظر، وللطب النفسي كلمته، وهناك -أيضًا- أصول أو«فن» للمشاجرات الزوجية.


 

 

أوردت دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية: أن هناك اختلافًا في توقيت الخلاف الزوجي؛ منها ما يأتي مبكرًا في الأشهر الأولى للزواج وتؤدي للطلاق، وأخرى تأتي بعد سنوات قليلة، وكأنَّ العيوب تُكتشف بعد زوال تأثير كلمات الحب والهيام، ومعها الانشغال بالأثاث والمفروشات وبقية المهام، وقد تجلب الانفصال أو ربما أصبحا أكثر تقاربًا!

تعلِّق على هذه الدراسة الدكتورة «كوثر الحسيني» الباحثة بالمركز حيثُ تقول: الدراسة لا تدعو للخلاف قدر ما يعنيها الإشارة بأن هناك خلافات صحية يجب ألا تختفي من أيِّ علاقة زوجية، وهناك أخرى «مُحطِّمة» على المتزوجين تجنّبها، وغياب المشاجرات لا يعني بالضرورة أنه زواج ناجح، على العكس تمامًا قد يكون غيابها ـ بما تتضمنه من احتكاك بين الطرفين ـ مؤشرًا على حياة العزلة والتباعد بين الزوجين، فأصل الشجار ـ عامة ـ أن كل طرف يحمل وجهة نظر يراها غير قابلة للنقاش فيما يختص بموضوع معين.

 

المشاجرات.. أنواع

جاء في الدراسة أن المشاجرة تنبع من إحساس متضخم بالذات ورغباتها مع تجاهل أي وجود للآخر ورغباته المختلفة، ومرات يكون الإحساس بالوحدة أو الرغبة في الحصول على اهتمام الآخر ورعايته هو المحفز الحقيقي وراء الشجار، وأحيانًا يختلف أحد الزوجين بسبب رغبته في معاقبة الطرف الآخر.

وتضيف الدراسة: ويخطئ كثيرون في الاعتقاد بأن انطلاق كلمة غاضبة هي بداية لكل خلاف...لا! فالجو المتوتر المحيط هو السبب! وربما لتوالي الأخطاء والإهمال، كما أن الطرف الذي يبدأ المشاجرة دائمًا لا يعنى أنه ذو سلوك رديء؛ ولكن لأن الآخر يمتلك هدوءًا زائدًا يوحي بعدم الاهتمام وقلة المشاركة.

 

خلاف صحي

يؤكد الدكتور«إسماعيل يوسف» أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس أن أكثر من %60 من المتزوجين يتشاجرون ويصبحون بعدها أكثر تفاهمًا وانسجامًا، عكس %40 منهم تؤدي مشاجراتهم إلى طلاق وانفصال؛ وتحليل ذلك أن المشاجرات تساعد على إخراج ما في داخل النفس من مخاوف ومشاعر وتوقعات تجاه الطرف الآخر، وبعدها تكوِّن جوًّا من الفهم والتقارب الحنون بين الزوجين، وكأن اثنين يخرجان على خط السير ليعودا إليه مرة أخرى بإصرار. ويستدرك: «على الزوجين عدم التزام الصمت وكبت المشاعر حال تصاعد الخلافات، بل لابد من التنفيس السليم عن الغضب والاعتراض، وإلا كانت النتيجة قاتلة! نعم.. فمعدلات الوفيات بين هؤلاء اللاتي يلتزمن الصمت تبلغ أربعة أضعاف الوفيات بين غيرهن اللاتي لا يلجأن إلى الصمت، أو يتحملن على مضض كل ما يجري في تلك اللحظات، وأبسطها خطورة هي الإصابة بالاكتئاب، وبالقولون العصبي، وهناك الأزواج الذين يصابون بأمراض شرايين القلب؛ للارتباط بين التوترات الزوجية وتطورات الإصابة بأمراض القلب.

 

أخطاء.. ابتعدي عنها

في كتاب حقق أعلى المبيعات وهو (الحب = اثنين) للكاتب المؤلف «تشاك جالا غر» يرى المؤلف أن الخلافات ضرورة صحية إذا ابتعد الزوجان عن تلك الأخطاء التالية:

> تعمد إيذاء الطرف الآخر بكلام جارح.

> تكرر النطق بالصفات الرديئة.. السلبية في الزوج أو الزوجة يجعل الآخر يصدقها.

> انتهاء المشاجرة بهدنة وليس بسلام حقيقي، فهذا يعني أنهما يستعدان لجولة ثانية.

> الإصرار على أن ينصاع له الطرف الآخر باستسلام غير مشروط.

> الاحتفاظ بضغينة داخلية تجاه النصف الآخر حتى بعد انتهاء المشاجرة.

> التعامل مع موقف المشاجرة بمفهوم المكسب والخسارة «يجب أن أنتصر عليه».

> تدخل طرف ثالث في المشاجرة تجعلها تتفاقم بدون داع، حتى لو ذكر اسم شخص ما- أم.. أخت.. صديقة..-كان لها موقف مشابه.

> استغراق كل طرف في اجترار مشاعره وعطفه دون الوعي بالآخر.

 

تفاصيل أوسع.. بالتأكيد تجدونها في العدد 1515 من "سيدتي" المتوفر في الأسواق.