حين تسود الأجواء الاحتفالية في هذا الشهر بيوم الحب تبحث كل واحدة منا عن الحب في التعامل والعلاقات الاجتماعية.. المحظوظات منا يجدنه حولهنّ بلا عناء، والبعض الآخر يبحث عنه فلا يجده.
والواقع أنّ الحب طاقة متبادلة لها قوانينها الخاصة البعيدة عن الكلمات الجوفاء التي تتردد دومًا.. مدربة الطاقة الحيوية إجلال أمين تحدثنا عن طاقة الحب الشاملة من منظور واسع في السطور التالية بدءًا من حب الله، وحب الذات، وحب الأم، والأهل والشريك، والأصدقاء، امتدادًا لحب الإنسانية، وحب الحياة، وحب الكون بأسره والاندماج معه في سيمفونية حب عذبة مدى الحياة، تابعي معنا النقاط التالية بحب....
بداية تخبرنا إجلال:" هل فكرنا يومنا ونحن نتبادل كلمات الحب في هذا اليوم ونفكر في مدلولاته ومعانيه أنّ ثمار الحب التي نحب أن نراها تزهر من حولنا.. لابد وأن نزرع بذورها ونرويها بداخلنا أولًا؟ وطاقة الحب التي نريد أن تغمرنا وتشع محبةً وسلامًا وخيرًا من حولنا لابد وأن تشع بداخلنا، وأن نعمل على أن تظل مشرقةً في قلوبنا أولًا؟ لو فكرت كيف لنا أن نصل إلى هذه الحالة الرائعة ونعيش فيها.. فبدلًا من أن نبحث عنها حولنا يجب أن ننشئها نحن ونصل إليها فلا نحتاجها من خارجنا بل نعمل على نشرها فنصبح نحن مصدر الحب والخير والسلام لمن حولنا. وذلك من خلال :
• كوني ينبوع محبة: أولًا نعلم ونقرأ أنّ الروح التي بداخلنا هي روح الله.. ومنها تنبع المحبة والسلام والنور، وأنّ الله محبة.. فلا نبغض ولا نحسد ولا نكره، ونرضى بما قسمه الله لنا ونعمل على تحقيق ما نتمنى بالتوكل على الله غير منافسين ولا مزاحمين..
• كما تديني تداني: حسب قوانين الفيزياء لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، فإنّ ما يخرج منا سوف يتضاعف ويعود إلينا، بمعنى إذا أعطينا مشاعر حب لمن حولنا عادت لنا بمشاعر حب شرط أن تكون النية خالصة لوجه الله، وكذلك المشاعر الأخرى.. فإذا أردنا أن نعلم ما هي مشاعرنا ونوايانا فلننظر حولنا.. ما المشاعر التي تحيط بنا. إن كانت محبة فلنطمئن أنّ بداخلنا محبة غير مشروطة، وإن كانت عكس ذلك فلنراجع حساباتنا مع أنفسنا، ونحاول جاهدين أن نخلص النية لله وحده، وأن نتعامل مع البشر على أنهم خلق الله ورحمتنا ومحبتنا لهم هي جزء من سمو وعلو الروح الإلهية التي بداخلنا.
• سامحي، فالتسامح سبيل المحبة الأعظم: إنّ التسامح الذي نمنحه لغيرنا هو في الحقيقة تسامح لنا مع أنفسنا؛ لأنه سيعود علينا بطاقة مغفرة ورحمة من رب العالمين أولًا، ومن المحيطين بنا ثانيًّا "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان" .
• اهتمي بمراسيل الحب الجميلة: هم الهدية والهبة والصدقة فتعود إلينا أولًا بالبركة والرزق الوفير في مالنا وأولادنا وعافيتنا، ثم بالعفو وعلو المكانة عند الله وبالتالي عند الناس.
• فإذا أردت الحب فكوني أنت الحب: فلنحب أنفسنا ونقدرها حق قدرها، فلا نهمل علمًا.. ولا نهمل عملًا، ونعمل دائمًا على ألا نحتاج المساعدة من غيرنا.. الاعتماد على النفس كرامة ومحبة ورفعة للنفس، والتوكل على الله وحده يرفع من شأننا، وبذل الحب للوالدين والأقربين يعلو ويسمو بالنفس والروح والجسد.