عادات أهالي الشرقيَّة في رمضان.. تراث بطابع خاص

تحقيقات الساعة "مواد رمضان"
تبادل التهاني بقدوم الشهر الفضيل
محمد الوهابي
صالح الشهاب
لقاءات عائلية لتبادل التهاني بقدوم الشهر الفضيل
فطور جماعي لاحد الاسر بالمنطقة الشرقية
محمد ال سكران
7 صور

تشتهر مدن ومحافظات المنطقة الشرقيَّة في السعوديَّة بعادات وتقاليد في شهر رمضان المبارك، ربَّما قد تختلف عن بقيَّة مناطق السعوديَّة الأخرى، حيث أنَّ بعضها يعتبرها الأهالي موروثاً اكتسب من جيل بعد جيل، فيما يرى البعض أنَّها جاءت من بعض دول الخليج العربي لقرب المنطقة منها، ولازال الأهالي متمسكين بها رغم تغيُّر نمط الحياة في وقتنا الحالي، وتتميَّز هذه العادات بأنَّها ذات طابع خاص يشعر من خلاله الأهالي بأنَّها تغمرهم بالإحساس والرَّحمة والسَّعادة، ومن أبرز هذه العادات: التَّواصل الاجتماعي والتَّزاور بين الأسر والأقارب والأصدقاء، انعقاد موائد الإفطار الجماعيَّة داخل البيوت والمساجد لإفطار المصلِّين والمخيَّمات، "القرقيعان" الذي يصادف ليلة النِّصف من الشَّهر الفضيل، المسحراتي، وغيرها من العادات، التي سوف نتناولها في هذا التَّقرير.
المواطن الشَّاب محمد الوهابي "33 عاماً" يقول: الأهالي في المنطقة الشرقيَّة لازالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم القديمة، والتي كانوا يمارسونها في شهر رمضان، لذلك هم يجدون الشَّهر الفضيل فرصة لممارستها رغم تطوُّر جوانب كثيرة في أساليب حياتهم، ولعلَّ أهم هذه العادات الاستعداد منذ وقت مبكِّر لهذا الشَّهر من خلال تأمين احتياجاتهم الضروريَّة، التي يحتاجونها طيلة الشَّهر الفضيل، كذلك الفطور الجماعي في البيوت بين الأهل والأقارب، أي يكون الفطور كل يوم لدى عائلة معينة أو شخص معيَّن على مدى ليلة الشَّهر الكريم.
وأضاف الوهابي: إنَّ موائد الإفطار في المساجد لازال الأشخاص متمسكين بها في كلِّ مدن ومحافظات المنطقة الشرقيَّة، حيث تقوم العديد من الأسر المجاورة للمساجد، ورجال الخير، وبعض الشَّباب المتطوعين، بتزويد وتأمين وجبات الإفطار للمصلِّين طيلة شهر رمضان، ويتم جلبها من منازلهم جاهزة ومغلَّفة في أطباق أو في علب، وتقديمها للمصلِّين بعد أدائهم لصلاة المغرب، ويكون ذلك بالقرب من المساجد.
ويرى محمد السكران "65 عاماً" أنَّ المسحراتي "بوطبيلة"، الذي يعرف في الكثير من البلدان الخليجيَّة والعربيَّة، تبدأ مهامه من أوَّل أيَّام رمضان بجمع النَّاس حوله، والطَّواف في الأزقَّة والحارات ليعلن بداية الشَّهر، وكذلك لإعلان دخول وقت السُّحور قبل أذان الفجر بساعة، ولازال موجوداً في الشرقيَّة، خصوصاً في بلدات وقرى محافظتي القطيف والأحساء، حيث تجده حاملاً معه طبله، ويتجوَّل لإيقاظ النَّائمين كي يتناولوا وجبة السُّحور.
وأضاف السكران: إنَّ من ضمن العادات القديمة، التي لازالت موجودة رغم تطوُّر الحياة في محافظة الأحساء، ولكن بشكل قليل، قيام الأمَّهات والنِّساء الكبيرات في السِّن بتبريد مياه العيون الجوفيَّة من خلال تخزينها في أكواب مصنوعة من فخار بعد صلاة الظُّهر، وهذه الأكواب يتم جلبها من جبل القارة، ثم وضع هذه الأكواب على أسطح المنازل كي يبرد الماء قبل أذان المغرب، كذلك من ضمن العادات التَّزاور بين ساكني الحي لتبادل التَّهاني والتَّبريكات بحلول الشَّهر المبارك، إضافة إلى الألعاب الشعبيَّة التي يمارسها الأطفال في فترة ما بعد صلاة العصر حتى قبل أذان المغرب.
أمَّا صالح الشهاب "47 عاماً" فقال: إنَّ من ضمن العادات في ليالي رمضان الإكثار من قراءة القرآن الكريم في المساجد والبيوت، كذلك عادة "القرقيعان"، التي تصادف ليلة 15 رمضان، حيث تبدأ هذه العادة من بعد صلاة العصر، إذ يطوف الأطفال على البيوت داخل الحي لأخذ الحلويَّات والسَّكاكر والمكسَّرات من الأمَّهات حتى قرب دخول المغرب، ومن بعد الإفطار حتى وقت السُّحور.
وتطرَّق الشهاب إلى أنَّ المائدة الشرقيَّة في شهر رمضان المبارك تشتهر بالكثير من الأصناف والأطعمة، ومن أبرزها: الهريس، والأرز الحساوي، والجريش، واللقيمات، والنشاء والكاسترد، والمرقوق، كذلك التَّمر، والحلوى، والبسكويت، والمكسَّرات، مشيراً إلى أنَّ تبادل وجبات الإفطار بين الجيران عادة لازالت سائدة في بلدان ومحافظات المنطقة الشرقيَّة.