"حواديت الأطفال" لا يجب أن يكون أبطالها حيوانات!

الدروس الأخلاقية في القصص المخصَّصة للأطفال تحقق أهدافها معهم
كثيراً من الدروس التي تحكيها حيوانات تشبه البشر تفقد الهدف الأساسي منها
يجب التفكير مرتين قبل قراءة قصةٍ بطلها دبٌّ
ينشأ الطفل على القصص التي يكون أبطالها شخصيات حيوانية كرتونية
"حدوتة ما قبل النوم" يجب أن يكون أبطالها بشراً!
6 صور
من الشائع جداً في قصص الأطفال، و"حواديت ما قبل النوم"، التي ترويها الأمهات لأطفالهن، أن يكون أبطالها من الحيوانات، ليس فقط في عالم القصص، بل وفي عالم الكرتون أيضاً، لينشأ الطفل على القصص التي يكون أبطالها شخصيات حيوانية كرتونية، مثل ميكي ماوس، وبطوط، من "أبطال ديزني"، والنحلتان زينة ونحول، لكن هل لهذا الأمر تأثير سلبي على الطفل؟

هذا ما تناولته دراسةٌ كندية حديثة، كشفت أن الدروس الأخلاقية في القصص المخصَّصة للأطفال تحقق أهدافها معهم عندما تكون الشخصية بشرية، لأن الإنسان إنسان، وليس حيواناً يشبه الإنسان بأي حالٍ من الأحوال، وقال مختصون: "يجب التفكير مرتين قبل قراءة قصةٍ بطلها دبٌّ إذا كنا نبحث عن التعليم كفائدةٍ إضافية إلى جانب تسلية الطفل".

وشملت الدراسة 96 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 4-6 سنوات، استمعوا إلى قصص عن حيوانات تشبه البشر، تتحدث، وترتدي الملابس، وقصص بشر عاديين، وتحدثت جميع القصص عن مفهوم المشاركة والتعاون، أما علماء النفس فأكدوا أن نتائج الدراسة تعتبر مهمة، لأن كثيراً من الدروس التي تحكيها حيوانات تشبه البشر تفقد الهدف الأساسي منها، ألا وهو تعلُّم درس اجتماعي فاعل. وفقاً لـ "الوكالات".

ومن أبرز نتائج هذه الدراسة، التي قادها باحثون في جامعة تورنتو، ونُشرت في جريدة "ديفيلويمنتال ساينس"، أن الأطفال في هذا العمر لا يتعلمون دروساً اجتماعية من قصص الحيوانات بنفس فاعلية قصص الشخصيات الآدمية، لأن كثيراً من الأطفال لا يعتبرون شخصيات الحيوانات مشابهة لهم، "إذ كلما أضفى الطفل خواص بشرية على الحيوانات، تعلَّم بفاعلية دروساً، مثل حب المشاركة، وقول الحقيقة".
وأشار باحثون في وقت لاحق إلى أن قصص الأطفال ما قبل النوم تساعد في تنمية المهارات الذهنية للطفل، وتنشيط الحياة، خاصةً عند استخدام الراوي مؤثرات صوتية مثل تغيير نبرته بما يناسب الشخصية والحدث، كما أنها تساهم في زيادة القدرات الإبداعية للطفل عن طريق نهايات مفتوحة للقصة، وتشجيعه على تصوُّر نهاية محتملة لها، وقد أثبتت دراسات أن الأطفال الذين يحظون بقصة ما قبل النوم تزيد محصلتهم اللغوية، ما ينعكس إيجاباً على مستواهم الدراسي.