حبيبة الغريبي: من فتاة ريفيّة فقيرة إلى بطلة أولمبيّة

20 صور


حقّقت حبيبة الغريبي البطلة الأولمبيّة التونسيّة في ألعاب القوى في أواخر عام 2015 إنجازاً غير مسبوق لم تحقّقه بطلة أخرى قبلها، وذلك بتحطيمها الرّقم القياسي العالمي في سباق 3000 متر موانع (حواجز) للسيّدات خلال مشاركتها في الدوري الماسي بـ«موناكو» لألعاب القوى؛ إذ تمكّنت من قطع السّباق في 9 دقائق و11 ثانيّة و28 من جزء الثّانيّة، ثم نجحت حبيبة الملقّبة بـ«الغزالة التّونسية» بعد شهر من هذا الإنجاز غير المسبوق في الفوز بالميداليّة الفضيّة في مونديال «بيكين» لألعاب القوى.
وقد تمّ استقبالها عند وصولها إلى المطار استقبال الأبطال، وكان استقبالاً شعبياً ورسمياً؛ إذ حضر وزير الشباب والرياضة ووزيرة المرأة إلى جانب عدد من الجمهور للترحيب بها والتعبير لها عن فخرهم واعتزازهم برفع راية بلادها عالياً، كما كرّم رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي البطلة العالمية التونسية حبيبة الغريبي بإسنادها وساماً رفيعاً عند استقبالها في قصر المهوريّة بـ«قرطاج».
وتقديرا لكلّ هذه الإنجازات الرّياضيّة أعلن الاتحاد العربي للصحافة الرياضيّة عن اختياره حبيبة الغريبي أفضل رياضيّة عربيّة لعام 2015 وذلك بعد فرز نتيجة الاستفتاء السنوي، الذّي أشرفت عليه لجنة تابعة للاتّحاد.
وكانت حبيبة الغريبي توّجت أيضاً بلقب أفضل رياضيّة تونسيّة 2015 في استفتاء وكالة تونس إفريقيا للأنباء، علماً أنّها أوّل امرأة تونسيّة تتحصّل على ميداليّة أولمبيّة؛ إذ فازت بالميداليّة الفضيّة في سباق 3000 متر في الألعاب الأولمبية بلندن2012 وقد وعدت بالفوز بالميداليّة الذّهبيّة في الألعاب الأولمبيّة بريو دي جينيرو بالبرازيل هذا العام 2016. وحبيبة الغريبي (32عاماً) تنتمي حالياً إلى نادي «فرانكفيل» الفرنسي، وهي تقيم في فرنسا، وتخضع لنظام تدريب يومي، وكل وقتها مخصص للتدريب، كما تخضع لنظام تغذية صارم، وتتمتع بمراقبة ومتابعة طبية منتظمة.


وتشارك البطلة الأولمبيّة باسم تونس في أكثر المسابقات الدولية، وتحقق النجاح بعد الآخر، وكانت – وهي طفلة – وبسبب بُعد مدرستها عن قريتها الريفية تقطع عديد الكيلومترات على قدميها كلّ يوم، وهو ما درّبها على العدو مبكّراً، مثلما ذكرت ذلك في حديث سابق لها مع مجلة «سيدتي» إلى جانب موهبتها طبعاً وتركيبتها البدنية، وقد تم التفطن إليها أثناء مشاركاتها في الألعاب المدرسية.
وقد نشأت حبيبة الغريبي في أسرة متواضعة وفيرة العدد في ريف مدينة «القيروان»، ونحتت مسيرتها الرياضيّة بالكثير من العناء والتّعب والتضحيّات، واعترضتها الكثير من الصّعاب والعراقيل، ولكنّها صبرت وصمدت، وتحدّت الظروف الاجتماعية والمادية، وهي اليوم بطلة عالميّة تطوف العالم، وتحصد الجوائز، وتنال التكريم وتحسنت مداخيلها الماليّة كثيراً.
لم تتنكّر حبيبة لجذورها، وحافظت على تواضعها وطيبتها، وهو ما زاد في حب النّاس لها.