مرض السرطان2017 : اختبار بسيط للتنفّس يكشف الإصابة

اكتشاف السرطان من النفس!
اختبار للتنفس يكشف بعض أنواع السرطان
3 صور

بعض أنواع السرطان يتعذّر تشخيصه نظراً لكثرة الفحوص التي تحتاجها عملية الكشف، فيصبح علاجها صعباً للغاية. لكن، ماذا لو تمكّن الطب من اكتشاف مرض السرطان بواسطة التنفس فقط؟ قد يبدو الأمر مزاحاً، لكن أبداً، إذ يعمل باحثون حالياً على تطوير اختبار، يسمح لهم باكتشاف مرض سرطان المريء والمعدة عن طريق التنفس فقط.

فقد قام باحثون بريطانيون بتطوير طريقة لتحليل المركّبات الكيميائية لهواء الشهيق، في عملية التنفّس وقدّموا النتائج الأولية لاختبارهم هذا، في المؤتمر الأوروبي حول السرطان 2017.
وتكمن القيمة العالية لمثل هذا الاختبار واسعِ النطاق، في تسريع وتسهيل عملية التشخيص وإدارته، إذ إنَّ هذه الأنواع من مرض السرطان، تُكتشف في الغالب في مرحلة متقدّمة للغاية من المرض، لأنها تعطي أعراضاً قليلة منخفضة وغامضة جداً عند الكشف. ويعني التشخيص المتأخّر، صعوبة تقديم الرعاية الصحية والطبية اللازمة، حيث لا تتجاوز نسبة البقاء 15 في المئة لفترة خمس سنوات فقط.
وفي الوقت الحالي، فإنَّ استخدام التنظير(المنظار الطبي)، فقط يمكنه الكشف عن أنواع هذه السرطانات، وينطوي ذلك على إدخال الكاميرا في فم المريض، لاستكشاف المسار الهضمي واكتشاف آثار لوجود مرض السرطان. وتُعتبر هذه الطريقة عدائية ومكلفة، وتنطوي على مخاطر حدوث مضاعفات. وقد اختبر الباحثون موثوقية طريقتهم هذه، على 335 متطوعاً. وقد سمح التنظير المستخدَم على جميع المرضى، بتقسيمهم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تتكون من 163 شخصاً يعانون مرض سرطان المريء أو سرطان الرئة، وتتكون المجموعة الثانية من 172 شخصاً من الأصحّاء.

كيمياء السرطان مختلفة
في وقت لاحق، قام الباحثون بتحليل التركيبة الكيميائية لتنفسهم، من أجل تحديد أيّ المواد يمكن أن تشير إلى علامات وجود خلايا سرطانية. وفي واقع الأمر، "كانت الخلايا السرطانية مختلفة حقاً، حيث تقوم هذه الخلايا بإنتاج موادّ كيميائية، مختلفة عن تلك الموجودة في الخلايا الصحية"، بحسب ما يوضح د. شيراز ماركر، الذي شارك في إجراء الدراسة.
وقد تبين أنَّ الاختبار كان فعّالاً للغاية، فقد كشف الأشخاص المصابون بمرض السرطان في حوالى 80 في المائة من الحالات، وكُشف عن الأشخاص غير المصابين بمرض السرطان، في حوالى 81 في المائة من الاختبارات.
ويبدو أنّ هذه النتائج الأولية واعدة، ولكن يجب التحقّق من صلاحيتها، عبر تجارب سريرية أوسع نطاقاً، وتتضمن أعداداً أكثر من الأشخاص الذين سوف تجرى عليهم هذه الاختبارات، خلال السنوات الثلاث المقبلة.