معارك التترات.. وقواعد فك الاشتباك

طريق
طريق
طريق
طريق
4 صور

ليس سرًا يذاع أن ترتيب اسم الممثل النجم وحجمه ومكانه في تترات المسلسل التلفزيوني، يأتي غالبًا نتيجة اشتراطات تعاقدية مسبقة، وهي اشتراطات ستزداد تعقيدًا بلا شك وتتحول إلى مفاوضات حادة مع القائمين على الإنتاج، إذا كان اسم هذا الممثل سيظهر مع ممثلين آخرين في المكان ذاته.
حدة المفاوضات حول ترتيب الأسماء في تترات العمل، وربما الخلافات حولها، سرعان ما تعلن عن نفسها في شارة العمل وقت عرضه، عبر ما تتفتق عنه قريحة الإنتاج في سعيهم لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف.
ورغم أن تاريخ الممثل وشهرته الجماهيرية وجاذبيته التسويقية ومساحة حضوره في الحكاية وتأثيره في مساراتها معايير لابد أن تؤخذ مجتمعة في ترتيب الأسماء، إلا واقع الحال يشي بأن الأمور لا تسير وفق ذلك المنطق، في شارة مسلسل الطريق على سبيل المثال، يظهر اسما الفنانين «عابد فهد» و«نادين نسيب نجيم» معًا في سطر واحد في بداية يسبق اسم المسلسل، إلا أن ترتيب الاسمين ضمن هذا السطر سيتغير من حلقة إلى أخرى، فيظهر في الحلقات الفردية اسم الفنانة نجيم أولاً وفي الحلقات الزوجية اسم الفنان فهد أولاً... وتبديل مكان الاسمين على هذا النحو هذا يوحي بأنه اقتراح إنتاجي لفض اشتباك ما اندلع حولها.
في رمضان 2014 قدم الفنانان فهد ونجيم مسلسل «لو» وفي التترات المسلسل ظهر اسم الفنان عابد أولاً، قبل أن يدخل على نحو متزامن اسم الفنان يوسف الخال إلى يمين اسمه واسم الفنانة نادين نجيم إلى يساره، واليوم بعد أربع سنوات من تاريخ إنتاج «لو» تغير الحال، وصارت الفنانة نجيم تزاحم عابد فهد على ترتيب الاسم.. بلا شك أن نجيم فنانة مجتهدة، تطور أداؤها وأثبت حضورها خلال فترة وجيزة، وتقدمت لتحجز لنفسها على قائمة نجمات لبنان الأهم، ولكن هل ما حققته في تجربتها الفنية، بلغ حد أن تتقدم اسم فنان بتاريخ فني كبير ومختلف مثل عابد فهد.. ألا يبدو فارق التاريخ الفني واضحًا للعيان بفارق الأداء بين بطلي «طريق»..؟!
لطالما كان العامل الحاسم في ترتيب أسماء الفنانين في التترات عند تساوي المعايير الإنتاجية والفنية هو التاريخ الفني لكل منهم، بل وإن هذا الأخير كان يشفع لصاحبه حين يكون بمساحة حضور أقل في العمل الفني، فيقال على سبيل المثال أن اسم الممثل البريطاني «إيريكبورتمان» كان سيوضع في مرتبة ثانية في تترات فيلم (49th Parallel)، لكن زملاءه نجوم الفيلم «ليزليهوارد» و«ريموندماسي» و«لورانس أوليفييه» و«أنطونوالبروك»،اعترضوا على ذلك، وأصروا على وضع اسمه مع أسمائهم قبل اسم الفيلم.
ذلك مثال يعود للعام 1941، وفيه بدا أن للتاريخ الفني القيمة الأسمى في ترتيب الأسماء الفنية، فهل تراجعت تلك القيمة في موازين الفن بعد أكثر من سبعة عقود في العالم كله، أم أنها سقطت فقط من حسابات الإنتاج في الوطن العربي..؟