العديد من العاملين يرون أن الجدية في العمل أمر واجب، فهي بمثابة جدار حماية لهم من المشاكل الخارجية، التي من الممكن أن تقابلهم، كما أنهم بذلك يضعون حداً للتجاوزات، التي قد تحدث من زملائهم، فيضعون أنفسهم في دائرة حماية مغلقة ممنوع الاقتراب منها، وقد يكون الأمر جيداً نسبياً، ولكن مع مرور الوقت تتشكل لدى الآخرين نظرة دونية لهم؛ لذلك يحتاج أي شخص إلى الوصفة السليمة، وهي: موازنة المعادلة بين الجدية والمرح في نفس الوقت.


وتقول الأخصائية الاجتماعية نوال الزهراني: إن الجدية تتناسب طردياً مع الحرص الذي نتبعه عادة في سلوكياتنا العملية، ولكن يجب أن تكون هناك بعض الاستثناءات، وإدخال بعض المرح والسلاسة إلى فريق العمل، من خلال التالي:

التناغم مع فريق العمل:

لنجاح أي عمل، يجب أن يكون هناك تناغم واندماج بين أفراده مع الالتزام بحدود العمل وعدم التجاوز، حيث إنه من عوامل النجاح أثناء العمل ضمن الفريق، ومن مواصفات فريق العمل الفعال، ولخلق التناغم يجب التنوع بين الجدية والمرح للتقرب أكثر من أفراد الفريق.

المرح لا يعني التقليل من ذاتك:

نعم، هناك فرق كبير بين المرح الجاد والمرح الذي يتسبب لصاحبه بسخرية الآخرين منه، والتقليل من شأنه، فإذا أردت المزاح مع زملاء العمل، يجب أن يكون ذلك بقدر محدود وغير مفرط مع وضع حدود في حال تجاوز أحدهم؛ لتظهري مدى سيطرتك على الفريق.

الإهانة ليست جزءاً من المرح:

الكثيرون يخلطون بين المزاح الإيجابي والمزاح السلبي، فكونك تقوم بالسخرية من أحدهم بطريقة مضحكة لا يعتبر مزاحاً، بل هو إهانة له، وبالتالي قد يتسبب ذلك في زعزعة صورتك أمامه مستقبلاً، وقد يقوم أيضاً بالتفكير برد الصاع إليك، وبذلك يتحول الأمر إلى صراع بينكما، كما أنه يجب عليك عدم قبول إهانة الآخرين لك على سبيل المزاح، والإعراب الفوري عن غضبك من الأمر.

ومن الجدير بالذكر أن الموظف أو المدير الناجح يجب أن يتوفر فيه التوازن بين الجد والمزاح، والفصل بين الشخصيتين، والقدرة على معرفة الوقت المناسب لإظهار جوانب تلك الشخصيات.