ما هو الرابط بين الطعام الضار والمزاج السيّئ؟

توصّلت مجموعة من الباحثين من جامعة مدريد الإسبانية إلى أن لبعض أنواع الطعام علاقة مباشرة بالمزاج السيّئ، واكتشفت أن استهلاك الجسم لكميّات من الدهون غير المشبّعة يزيد من خطر الاكتئاب. بالمقابل، أوضحت أن الدهون المشبّعة الصحيّة وزيت الزيتون تؤدّي دوراً معاكساً، وقد تساعد المرء على الشعور بالمرح والسعادة.

هذه الدراسة التي تناولت 12 ألف شخص طوال 6 سنوات، قد توفّر تفسيراً لسبب ميل سكان شمال أوروبا للاكتئاب بمعدّل أكبر مقارنة بالمقيمين في جنوبها، علماً أنّ غذاء سكان شمال أوروبا يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون المشبّعة والتي غالباً ما تتواجد في الوجبات الجاهزة والحلويات والمعجنات والبسكويت وترتبط بالإصابة بأمراض القلب وارتفاع نسبة «الكوليستيرول الضار». 

«سيدتي» سألت رئيس قسم الكيمياء الحيوية في كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور جلال أعظم جلال عن تأثير نوعية الطعام السيّئ على الحالة المزاجية للفرد.

ليس مبالغة القول إنّ مشاعرنا تشي بنوعية الغذاء الذي نتناوله!

هذه لمحة عن أبرز النواقل العصبية في المخ والتي تؤثّر على شعورنا بالجوع وعلى حالاتنا المزاجية تجاه الطعام:

- «النورإبينفرين» Norepinephrine: ناقل عصبي مسؤول عن زيادة قدرة المخ على الانتباه والتركيز وتحفيز النشاط في الجسم، بما يمكّن الفرد من اتّخاذ ردّ الفعل المناسب حيال بعض المشاعر السلبية كالغضب أو الخوف الشديد. وتشير بحوث التغذية الصادرة عن جامعة أورجون الأميركية إلى أن الغدة الكظرية تفرز هرمون «النورإبينفرين» في الجسم، علماً أنّه يزداد نشاطها في الصباح الباكر (بين السادسة والثامنة)، ما يؤدّي إلى استثارة الخلايا العصبية وانقباض الأوعية الدموية وتنشيط عمل العضلات الرخوة المرتبطة بها. وفي هذا الإطار، ينصح الباحثون بعدم الإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على نسب عالية من السكر المكرّر الخالي من المغذّيات الضرورية والذي ثبت أنه يصيب الغدة الكظرية بالإرهاق، وبالتالي الإحباط والخمول وفقد التركيز وضعف الانتباه.

-  «السيروتــــونـــين» Serotonin: ناقل عصبي مسؤول عن بعث الشعور بالسعادة في المخ وتحسين الحالة المزاجية. وقد أشارت دراسة صادرة حديثاً عن جامعة كاليفورنيا UCLA إلى أن ارتفاع الحال العصبية الكيميائية في المخ يساعد بشكل مباشر في التحكّم في نوعية الطعام المتناول، وبالتالي تجنّب الأطعمة الضارّة المحتوية على نسبة عالية من الدهون المشبّعة أو المواد السكرية والتي يؤدّي الإفراط في استهلاكها إلى موت بعض الخلايا العصبية والتسبّب في عطل بعض المناطق المسؤولة عن عمليات التفكير التي تحتاج إلى درجة عالية من التركيز. ومن جهة أخرى، يشير العلماء إلى أن فيتامين حمض الفوليك يعمل على زيادة إنتاج «السيروتونين» في الجسم، وهو متوافر في كبدي البقر والدجاج والسبانخ واللوبياء المجفّفة والفول السوداني.

-  «الدوبامين» Dopamine: ناقل عصبي في المخ يعطي الشعور بالبهجة والمرح والرضا، كما يقلّل من الشعور بالألم والاكتئاب، تفرزه الغدّة النخامية. ويربط الباحثون في جامعة هارفارد الأميركية بين هرمون «الدوبامين» والإصابة بالسمنة من خلال دراسة تثبت أن الأشخاص البدناء يعانون من نقص في مستقبلات «الدوبامين» والتي تتحكّم بالسلوك الغذائي ودرجة الشهيّة ومعدّل الحركة ونوعيّة العواطف. ومن هذا المنطلق، يوصي الخبراء بضرورة الإهتمام بتناول الأطعمة التي تحتوي على مركبات فيتامين «بي» B بأنواعها والتي تتواجد بكثرة في حبوب القمح والخميرة النباتية والبازيلاء الخضراء والزبادي والملفوف والأجبان والأسماك والبروكولي والحبوب الكاملة.

