حالات اختطاف الأطفال تثير قلق الأهالي

الدكتور جمال الطويرقي
حنان خندقجي
الدكتورة بلقيس داغستاني
الدكتور يوسف العنزي
5 صور

حوادث الاختفاء والاختطاف التي تعرَّض لها عدد من الأطفال مؤخراً في مناطق مختلفة من السعودية، وتفاعل معها المجتمع عبر قنوات التواصل الاجتماعي، صاحبها تداول واسع للشائعات والمبالغات التي كانت كفيلة برفع مؤشر القلق والخوف لدى كثير من الأسر السعودية على أبنائها، وبالتالي السعي إلى تثقيفهم بتقديم قائمة من النصائح والإرشادات وفنون التعامل مع الغرباء في الأماكن العامة لهم.


رعب حقيقي
يشير عبدالرحمن أحمد إلى أن حوادث الاختطاف أصابت الآباء برعب حقيقي على أبنائهم "لدرجة أنني رأيت إحدى الأمهات تصطحب طفليها وقد ربطت كلاً منهما بسلسلة من يده"، ورغم أن المشهد قد يثير الضحك، إلا أنه يكشف وبشكل واضح مدى الخوف الذي تشعر به تلك الأم على طفليها، في وقت قد نجد فيه أماً أخرى منشغلة بالتسوق، أو الحديث مع صديقاتها، تاركة أطفالها في حالة فوضى وإهمال، ما يجعلهم عرضة للاختطاف.


حوادث عابرة
وفي رأي مخالف، يرى الفنان جميل علي، أن الخوف غريزة طبيعية في الآباء والأمهات تجاه أبنائهم، وتزداد وتنقص تبعاً للمواقف المختلفة، وشخصية كلٍّ منهم، ورغم كل القصص التي أثيرت مؤخراً، تظل قضية اختطاف الأطفال في السعودية حالات فردية، وحوادث عابرة لم تصل إلى مرحلة الظاهرة، ومازلنا ننعم والحمد لله بالأمن والأمان في بلاد الحرمين الشريفين.


ثقافة التعامل مع الغرباء
وتنتقد الإعلامية حنان خندقجي منح بعض الآباء أبناءهم الثقة الكاملة في التعامل مع الغرباء، وبحرية مطلقة دون أن تكون هناك خطوط حمراء، ووسائل حماية في حال تعرض الطفل إلى أي خطر، وهو ما يجعله طعماً سهلاً للمختطفين حتى بمجرد الحديث واللعب معه لدقائق معدودة، وبالتالي زيادة عدد حوادث الاختطاف، لذا لابد من القيام بالتالي:


- تعليم الأطفال أصول ومهارات التعامل مع الغرباء.
- كتابة أرقام التواصل مع ذويه، أو معلومات عامة عن الطفل على إسورة، ووضعها في معصمه، أو إلصاقها بملابسه في حال كان الطفل في سن صغيرة.
- إدراك الأهل كيفية التصرف السليم، وإبلاغ الجهات المختصة في حال تعرض الطفل إلى أي خطر، بدلاً من حالة الشلل التي تصيبهم، وتجعلهم عاجزين عن إنقاذه.


مبالغات إعلامية
ويوجِّه الدكتور يوسف العنزي، عميد كلية المجتمع في جامعة طيبة، أصابع الاتهام إلى وسائل التواصل الاجتماعي في تصعيد أخبار الاختطاف، والترويج لها بشكل مبالغ فيه، ما يثير حالةً من الذعر في المجتمع، وإن لم تصل بأي حال من الأحوال لأن تشكِّل ظاهرة في المجتمع السعودي، لكنها قد تحفز الأسر على تعليم أبنائها ثقافة التعامل مع الغرباء، واتباع بعض التوجهات في حال اصطحابهم إلى الأماكن العامة.
من جانبه، أكد الدكتور جمال الطويرقي، استشاري الطب النفسي، على ضرورة توجيه الأطفال، ومَن هم في مراحل عمرية صغيرة، بطرق التعامل مع الغرباء، ومنها عدم التحدث، أو مرافقة أي شخص إلى أي مكان إلا بعد الاستئذان من والديه.


- عدم السماح للغرباء بلمس جسد الطفل وأعضائه الحساسة، "ضمن ثقافة الجنس والتحرش"، وتعويد الطفل على إبلاغ والديه بكل أمر مريب قد يتعرض له.
- عدم المبالغة في تخويف الطفل من الغرباء حتى لا تكون ردود فعله عكسية، وتؤثر على شخصيته في المستقبل، واتباع قاعدة الوسطية دون إفراط أو تفريط.
- باتت الأجهزة الذكية المتهم الأكبر في استدراج الأطفال، واختطافهم، وإهمال الوالدين أبناءهما، وتركهم دون رقابة.
- في المقابل، يمكن الاستعانة بالتقنيات الحديثة، مثل الأجهزة الإلكترونية، التي تُربط حول معصم الطفل، بحيث إذا ابتعد إلى حدود معينة، أو حاول أحدهم القيام بكسره، تصدر أصوات إنذارٍ بتعرض الطفل إلى الخطر، مثل التي يتم الاستعانة بها في المستشفيات في الوقت الحالي لحماية المواليد من الاختطاف.


فوبيا الأمهات
وترى الدكتورة بلقيس داغستاني عضو هيئة التدريس بقسم السياسات التربوية ورياض الأطفال في جامعة الملك سعود، أن خطورة إهمال الأطفال تزداد في الأسواق والمراكز التجارية والأماكن المزدحمة، خاصة في مواسم التخفيضات، إذ ترتفع نسبة ضياع الأطفال، أو اختطافهم من قِبل أشخاص، يستغلون الازدحام وانشغال الأهل، لذا لابد من:


- تعليم الطفل طرق الدفاع عن نفسه، وأبسط هذه الطرق الصراخ بصوت عالٍ للفت الانتباه له.
- التوسع في نشر كاميرات المراقبة التي تساعد بشكل كبير في تفادي حالات الاختطاف، وحل غموضها في حال حدثت.
- بعض الأمهات شديدات الحساسية، وقد تمثِّل قصص الخطف بالنسبة إليهن "فوبيا"، فإذا خرج قلق الأم على أطفالها من حدوده الطبيعية فعليها البحث عن علاج نفسي يعيد إليها التوازن.