mena-gmtdmp

شخصيات مغربية هامة غيّبها الموت في 2015

4 صور

ودّع المغرب نهاية عام 2015 اسمين بارزين في الساحة السياسية والثقافية، وهما فاطمة المرنيسي وزليخة النصري.
«فاطمة المرنيسي» هي رائدة علم الاجتماع والكتابة النسائية، التي كسرت منذ الثمانينات عدداً من التابوهات في المجتمع، وأصبحت شهرتها عالمية.
حظيت فاطمة بحق التعليم في عهد الاحتلال الفرنسي، وذلك بفضل المدارس الحرة -الخارجة على نمط التعليم الفرنسي- التابعة للحركة الوطنية.
وفي مرحلة لاحقة واصلت مسارها التعليمي في الرباط، قبل أن تنتقل إلى فرنسا ثم إلى أميركا لاستكمال تكوينها العلمي. وعملت «المرنيسي» باحثة بالمعهد القومي للبحث العلمي بالرباط، وبكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، وعضواً في مجلس جامعة الأمم المتحدة.
أسست الراحلة مبادرة جمعوية من أجل حقوق المرأة تحت اسم «قوافل مدنية»، كما ساهمت في إطلاق تجمع «نساء، أسر، أطفال.»، وقد أثارت أفكارها جدلاً واسعاً لتعرضها للمحظورات الاجتماعية والدينية التي اعتبرتها عائقاً أمام إثبات المرأة لذاتها وتحررها من هيمنة المجتمع.
الكاتبة المغربية التي حضرت في لائحة نشرتها جريدة «الغارديان» للمناضلات النسائيات الأكثر تأثيراً في العالم، عُرفت بأفكارها التي تدعو إلى تحرير المرأة من سطوة الأعراف والتقاليد والمساواة الكاملة للنساء مع الرجال. وقد كانت تكتب مؤلفاتها بالفرنسية، إلا أن ذلك لم يوقف أعمالها عند حدود هذه اللغة، إذ ترجمت إلى العربية والإنجليزية، ولغات أخرى.
كتب وجوائز
تركت الكاتبة المغربية عدداً من الكتب باللغة الفرنسية -ترجمت إلى لغات عديدة من بينها العربية والإنجليزية- كما أهدت معظم مؤلفاتها إلى الخزانة المغربية الموجودة بالعاصمة الرباط من أهمها «الحريم السياسي»، و«الجنس كهندسة اجتماعية»، و«هل أنتم محصنون ضد الحريم؟ »، و«الجنس والأيديولوجيا والإسلام». «ما وراء الحجاب»، و«الإسلام والديمقراطية»، و«شهرزاد ترحل إلى الغرب»، و«أحلام الحريم». كما كتبت شبه سيرة ذاتية تحت عنوان «نساء على أجنحة الحلم».
نالت المرنيسي جائزة أمير أستورياس للأدب (أرفع الجوائز الأدبية بإسبانيا) عام 2003 مناصفة مع «سوزان سونتاغ»، كما حازت على جائزة (إراسموس) الهولندية إلى جانب المفكر السوري صادق جلال العظم والإيراني عبد الكريم سوروش، وكان محور الجائزة (الدين والحداثة)، كما اختيرت عضواً في لجنة الحكماء لحوار الحضارات التي شكلتها اللجنة الأوروبية برئاسة «رومانو برودي».
زليخة الناصري... كاتمة أسرار الملك
هي امرأة قوية وكانت حاضرة باستمرار في الساحة السياسية، ومن نساء الدولة، حظيت بثقة خاصة لدى العاهل المغربي محمد السادس، عرفت طيلة حياتها بعصامية متميزة وجدية متواصلة، مكنتاها من النجاح في مهماتها المتعددة ومسؤولياتها الكبرى، كما تميزت بلطفها في التعامل وقدراتها التدبيرية العالية، لا سيما في المجال الاجتماعي.
توفيت مستشارة العاهل المغربي، السيدة «زليخة الناصري»، قبل شهر بمدينة الرباط في المستشفى العسكري، إثر إصابتها بجلطة دماغية، ودعت على إثرها الحياة في سن السبعين.
«زليخة الناصري» تعد أول امرأة مغربية تتولى منصب مستشارة للملك في تاريخ المغرب، حاصلة على دكتوراه الدولة في القانون الخاص، عملت سابقاً ككاتبة للدولة في الحكومة المغربية مكلفة بملف التعاون الوطني، كما عملت في مديرية التأمينات، وعملت مدرسة في عدد من المؤسسات العليا.
تابعت الراحلة التي ولدت بمدينة وجدة (شرق المغرب)، حيث عاشت إلى غاية حصولها على الباكالوريا دراستها بتحضير شهادة الإجازة في الحقوق (العلوم القانونية) بكلية الحقوق بالعاصمة الرباط، ثم حصلت على دبلوم من المدرسة الوطنية للإدارة (شعبة المالية والاقتصاد).
وبعد الحصول على شهادة المدرسة الوطنية للإدارة، عينت بقسم التأمينات، بوزارة المالية. وقد دفعتها ضرورة الملاءمة بين التكوين والوظيفة إلى تحضير دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في التأمينات بمعهد التأمينات بليون (جامعة جان مولان بفرنسا)، حيث حصلت على دكتوراه دولة في القانون الخاص. وكان موضوع أطروحتها «قانون التأمينات بالمغرب»، وقد صدرت ضمن منشورات «لابورت» سنة 1982.
أمضت السيدة «الناصري» حياتها المهنية بمديرية التأمينات التي أدارتها منذ 1994. وفضلاً عن هذا النشاط، كانت تمارس التدريس في معاهد عليا مختلفة، وخاصة بكلية الحقوق بالدار البيضاء.
في غشت 1997 عينها الملك الراحل الحسن الثاني كاتبة للدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مكلفة بالتعاون الوطني إلى غاية مارس 1998، وكانت واحدة من أربع نساء في الحكومة، بعدها بعام عُينت مكلفة بمهمة في الديوان الملكي.
وكانت الراحلة زليخة الناصري عضواً في عدة جمعيات وطنية ودولية وثقافية وعلمية، وفي هذا الإطار ترأست فرع المغرب بالجمعية الدولية لقانون التأمينات.
وفي 29 مارس 2000، عينت «زليخة الناصري» من طرف العاهل المغربي مستشارة لجلالته، وأصبحت بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب.
وكانت الراحلة «زليخة» عضواً بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تأسست سنة 1999، والتي أشرفت عليها. وفي 2002 عينت على رأس مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.