- حمض «جاما أمينو بيوتيريك» GABA: حمض أميني وناقل عصبي مسؤول عن تنظيم الوظائف الحيوية، وهو ضروري لعمليات الأيض في المخ. يستخدم في علاج ضغط الدم المرتفع والصرع وضعف الانتباه لتأثيره المضاد للقلق والتوتر. ووفقاً لـ «مؤسسة بحوث الأعشـاب الأميركيـــة» Herbal Research Foundation (HRF)، يعدّ الشاي الأخضر من بين أفضل المصادر الغذائية التي تمدّ الجسم بهذا الحمض.

- «أكسيد النيتريك» Nitric Oxide:

 مركّب كيميائي مكوّن من غاز طبيعي يبعث على التأمّل والهدوء النفسي، ما يعمل على تهدئة الأعصاب واسترخاء الأوعية الدموية في الجسم. وتعدّ الأسماك من بين أهم المصادر الغنيّة بـ «أكسيد النيتريك» لاحتواء لحمها على «الأوكسجين» المكوّن الرئيس في تركيبه، كما يتوافر في اللحوم الحمراء والدجاج والديك الرومي والألبان.

 

اختبار المزاج 

ضعي نقطتين للإجابة «أ» ونقطة للإجابة «ب» وصفراً للإجابة «ج»:     

 

 

الأسئلة

"أ"

"ب"

"ج"

1 هل تتناولين الشاي أو القهوة بعد وجبة الغذاء مباشرة؟

نادراً

أحياناً

غالباً

2 هل تشعرين برغبة شديدة لتناول الشوكولاته عند شعورك بالتوتر؟

نادراً

أحياناً

دائماً

3 هل تميلين إلى الإفراط في تناول الطعام عند شعورك بالقلق أو الخوف؟

أبداً

أحياناً

دائماً

4 هل تمتنعين عن تناول الطعام عند شعورك بالحزن الشديد؟

نادراً

أحياناً

دائماً

5 هل تتمتّعين بقسط وافٍ من النوم بما يعادل 8 ساعات يومياً؟

غالباً

أحياناً

نادراً

6 هل تكثرين من تناول الأطعمة المالحة في الوجبات الرئيسة؟

نادراً

أحياناً

دائماً

7- هل تتناولين المشروبات مع الوجبات الرئيسة؟

أبداً

أحياناً

دائماً

8 هل تحرصين على تناول البطاطس المقليّة كطبق جانبي؟

نادراً

أحياناً

دائماً

9 هل تحرصين على تعويض جسمك بالسوائل الطبيعية كالماء وعصائر الفاكهة الطازجة بعد القيام بمجهود بدني شاق؟

دائماً

أحياناً

نادراً

10 ماذا تتناولين عند شعورك بالجوع بين الوجبات الرئيسة؟

نوع من الفاكهة

مخفوق الزبادي المثلّج بالفاكهة 

شريحة من "الكيك" 

11 هل تميلين إلى تناول وجبة كبيرة قبل النوم؟

أبداً

أحياناً

نادراً

12 هل تحرصين على تناول الأسماك بمعدّل مرّتين إلى 3 مرّات في الأسبوع؟

غالباً

أحياناً

نادراً

 

التقييم: إذا كان مجموع إجاباتك يتراوح ما بين 18 إلى 24 نقطة، فهذا مؤشّر على تمتّعك بمزاج جيّد نتيجة اختيارك لنوعيّة الطعام الصحي. وينصح الباحثون بالاستمرار في اتّباع هذا الأسلوب، مع الانتظام في ممارسة الرياضة. أمّا إذا تراوح مجموعك بين 12 و18 نقطة، فهذا دليل على اتّباعك عادات غذائية غير سليمة قد تؤثّر على حالتك المزاجية الجيّدة وتسبّب لك حالات من الضيق والحزن الوقتي.

ولكن، إذا لم يبلغ مجموعة نقاط إجاباتك الـ 10، فهذا يعدّ مؤشّر خطر على سوء حالتك المزاجية بسبب تأثير الطعام الضار على جهازك العصبي واختيارك لعادات غذائية خاطئة وأسلوب حياة غير صحي ينتج عنه زيادة كبيرة في الوزن، فيجدر تغيير عاداتك جذرياً، في هذا المجال.