العالم المصري عادل محمود يرحل بصمت وبيل غيتس يعلن وفاته

العالم المصري عادل محمود
2 صور

الدكتور عادل محمود، طبيب وعالم مصري متخصص في الأمراض المعدية، يرحل بصمت في مستشفى مانهاتن في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز 76 عامًا، ولا يفطن لموته أحد إلى أن ينعيه بيل غيتس الذي كتب عنه مودعاً: «هذا الشهر، فقد العالم واحداً من أعظم مكتشفي اللقاحات في عصرنا. أنقذ الدكتور عادل محمود حياة عدداً لا يحصى من الأطفال».
ساهم د. عادل محمود في إنقاذ حياة الملايين عن طريق إنتاج لقاحات ضد فيروسات قاتلة مثل «فيروس الورم الحليمي البشري - HPV» المسبب لسرطان عنق الرحم، و«فيروس الروتا – Rota virus» المسبب للإسهال عند الرضّع.
أفنى عمره في الأبحاث الطبية خاصة الأمراض المعدية، من أجل توفير أقصى درجة من الحماية والوقاية للبشر في مختلف أنحاء العالم. ولعب دورًا حيويًا في تطوير لقاحات متعددة في الصحة العامة أنقذت حياة الملايين حول العالم. خلال حياته المهنية في الطب، برز اسمه كواحد من أبرز الأسماء في مجال الصحة العالمية. كان قائدًا مؤثرًا في المجال الأكاديمي، وأبحاث وتطوير الطب الحيوي، والسياسة الصحية العالمية. شملت مساهماته الرئيسية كلّا من العلوم والصحة العامة، ودراسة أمراض المناطق المدارية المهملة؛ خاصة العدوى الطفيلية.

أسرته
ولد لأسرة مصرية في القاهرة في 1941، وكان الأكبر بين أخوت، حين كان في العاشرة من عمره، ذهب لشراء عقار «البنسلين» لوالده المصاب بالتهاب رئوي حاد، لكنه توفي قبل عودته. وكان هذا حافزاً له ليلتحق بكلية الطب في جامعة القاهرة، وتخرج عام 1963.
غادر إلى المملكة المتحدة، ليحصل على الدكتوراه في عام 1971، وتركزت أبحاثه في البداية على «دور الحمضات – eosinophils» وهو نوع من خلايا الدم البيضاء تقوم بالدفاع ضد الديدان الطفيلية.

حياته المهنية
شغل عدة مناصب منها رئيس الجمعية الدولية للأمراض المعدية في الفترة 1990-1992، ومبادرة اللقاحات الدولية لمكافحة الإيدز، والمعهد الدولي للقاحات والعديد من الشركات في القطاع الخاص. خلال ذلك، قدم المشورة العلمية لمنظمة الصحة العالمية والمعاهد الوطنية للصحة، ومراكز السيطرة على الأمراض، والأكاديميات الوطنية، ومؤسسة «روكفلر» والجامعات ومؤسسات الأبحاث في جميع أنحاء العالم.
ترأس الدكتور عادل محمود شركة ميرك وأشرف على إنتاج وتسويق العديد من اللقاحات التي حققت تقدمًا كبيرًا في الصحة العامة. أهم هذه اللقاحات، كانت المستخدمة في الحماية ضد «فيروس الورم الحليمي البشري – HPV» المسبب لسرطان عنق الرحم، والأعضاء التناسلية والشرج. كما طور لقاحًا آخر يمنع عدوى «فيروس الروتا – Rota virus»، وهو فيروس قاتل يسبب الإسهال عند الرضع.

ساعد الدكتور في إنتاج لقاحات أخرى مثل لقاح مضاد للحصبة، النّكاف، الحصبة الألمانية، جديري الماء، والوقاية من القوباء المنطقية.

بعد شركة ميرك بدأ العمل كمحلل سياسي في كلية «وودرو ويلسون» للشؤون العامة والدولية في جامعة برينستون، وعمل كمحاضر برتبة أستاذ في قسم البيولوجيا الجزيئية والشؤون الدولية، كما كان جزءًا لا يتجزأ من برنامج الصحة العالمي في الكلية. خلال عمله في الجامعة، شارك في مناقشات السياسة العامة، وعمل من أجل إلهام الجيل القادم بأهمية حب التعلّم والعلوم، والاهتمام بالصحة العامة، حيث كانت هي الإشارة التي أرشدته لحياته المهنية.