بعد موسم الشتاء الخامل، قد يكون فصل الربيع وقتاً رائعاً لإعادة التواصل مع الطبيعة والاستمتاع بالحركة، يليه فصل الصيف حيث تكثر النشاطات والرحلات، ولكن من الضروري احترام حدود جسمك؛ لأن النشاط اليومي الخفيف قد تكون له أيضاً فوائد ملموسة لصحة القلب. إن الاستمرارية أهم من الشدة.
كما أن أنماط الحياة المزدحمة، والأيام الطويلة، التي يقضيها العديد من الأشخاص جالسين في مكاتبهم للعمل؛ تزيد من صعوبة التحديات الموسمية التي قد تؤدي إلى قلة النشاط. بالإضافة إلى أن قلة الحركة قد تؤدي إلى إضعاف الجسم؛ ما يتطلب بعض الوقت لاستعادة الشكل الأفضل له. هذا في حين يزيد التوتر من المجهود المطلوب من القلب.
إليكِ نصائح طبيبة لحماية صحة القلب في موسم العطلات:
صحة القلب: معلومات مهمة

ينبض القلب حوالي 2.5 مليار مرة خلال متوسط عمر الإنسان، دافعاً ملايين الليترات من الدم إلى كل جزء من الجسم. يحمل هذا التدفق المستمر معه الأكسجين والوقود والهرمونات ومركَّبات أخرى، بالإضافة إلى عدد كبير من الخلايا الأساسية، وفقاً لـHarvard Health. كما أنه يتخلص من نفايات الأيض.
ونظراً لحجم العمل المتواصل للقلب؛ فمن المدهش أنه يعمل بهذه الكفاءة العالية، ولفترة طويلة. ولكنه قد يتعطل أيضاً، نتيجة سوء التغذية وقلة التمارين الرياضية، والتدخين، والعدوى، والجينات غير السليمة، وغيرها.
ولعل أبرز المشاكل الرئيسية هي تصلب الشرايين، الذي هو عبارة عن تراكم رواسب غنية بالكوليسترول داخل الشرايين. هذه الرواسب، المعروفة باسم اللويحات، يمكن أن تحد من تدفق الدم عبر الشرايين التي تغذي القلب والشرايين التاجية والشرايين الأخرى في جميع أنحاء الجسم. عندما تتفكك اللويحات، يمكن أن تسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
على الرغم من أن العديد من الأشخاص يُصابون بنوع من أمراض القلب والأوعية الدموية مع تقدمهم في السن؛ فإنها ليست حتمية. فاتباع نمط حياة صحي، وخاصةً عند البدء به في سن مبكرة، يُسهم بشكل كبير في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. يمكن لتغييرات نمط الحياة والأدوية أن تُنهي العوامل المؤذية للقلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول، في مهدها قبل أن تُسبب الضرر. كما يمكن لمجموعة متنوعة من الأدوية والعمليات الجراحية والأجهزة أن تُساعد في دعم القلب في حال حدوث ضرر.
نصائح لحماية صحة القلب في موسم الصيف

تقدم الدكتورة جوشيا وامل، طبيبة القلب في "مايو كلينك" هيلثكير في لندن، خمس نصائح لحماية قلبك عند البدء بالانطلاق بعد فترة من الخمول، في الآتي:
ابدئي بالأنشطة البدنية بشكل تدريجي
بعد موسم طويل من قلة النشاط، من المهم عدم القفز مباشرةً إلى المهام الشاقة. ابدئي بأنشطة خفيفة مثل المشي أو ممارسة تمارين الإطالة البسيطة، ثم زيدي شدة الأنشطة على نحو تدريجي. فإن ذلك يساعد في تقليل خطر التعرض للإصابة أو الإجهاد القلبي المفاجئ.
خصصي وقتاً لإحماء الجسم
قبل البدء في ممارسة النشاط البدني، يجب تخصيص وقت للإحماء ووقت للتهدئة بعد الانتهاء من النشاط.
سواء أكنت تقومين بأعمال البستنة أو تمارسين المشي لمسافات طويلة سيراً على الأقدام، فإن قضاء 5 إلى 10 دقائق في الإحماء يجهِّز عضلات جسمك وقلبك للنشاط المنتظر.
كما تساعد التهدئة الجسم على العودة إلى حالته الطبيعية والوقاية من الدوخة أو انخفاض ضغط الدم.
استمعي جيداً إلى إشارات جسمك
إذا كنت تشعرين بعدم الراحة في منطقة الصدر أو ضيق نفس غير معتاد أو دوخة أو خفقان؛ فتوقفي فوراً واطلبي الرعاية الطبية، فقد تشير هذه الأعراض إلى وجود مشكلة في القلب، خاصةً لدى الأشخاص الذين لم يكونوا نشطين لفترة طويلة.
حافظي على رطوبة جسمك
الجفاف وارتفاع حرارة الجسم يمكن أن يضعا ضغطاً زائداً على القلب، خاصةً لدى البالغين الأكبر سناً.
ارتدي طبقات من الملابس يمكن خلعها في أثناء الإحماء، واشربي الماء بانتظام، حتى لو لم تكوني تشعرين بالعطش.
استشيري طبيبك إذا كنت تعانين من مرض مزمن
إذا كنت تعاني من مرض في القلب أو عوامل خطر معروفة؛ فاستشيري طبيبك قبل البدء في نشاط جديد يتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً.
يجب على الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو لديهم سيرة مَرضية من أمراض القلب، استشارة طبيبهم قبل البدء في مهام خارجية تتطلب نشاطاً مجهداً.
* ملاحظة من "سيِّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.