مواجهة جديدة بينها وبينه: الجيل الجديد متسرع في أحكامه!

2 صور

إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك؛ فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له؛ فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

لست مغرورة ولكن مؤمنة بقدراتي!
منذ أكثر من عشرة أشهر وأنا أعمل في هذه الشركة الكبرى، التحقت بها بعد أن حلمت كثيراً بالانضمام إلى اسم كبير في مجال الدعايات والإعلان، موهبتي ومهارتي في تصميم الغرافيك أهلتني لأن أقود فريق عمل في الشركة التي كنت أعمل بها سابقاً، وعندما تقدمت للعمل في الشركة الحالية، كانت أمنيتي أن أترأس هذا الفريق أيضاً لأنني الأكثر موهبة وكفاءة.


أنا لست مغرورة؛ بل مؤمنة جداً بقدراتي، ولكن للأسف فقد مرت عشرة أشهر ومديري لا يمنحني أية فرصة للقيادة! لا أريد منصباً أو اسماً؛ بل القيادة بالنسبة لي هي مسؤولية تقودني والفريق جميعاً نحو النجاح، للأسف أستاذ عماد مديري المباشر، يرى أنني لازلت صغيرة على تحمل هذه المسؤولية وقيادة فريق كامل! أستغرب لفكرته؛ فالمسألة ليست بالعمر، إنه مقتنع بموهبتي ومعجب بإنجازاتي السابقة؛ فما المشكلة الآن؟ أم أن الحكاية محسوبيات ووساطات؟ وأنا لا أريد أن أدخل في هذا السياق، عندما أطرح أفكاري على الأستاذ عماد، أجده متحمساً جداً وداعماً لما أقدمه، ولكن ما إن يبدأ بتقسيم المهام، أصدم عندما يجعل زميلاً آخر رئيساً للفريق تارة، بحجة أنه يعلم أكثر بميدان التسويق، وتارة أخرى أنه أدرى بالزبائن الذين نقصدهم، والمشكلة هنا في النتائج؛ فعندما لا نحقق النتائج المرجوة وأنوه للأستاذ عماد بأنه كان من الأجدى أن أتحمل أنا مسؤولية الفريق وكون الفكرة فكرتي، يجيبني ببرود بأن هذه النتائج أحرزناها ونحن مع مسؤول محنك وأكثر مني خبرة؛ فهل يعقل أن يسلمني إدارة الأمور؟


الحياة فرص، والإنسان لا يستطيع أن يثبت قدراته وكفاءته إن لم تتح له الفرصة، وحالياً وجودي في شركة عملاقة كهذه يمنحني سمعة مهنية جيدة، ولكن هل هذا يعوض عن حصولي على فرص داخلية أضيفها لحصيلة إنجازاتي؟ في رأي الأستاذ عماد أنني متسرعة وأريد أن أعتلي السلم بسرعة، نعم، هذا صحيح لأننا في عصر السرعة، وإن لم أسع للتقدم إلى الأمام؛ فسيأتي من خلفي ليسبقني!


ولأقول رأيي بجرأة أكثر، الأستاذ عماد لا يقوم بدوره الإداري والتوجيهي بشكل سليم، وأساساً موقعه كمدير لقسم أساسي في الشركة وديناميكي لا ينسجم مع شخصيته الهادئة والبطيئة، وأتمنى ألا أُفهم بأنني أطمح بأخذ منصبه، لا؛ بل أطمح بوجود مدير عملي ويتمتع بالقدرة على تقدير الكفاءات لينهض بالقسم ويطوره، لا أن يجلس مقسماً الأدوار حسب الخبرات السنوية، هل فهمتهم ما أعانيه؟

مايا «25 – مصممة غرافيك»


إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك؛ فهذه الصفحة لك، قل كلمتك لها؛ فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

أسلوبها حاد في التوجيه وانتقادي
مشكلة هذا الجيل أنه يرى فقط ما هو على بعد متر واحد منه ولا ينظر بعيداً، ومايا، مصممة الغرافيك التي التحقت بفريقنا منذ أشهر، من هذه الفئة الشابة التي يقتصر نظرها على ما تراه الآن فقط، الطموح من صفات الشخص الناجح؛ خاصة إن كانت لديه القدرات للوصول إلى ما يطمح، ولكن التسرع وعدم الصبر، قد يضع هذا الشخص في مأزق، ومايا متسرعة؛ فبعد بضعة أشهر من انضمامها لنا، تطمح برئاسة الفريق!! إنه طموح مشروع بالتأكيد، ولكن أن ترأس فريقاً؛ فلن يحدث فقط بسبب الكفاءة المهنية! يجب أن تصل إلى حنكة التفكير وحكمة اتخاذ القرارات والقدرة على التعامل مع عدة شخصيات مختلفة في وجهات النظر، والكثير الكثير! الأمر ليس بهذه السهولة التي يراها شباب اليوم، وللأسف أصبحوا يستسهلون كل شيء، وهذا قد يجعل أفقهم ضيقاً.


مايا تتمتع بشخصية قوية وذكية، ولكن يجب أن تتعلم الصبر وتتقن أساليب النقاش، وسبل الإقناع، بالإضافة إلى اكتساب خبرة التوجيه البناء قبل أن تفكر أن ترأس فريق عملها، أسلوبها حاد في التوجيه وانتقادي أكثر من أن يكون تحفيزياً وبناءً، وهذا سيجعلها تواجه مأزقاً كبيراً مع زملائها، ولن تصبح الرئيسة المحبوبة التي يستمعون لها ويسعون إلى استشارتها.


حاولت أن أوضح لها بأسلوب غير مباشر أن تستفيد من الوقت وتركز على أسلوب التوجيه والتعامل مع فريق العمل، ولكنها للأسف تفسر نصائحي على أنها مماطلة وعدم اقتناع بقدراتها، إنها تفسر عدم استجابتي لمطالبها بأنني أفضل أشخاصاً آخرين! هل رأيتم كيف يفكر هذا الجيل ويتسرع في أحكامه؟ قد يكون من الأفضل أن أجلس مع مايا في حوار واضح وصريح لأشرح لها جميع النقاط؛ لتعيد ترتيب أفكارها ونظرتها، وكذلك أحكامها، ولكني أيضاً أتردد؛ فمهما كان كلامي معها واضحاً وصريحاً؛ فقد تفسره مثلما يحلو لها!


ربما لموازنة الوضع، سأقدم اقتراحاً جديداً، وهو عند استلام أي مشروع إعلاني، أعطي الفرصة لواحد من أعضاء الفريق بأن يترأس المشروع؛ فهذا سيمنحهم فرصة التعامل كرؤساء خلال فترة محددة، بعدها نناقش فيها أسلوبهم ونقاط القوة والضعف لديهم، بالإضافة بالتأكيد للنتائج، أتصور أن هذا هو الحل الأمثل، وأيضاً سيضيف جواً جديداً من المرح، ويقلل من الرتابة.


من قال إن الإبداع والأفكار الخلاقة هي فقط في الجيل الجديد؟ اقتراحي هذا قد يجعل مايا وغيرها يفكرون كثيراً، ولا يتسرعون في أحكامهم بأن جيلهم هو الأفضل؛ فنحن لازلنا نبدع ونخلق، وعليهم أن يتعلموا الاستفادة من كل هذا.

عماد «55 – مدير قسم في شركة إعلانات».