بالرغم من زخم التكنولوجيا وعوالم الرقمنة التي تُحيط بنا، قد يجد الكثيرون بعضاً من الصعوبة في تذكر التفاصيل الصغيرة لكثير من أمور الحياة، ربما بسبب الانشغال تحت وطأة ضغوط العمل، أو قد يكون النسيان بسبب كثرة تدفق المعلومات التي تُغمرنا يومياً بآلاف الحقائق والآراء من مصادر متعددة، وهو أمر مثير للضيق أو للقلق، وللتغلب عليه هناك تقنيات معينة يمكن التدرب عليها للتخلص من آفة النسيان واستدعاء المعلومات واستعادة قدرات ذاكرتنا وقدرتنا على التذكر.. تابعي السياق التالي؛ لتعرفي المزيد عن هذه التقنيات.
أسباب النسيان تختلف وفقاً لعصرنا الحديث

تقول تُقى عبد الله تاج – استشاري تنمية بشرية لـ"سيدتي": قديماً ارتبط النسيان وضعف الذاكرة بطول العمر أو التعرض للتلوث، بينما في عصرنا الحديث وبعيداً عن سياق العمر والتلوث تخبرنا العديد من الأبحاث والدراسات أن تأثير التكنولوجيا على الأعصاب قد يمتد إلى الذاكرة على المدى الطويل؛ حيث تُصاب بعض وظائف الدماغ بالخمول خاصة الذاكرة طويلة المدى، والتغلب على هذا الأمر هناك تقنيات معينة يمكن التدرب عليها لاستدعاء المعلومات المختبئة بين ثنايا المخ واكتساب مهارات تُعين في الحياة اليومية، وتمكنك من الحفظ السريع، وتدريب الدماغ على الأداء الذهني الجيد، وتحسين التركيز .
قد ترغبين في التعرف إلى: طرق تقوي ذاكرة الطلاب للحفظ
مميزات أن تكون لديك ذاكرة قوية
- تذكرك المعلومات بشكل أكثر دقة يزيد من ثقتك بنفسك، ويُحسّن من أدائك اليومي.
- يعمل على تحسين التركيز فتزيد كفاءتك الإنتاجية.
- يعزز الانضباط الذاتي عبر تعزيز القدرات العقلية.
- يزيد من مقدرتك على مساءلة نفسك نحو التطوير الذاتي.
- يساعدك في تحقيق الأهداف بطريقة أسرع.
- يساعدك في إدارة الوقت بشكل أفضل.
- يدعمك في إنجاز المهام بشكل أسرع.
- استراتيجيات لتعزيز قوة العقل.
والسياق التالي يعرفك إلى تطوير ذاكرة معقدة تقوم بوظائف الدماغ البشري
طرق فعالة لتحفيز الذاكرة وزيادة مقدرتك على التذكر
تقول تُقى: هناك عدد من الطرق الفعالة والمعروفة، والتي يمكنك استخدامها لتحفيز الذاكرة واستعادة المعلومات التي طواها النسيان ومنها:

