العنف في مرحلة الطفولة يسبب تغيُّرات في الدِّماغ

يتعرَّض الكثير من الأطفال للعنف أو سوء في المعاملة كنوع من التربية أو لمشاكل نفسيَّة لدى من يعرِّضهم للعنف، وكشفت دراسة ألمانيَّة كنديَّة مشتركة أنَّ النِّساء اللواتي تعرَّضن لعنف وسوء معاملة أثناء فترة الطُّفولة، يعانين من تغيَّرات في قشرة الدِّماغ.

وقد يكون العنف الذي تعرَّضن له سببًا في المشاكل السلوكيَّة والنفسيَّة والجنسيَّة التي يعانين منها في فترات لاحقة من حياتهن، حيث شملت الدراسة "51" امرأة تعرَّضن لأنواع مختلفة من العنف أثناء مرحلة الطُّفولة، وبيَّنت صور الرنين المغناطيسيّ التي أجريت لأدمغتهن تغيُّرات نوعيَّة في قشرة الدماغ وفقًا لنوع سوء المعاملة والعنف الذي تعرّضن له، ففي حالات العنف الجنسي، لوحظ نقص في سماكة قشرة الدماغ في المنطقة التي تصل إليها النهايات الحسيَّة للمنطقة التناسليَّة لدى المرأة، ونفس المظهر كان لدى النِّساء اللواتي تعرَّضن لسوء المعاملة العاطفيَّة والنفسيَّة.

وقال الدكتور "شارلز نمروف" مدير مركز الشيخوخة في برلين: "هذه الدراسة هي الأولى التي توثِّق وجود تغيُّرات طويلة الأمد في بعض المناطق، خاصَّة في الدماغ كنتيجة لسوء المعاملة والإهمال، وإنَّ هذه الخطوة التي أدَّت لتحديد تغيُّرات واضحة في بنية الدماغ يمكن أن تغيِّر من طرق العلاج الهادفة لتعديل التأثُّرات النفسيَّة التي يمكن أن تستمر مدى الحياة، ويعود هذا التراجع في سماكة قشرة الدماغ للمناطق الحسيَّة بأنه وسيلة دفاعيَّة يسعى إليها الجسم لإيقاف الإحساس بالألم، والأذى العاطفي، والآثار النفسيَّة التي يسببها هذا العنف الجسديّ أو العاطفي، لكن عدم التطوُّر الحاصل في قشرة الدماغ يؤدِّي فيما بعد لاضطرابات سلوكيَّة تتجلى عند النُّضج، وفي مراحل لاحقة من الحياة".

الجدير بالذِّكر، أنَّ إحصاءات اليونيسيف "منظمة الأمم المتحدة للطُّفولة"، تشير إلى وجود ما يقارب الثلاثمائة مليون طفل حول العالم يتعرّضون للعنف والاستغلال والإساءة، ويشمل ذلك أشكال العنف المتعددة ضد الأطفال، ومنها: الإيذاء البدنيّ، والنفسيّ، والعاطفيّ.