عادات العرب في توديع الحاج واستقباله

عادات وتقاليد شعبيَّة جميلة مرتبطة بموسم الحج
يشتهر أهل الحجاز بالمعمول
يحتفي أهالي مصر بعمل الكعك
توزع هدايا الحج على الحضور، وهي عبارة عن صحن الحمص، والحلوى الملونة
4 صور

تزخر الدول العربيَّة والإسلاميَّة بكثير من العادات والتقاليد الشعبيَّة الجميلة المرتبطة بموسم الحج، والخاصة بتوديع واستقبال الحاج من قبل الأهل والأقارب والجيران؛ فمثلاً من العادات الشعبيَّة لأهالي منطقة الجنوب في المملكة العربيَّة السعوديَّة، تقوم النساء بترديد الأهازيج عند وداع أقاربهنَّ من الحجاج، وكذا استقبالهم بعد انتهاء موسم الحج، ومن تلك العادات:


- وضع الحناء على قدم الحاج وذقنه.
- يجلسونه على قاعدة خشبيَّة بعد طلائها باللون الأحمر والأسود.
- يرددون الأهازيج الجميلة لتوديعه، وتنطلق الزغاريد ويرتفع صوت الأهازيج:
يوم تجبيل القعادة كانت أيام السعادة.


* ومن أهازيج الأطفال للحاج، يطلبون منه إحضار الحلوى والمكسرات من مكَّة المكرَّمة بعد انتهاء الحج:
يا حاج حج مكة وجب لنا معك ضبراني.
يا حاج حج مكة وجب لنا معاك زعفراني.
- وعند عودة الحجاج، تقوم النساء بتحضير الأطعمة وتبخير المنازل والاستعداد لاستقبالهم.
- وتقوم النساء بتجهيز قاعدة جديدة للحاج، لا يجلس عليها أحد غيره، وتغطى بالشوك ولا ينزع عنها حتى يحضر الحاج بنفسه ليكون أول شخص يجلس عليها بعد فرشها بفراش من القطن، ووسادات مزركشة من الليف، ومساند ملونة.
- تمد موائد الطعام الشعبي من الحنيذ والمفش والخمير والمرسة البلدي وقهوة القشر المطوة بالزعفران، ويتواصل الفرح بقدوم الحاج أياماً عديدة، يبتهج فيها الجميع، ويسعد الكل، ويعم الفرح.


المنطقة الغربيَّة
- يتميز أهل المدينة، مكة، الطائف، باحتفال خاص من نوعه لكل من أراد الحج لأول مرَّة، ومازالت هذه العادة موجودة بين الأهالي ليومنا هذا، ويتضمن الحفل:
- زف الحاج بعد ارتدائه زي الإحرام، ومن ثمَّ يتم إلقاء الورود والحلوى عليه.
- يقام له حفل على وجبة الغداء، ويتضمنها طرب ينتهي بعد صلاة المغرب.
- ومن العادات الجميلة، تقدَّم هديَّة له وتسمى بلغة أهل الحجاز «توجيبة»، وهي تجهيز هديَّة خاصة للمسافر إلى الحج، وغالباً تكون عبارة عن مبلغ مالي، يعتبرها الأهل نوعاً من المساعدة للحاج.
- وعند عودة الحجاج يستقبلون بأهازيج وأكلات شعبيَّة في احتفاليَّة اسمها «سرارة»، يجتمع فيها الحجاج مع الأهل والمعارف وينثرون الحلوى.
- تؤدى الرقصات الشعبيَّة التي يشارك فيها الجميع، وتوزع هدايا الحج على الحضور، وهي عبارة عن صحن الحمص، والحلوى الملونة، والحلاوة الحمصية البيضاء، التي تسكب على الحاج.
- ومن عادات ربات البيوت في هذا الموسم، عمل «المعمول» ولهنَّ في عمله عناية؛ فهنَّ يصنعنه كبيراً، وينقشن وجهه بمناقش مخصوصة، ويصنعن منه قطعاً مختلفة الأحجام كلها منقوشة مزخرفة، ويحشى بالتمر، ويرش السكر الناعم على الوجه حسب الرغبة.


مصر
- يتسابق فنانو القرية بالرسم على حائط منزل الحاج؛ لعمل لوحات جداريَّة تعبِّر عن مظاهر الحج.
- داخل المنزل يعد الأهل الذبائح، ويتم الاتفاق مع أصحاب السرادقات على إقامة سرادق أو أكثر حسب حالة الحاج الاجتماعية، ويتفنن في عمل الكعك.
- وعند عودتهم يجدون المنازل في كامل زينتها، وتتصاعد الأناشيد، ومنها:
*حجينا ونلنا بشروا أحبابنا
ع الرمل تمشي ما أحلاك يا حجة.


سورية
- يتقاطر الناس فُرادى وجماعات في انتظار تهليل العائدين، ويبدأ التهليل والتكبير بمجرد ظهور طلائع القوافل العائدة، يصحب الحجيج وسط الاحتفاء الحار والأهازيج المتواصلة والرقص الإيقاعي طوال الوقت حتى الساحة الكبرى، ويكون في استقبالهم كبار الحي من المسئولين.
- تقام الولائم، ويجود كل حسب مقدرته؛ لتتحول العودة إلى مناسبة يشبع فيها كل جائع.
- تزين مداخل البيوت بأغصان وأوراق الأشجار وبالعبارات الدينيَّة.


فلسطين
- في ليلة سفر الحاج، يجتمع الرجال من أهل القرية لوداعه؛ فيطلب العفو من الجميع.
- أما النساء؛ فيجتمعن لوداع الحاجات، ثم يرددن مدائح وتواشيح دينيَّة معيَّنة تسمى «التحنين»، ومن اسمها يعرف أنَّها تعبِّر عن شوق الجميع لأداءِ هذه الفريضة، ومنها:
يا زايرين النبي خذوني في محاملكم لا أنا حديد ولا روباص أثقِّلْكُم.
- وفي استقبال الحاج، يقام حفل بسيط، ويتم ضيافة المهنئين بالتمر وماء زمزم والقهوة العربيَّة، ويمنح كل مهنئ سبحة هديَّة من أرض الحرمين، فيما تهزج قريبات العائدين بأهزوجة يقول مطلعها: «آوا ما في فرحة غير الحجة.. آوا وتفتل بين العمدان».