التخلص من الضوضاء الخلفية
جميعنا نقوم بمهام متعددة، وهي مهارة ضرورية للبقاء في العصر الرقمي. لكن تعدد المهام في نفس الوقت يُقلل بشكل كبير من التركيز وتذكر المعلومات ذات الصلة. حيث تقوم الذاكرة بتخزين ما تُزود به من معلومات دون فلترة أهميتها، مما يجعل كثيراً من المعلومات المُخزنة تحتوي تفاصيل أقل أهمية، بينما المعلومات التامة قد يتم تجاهلها ولا يتم تخزينها.
كُنْ مبدعاً
ابتكر باستمرار قصائد وأغاني وأساليب مساعدة على الحفظ لتثبيت الحقائق المهمة في ذاكرتك. إنها أدوات فعّالة للغاية.
احصل على قسط جيد من النوم
يحتاج عقلك إلى وقت فراغ ليبقى متيقظاً. إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم، ستُرهق ذاكرتك وتبدأ في نسيان الأشياء، ولذلك حافظ على قسط كافٍ من الراحة لتحافظ على انتباهك.
انعشْ عقلك من خلال التأمل
حاول أن توفر وقتاً لممارسة التأمل، فهو يُخفف التوتر، ويزيد من قدرتك على حفظ المعلومات مع مرور الوقت. والتأمل لا يعمل على تهدئة النفس فحسب: بل يحسّن ذاكرتك، وبحسب الأبحاث فالتأمل قد يكون أفضل من النوم؛ لأنه يريح الأعصاب مع الحفاظ على الوعي التام، فلا يسبب الشعور بالخمول عند الاستيقاظ كالنوم.
ابتكر قصصاً في ذهنك
يمكن نسيان الأسماء والأرقام بسهولة؛ إذا لم يكن هناك سياق واضح أو كان السياق معطلاً. عند تلقّي معلومات جديدة، انتبه للمحيط وأي تفاصيل محتملة يمكنك ربطها بالمعلومة المحددة. تعرّف إلى ترتيب الأحداث، ثم استعدها في ذهنك لاسترجاع الإجابة.
دوّن المعلومات
تساعدك لوحة مفاتيح هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي على تدوين الملاحظات وحفظها. لكنها ليست بالضرورة أفضل وسيلة لحفظ المعلومات المهمة. القلم أقوى من اللوح في ترميز المعلومات. إن مجرد كتابة أي شيء يدوياً يساعد على تسجيل النص في ذهنك؛ حيث يمكنك استرجاعه لاحقاً.
ممارسة الرياضة وشرب الماء
ممارسة الرياضة يمكن أن يحافظ على نشاط ذاكرتك من خلال تحسين عدد من جوانب وظائف الدماغ، كما أن تنظيم التنفس الناتج عن ممارسة الرياضة يساعد على تدفق الأكسجين للدماغ، مما يحسن قدرتنا على التذكر وعدم النسيان. كما أن شرب الكثير من الماء يدفع بالأكسجين للمخ ويساعد في مقدرتنا على التذكر.
ثقْ بقدراتك
توقف عن الشعور بالقلق والتوتر لأقل الأسباب، فمن المعروف أن الشعور بالقلق والتوتر الناتج عن عدم الثقة بالنفس قد يكون عاملاً أساسياً في النسيان وعدم التذكر.
مارسْ الألعاب الذهنية
التحديات الذهنية تجعلك أكثر حدة وفعالية في التذكر. فمثلاً دراسة المفاهيم المعقدة، تجعل المهام البسيطة، مثل تذكر الأسماء في الحفلات، تبدو سهلة للغاية، كما أنك عندما تحل الألغاز أو تمارس الألعاب الذهنية كالشطرنج مثلاً فإنك تُحسّن كفاءة دماغك؛ لتتذكر الكثير من المعلومات، مما يحسن الدورة الدموية ويزيد من كفاءتها في الوصول إلى الدماغ.
وإذا تابعتِ الرابط التالي ستتعرفين إلى: أشياء مثيرة للدهشة تضعف الذكاء
مهارات من كل أنحاء العالم تساعد على تطوير مهارات الذاكرة
تستخدم هذه الأساليب بمختلف بلاد العالم لتحسين الذاكرة وتطوير القدرة على التذكر، مما يمكن الأفراد من تحقيق إنجازات ملحوظة في مختلف المجالات.

- في اليونان: التنزه ذهنياً لاستعادة المعلومة، وتعرف هذه التقنية أيضاً باسم طريقة الأماكن، وقد استخدمها الخطباء اليونانيون القدامى، وتتمثل هذه الطريقة في وضع المعلومات بشكل ذهني على مسار أو مبنى مألوف، مثل المنزل، ليتم استرجاع البيانات من خلال "التنزه" في ذلك المكان ذهنياً.
- في ألمانيا: تحويل الأرقام إلى أصوات ساكنة، حيث يعتمد هذا النظام على تحويل الأرقام إلى أصوات ساكنة، والتي بدورها يتم تحويلها إلى كلمات أو صور سهلة التذكر، وهذه الوسيلة تستخدم لحفظ تسلسلات كبيرة من الأرقام، بما في ذلك الأرقام غير النسبية.
- في المملكة المتحدة: استخدام الخطافات الذهنية؛ حيث يتم الربط بين الأرقام وصور متجانسة أو مرتبطة مسبقاً، يعمل نظام الربط كخطافات ذهنية يسهل تركيب المعلومات عليها.
- في الولايات المتحدة: تقسيم المعلومات، وتعتمد هذه الطريقة على تقسيم كميات كبيرة من المعلومات إلى أجزاء أصغر وأسهل للتعامل معها، مما يجعلها أكثر فعالية.
- في الهند: تكديس الذاكرة، وتحظى هذه التقنية بشعبية لكل من يريدون التذكر، حيث يتم ربط العناصر المتعددة في قصة مثيرة ونابضة بالحياة، مما يسهل تذكر القوائم.
- في الصين: نظام البطاقات السريعة؛ حيث يتم استخدام تقنيات قائمة على الموقع، وغالباً ما يتم الجمع بين نظامي دومينيك أو PAO (الشخص-الفعل-العنصر) لتسريع عملية الحفظ.
- في أستراليا: استحضار تجارب بصرية عبر مختلف الحواس، وفيها يتم استحضار المعلومات من خلال استخدام عدد من الحواس، ويتم الربط بينهما مثل الصور البصرية والصوت واللمس، لخلق ذكريات أكثر عمقاً. تساعد هذه التقنية على الاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل وتعزز من وضوح التذكر.
السياق التالي يعرفك إلى: كتب تنمية العقل والتفكير