ضمن إصداراتها المتخصصة أصدرت دارة الملك عبد العزيز كتاباً وثائقياً يحمل عنوان (صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود خطب وكلمات)، وقد جمعت الدارة 207 خطبات وكلمات مختارة للأمير سلمان في أكثر من 650 صفحة بداية من عام 1400ه - 1980م وحتى العام 1433ه -2012م، مرتبة تاريخياً داخل هذا الإصدار، وهذه الخطب والكلمات ألقاها في مناسبات عدة داخل المملكة وخارجها وفي مختلف الأحداث التنموية التي عاشتها السعودية على مر تلك العقود، وكان لهذه الخطب والكلمات مناسبات عدة وموضوعات مهمة أغلبها كانت في مناسبات تدشين لعدد من المشروعات الحضارية والأنشطة العلمية والتعليمية للمؤسسات والهيئات والدوائر الحكومية والجمعيات الدينية والمؤسسات الثقافية، منها: افتتاح المؤسسات الخيرية والاجتماعية الحكومية والخاصة، وبعضها أسهم فيها، وبعضها قرن اسمها باسمه، وكان من خلال كلماته يحث على عمل الخير والبر والحرص في تربية الأسرة، كما كانت له كلمات في افتتاح المؤسسات الدينية وحضور حفلاتها السنوية مثل: جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يدعو فيها إلى التمسك بالعقيدة الإسلامية، ويبين وسطية الإسلام وعدم الغلو والتطرف، وكذلك افتتاح المؤسسات العلمية والثقافية مثل: الجمعيات والكليات والمعاهد، ويبين فيها اهتمام الدولة بالتعليم والبحث العلمي، وكذلك كانت خطبه وكلماته في كثير من المناسبات ذات العلاقة بالاقتصاد والتجارة، وفيها يؤكد شراكة القطاع الخاص مع الدولة في البناء والنهضة، ويدعو إلى التعاون بالنهوض وتطوير مؤسسات القطاع الأهلي وتحمل مسؤولياته الوطنية، والاهتمام بالفرد والأسرة كونهما اللبنات الأولى للمجتمع في المملكة وبيان السياسة الداخلية والخارجية السعودية التي تقوم على ركيزة تعاليم الإسلام ومبادئه، كما يؤكد دائماً في كلماته وخطبه في هذا الجانب أنّ الوطن إنما تأسس وتطور ونما بشراكة دائمة ومستقرة بين الدولة والمواطن، وكذلك خصّ ولي العهد في كلماته في مناسبات أخرى نظام الحكم والشورى بالتوضيح والتأكيد على مبادئهما النبيلة، وتطرقت خطب الأمير إلى الاهتمام بقضايا العرب والمسلمين، ومؤازرتهم مادياً ومعنوياً.
يذكر أنّ كتاب السيرة الذاتية للأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أُصدر حتى يمكن الربط بين الخطب والكلمات والمرحلة التاريخية بمناصبها وأحداثها له، كما وضعت الدارة لكل خطبة وكلمة له تم نشرها في الإصدار عنواناً يحمل الدلالة الكاملة من نص الخطبة والكلمة، ويعبر عن المناسبة، ووثقت كل خطبة وكلمة بتاريخها ومناسبتها والمدينة التي احتضنتها، ويعد هذا الكتاب الوثائقي لخطب وكلمات صاحب الأمير سلمان مادة توثيقية وتاريخية لكثير من مراحل التطور والازدهار التي عاشتها المملكة من العلاقة الوثيقة بين ولاة الأمر والمواطنين وما تحمله من مضامين التوجيه والرعاية، وتشف عنه من السياسات الداخلية والخارجية، وتوضيح مواقف المملكة داخل المجتمعات الغربية، وإظهار المساندة والتأييد داخل المجتمعات العربية والإسلامية، كما تميزّت خطب الأمير سلمان بسهولة العبارة ونقائها وقربها من نبض الشارع وهموم الناس على مختلف شرائحهم واهتماماتهم، وارتكزت على التأكيد المباشر أو غير المباشر على المبادئ الإسلامية التي قامت عليها السعودية تحت قيادة المؤسس الملك عبد العزيز وبمشاركة من المواطنين المخلصين، كما يتكرر في خطب وكلمات ولي العهد حرصه على خدمة الإسلام والمسلمين والأماكن المقدسة، ولا تخلو من المطالبة بمزيد من التطوير والتقدم لشؤون الحياة المختلفة بالاعتماد على الشباب والمتخصصين والأخذ بكل جديد يتوافق مع القيم الوطنية والإسلامية.
الموضوع السابق
الموضوع التالى
