الملكة رانيا تشارك بافتتاح أعمال منتدى "مسك" في السعودية

الملكة خلال كلمتها بالافتتاح
الملكة رانيا خلال الافتتاح
الملكة رانيا العبد الله خلال كلمتها بافتتاح منتدى مسك في الرياض
الملكة من أحد ضيوف الافتتاح
4 صور

شاركت الملكة الأردنية رانيا العبد الله في افتتاح أعمال منتدى "مسك"، الذي تقام فعالياته في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، والذي حضره عدد من كبار المسؤولين في المملكة، إلى جانب مجموعة من قيادات الأعمال والتقنية والإبتكار والعلوم على المستوى الدولي، حيث يناقش المنتدى هذا العام مجموعة من التحديات التي تواجه العالم، ويتضمن جدول أعماله موضوعات متنوعة ضمن محاور رئيسية في حياة الشباب هي العيش والعمل والتعلّم والمساهمة. كما يشتمل على ورش عمل لاكتساب مهارات جديدة.

واستهلت الملكة رانيا العبد الله خلال كلمة ألقتها في الإفتتاح، بالشكر الجزيل لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز على جمع هذه الكفاءات العالية والرياديين من شتى المجالات بما يتوافق مع رؤيته الجريئة التي تحمل تقديراً ودعماً للابتكار والعلوم، وفرصاً يطمح لها الشباب السعودي.

كما استعرضت الملكة مشاهداتها من زيارتها قبل أسابيع الى مخيم اللاجئين الـ"روهينجا" المسلمين الفارين بحياتهم وأعراضهم في بنغلاديش، وقالت خلال كلمتها: "استباحت الحرب حياتهم كما استباحت حياة الملايين في منطقتنا العربية ... عالم تُمتهن فيه الكرامة؛ وتهان فيه الحياة وكأنها لا شيء"، كما وأضافت: "واقع هؤلاء وغيرهم ممن يحاربون المرض والفقر والجهل والإقصاء في عالمنا العربي لم تغيره التقدمات العلمية ولا التقنية ولم ترفع الابتكارات مأساتهم".

ومن جانب آخر أشارت الملكة رانيا العبد الله إلى المفارقات الغريبة الذي يتعيشه واقع العالم اليوم قائلةً: "أوليست مفارقة بأن يتضور الناس جوعاً في عصر الوفرة؟ أن نجد ملايين الأطفال خارج المدارس في عصر التعليم المجاني؟ أن نفقد الاتصال بقضايانا الإنسانية الأهم في عصر التواصل، وأن نقصي الاختلاف ونحاربه بدلاً من نسج مجتمعات متعايشة وآمنة؟"

كما وطرحت العديد من التساؤلات حول مصتقبل العالم في ظل الثورات الصناعية والتكنولوجية قائلة: "هل نحن جاهزون لتوظيف مكاسب الثورات العلمية والصناعية التي يشهدها العالم؟ وكيف سنتكيف مع الثورة الصناعية الرابعة التي تضرب بكثير من الصناعات التقليدية، ولدينا اليوم من أعلى نسب البطالة في العالم؟"، وأضافت "كيف سنواكب التغييرات في أنماط التعليم ونرتقي به في مدارسنا إن كان ثلاثة عشر مليون طفل عربي محرومين من المدارس أصلاً، وأغلبية الباقي يتلقون تعليماً عفا عليه الزمن"، وتابعت الملكة رانيا: "أعتقد أن علينا أن نعيد النظر في دوافعنا لاقتناء التكنولوجيا. فليست الأولوية سباق القـلة إلى القمة بامتلاك آخر صيحاتها؛ بل تكنولوجيا تمد يديها لترفع مجتمعاتنا بأكملها".

وأكدت الملكة خلال كلمتها أن العالم اليوم بحاجة إلى "تكنولوجيا لها قلب" على حد وصفها، وأن يكون قلب هذه التكنولوجيا علينا نحن البشر، مؤكدة أن التقدم التقني في العالم لا يُقاس بسعته وسرعته بـ"البت والبايت"، بل بقدرته على ردم الفجوات التي تقف بيننا وبين تحقيق ذاتنا كشعوب. فجوة الأمان؛ وفجوة التعليم؛ وفجوة الأمل"، وبينت أن ثلث الشعب العربي متأثر بشكل مباشر بالنزاعات، وملايين العرب لفظتهم أحضان أوطانهم فهربوا بحياتهم وأحلامهم."

ومن جانب آخر، نوهت الملكة رانيا العبد الله إلى أن الشعور بالخوف لا يقتصر على بلدان النزاعات، لأن الأمان ليس السلم من الحرب فحسب؛ بل هو السلم من الخوف، وهو الثقة في المستقبل، وقالت "كم من عربي ينام ويصحو متمنياً أن تسنح له فرصة خارج وطنه؟ كم عربي يعيش في وطنه ويحلم بوطن آخر، وطن يحتضن أحلام أولاده ويستثمر في عقولهم.، كما ووأضافت "كم من طفل يحلم بمدارس نوعية، كم من شاب أو شابة يحلم بتحقيق ذاته، أن يتعلم ويعمل، وربما أن يُسمع رأيه وتكون له إضافة كالنخبة التي أمامي الآن؟"

وتسائلت الملكة رانيا خلال الإفتتاح، أنه كيف سنتبادل الخبرات ونحن غير قادرين على حوار بعضنا وتقبل اختلافنا، وبتنا فئات ومذاهب وأدياناً وأطيافاً وهناك دائماً "آخر" نحاربه أو نتعالى عليه أو نهاجم اختلافه عنا. مشيرة إن كان الاختلاف أول ما نراه، سيبقى الأمان آخر ما ننعم به، وطالبت جلالتها أن يتم تبني من التقنية ما يزيد من قيمتنا الإنسانية ويبقي الأمل حياً في نفوس شبابنا. لأن شبابنا العربي مفخرة، فكثيرة هي الأمثلة التي التقيها لشباب لمعوا بابتكاراتهم وبرزوا في مجالات علمية وأدبية وقد أتوا من أقسى الظروف، كما ودعت الملكة إلى فتح الآفاق للشباب العربي وتوفير الفرص لهم حتى يحققوا ذاتهم وطموحاتنا لهم أيضاً، وذلك لنشعرهم بأن المستقبل ملكهم، ونؤمن لأنفسنا ولأبنائنا أرضاً خصبة نغرس فيها أحلامنا فتثمر.

ويذكر أن مؤسسة مسك الخيرية التي أسسها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تنظم منتدى مسك العالمي للسنة الثانية، ويقام تحت شعار "مواجهة تحدي التغيير". ومن بين المتحدثين في المنتدى رئيس مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية بيل غيتس، والمؤسس المشارك لخدمة سكايب يوناس كييلبيرغ، والمؤسس المشارك لموقع لينكدإن آلن بلو، بالإضافة إلى ممثلين من شركات تقنية كبرى كغوغل وأمازون وآي بي إم.