فتيات الكويت يقبلن على الرياضات القتالية بقوة

المدربة سهام الخريف
اللاعبة شريفة الصرام، أثناء التمرين
3 صور

لم تعد الألعاب القتالية مقتصرة على الرجال، كونها تتسم بالعنف والخطورة في بعض الأوقات، وعلى الرغم من كون الرياضات القتالية، كلعبتي: (إم إم إيه)، و(الكيك بوكسنيغ)، من الرياضات الخاصة بالغة العنف؛ فإن إقبال الفتيات عليها بالكويت بات ملحوظًا ومتزايدًا في الآونة الأخيرة.
ويطرح اتساع رقعة المشاركات في هذه الألعاب، التي لا تتماشى مع طبيعة الفتاة وتوفير العديد من الأندية الخاصة بالنساء في الكويت، صالات ومعدات ومدربات خاصات لهذه الألعاب، العديد من التساؤلات حول سبب انتشارها بين صفوف الفتيات.
ورأت بطلة الفنون القتالية المختلطة (إم إم إيه)، سهام الخريف في حديثها، أن تلك الرياضة "لا تنتقص من أنوثة المرأة"؛ بل تساعدها على تعزيز ثقتها بالنفس، وتجعلها في وضع صحي ولياقي أفضل.
وأضافت الخريف، أنها اختارت هذه اللعبة بعد متابعتها لها، لاسيما وأنها تسهم في طرد الطاقة السلبية، وتساعد على تهذيب النفس وإزالة التوتر والقلق، وفيما يتعلق بالأسباب التي تعيق حدوث انتشار أكبر للعبة الفنون القتالية بين النساء في الكويت، أوضحت الخريف أن من أبرزها: "خوف الأهل من تعرض الفتاة للإصابات"؛ إضافة إلى "نظرة المجتمع" لهذه اللعبة؛ قائلة إن هذا الأمر "غير صحيح؛ لتوافر معدات الحماية واحترافية المدربات.
وشددت على أن تلك الأسباب السابقة لم تمنعها من الإصرار والمثابرة في ممارسة تلك الرياضات، وتحقيقها مرتبة اللاعبة الأولى والوحيدة التي حصلت على لقب احترافي في رياضة الـ (كيك بوكسينغ) في الكويت، وحصولها على خمس ميداليات ذهبية وميداليتين فضيتين في مختلف أنواع الفنون القتالية.
من جانبها قالت المتدربة شريفة الصرام، إنها بدأت بتلقي تدريبات على لعبة الفنون القتالية المختلطة (إم إم إيه) مع المدربة سهام الخريف، وأصبحت مؤهلة لدخول البطولات؛ لما تملكه من خلفية حول ممارسة الفنون القتالية؛ إذ حصلت على المركز الأول في إحدى البطولات.
وبينت أن سبب انخراطها في تلك الرياضة، رغبتها في السيطرة على الشعور بالخوف والرهبة لدى مواجهة أي ضغط خارجي؛ موضحة أنها أصبحت الآن أكثر ثقة بنفسها وأقل خوفًا ورهبة من مواجهة المواقف الصعبة التي تحتاج إلى إثبات الذات والدفاع عن النفس.
من ناحيتها قالت فاطمة القطان، وهي مدربة في لعبة (كاجو كنبو)، التي تجمع بين أكثر من فن قتالي، وهي (الكاراتيه والجودو والكونفو والملاكمة)، وتأسست في جزيرة هاواي، إنها اختارت تلك اللعبة بسبب حبها لها، وما تقدمه من فن وروح التعاون؛ علاوة على حاجتها إلى الدفاع عن النفس.
وأشارت إلى أن رفض والدها كان أحد أكبر المعوقات التي واجهتها؛ لاعتقاده أن هذا النوع من الرياضات مقتصر على الرجال فقط ولا يليق بالنساء.
وأوضحت القطان، أن الدافع الذي جعلها تستمر في ممارسة (الكاجو كنبو)، هو رغبتها بالدرجة الأولى في الحصول على مركز متقدم؛ لتصبح أول مدربة في النادي حاصلة على الحزام الأسود.
من جانبها أوضحت المتدربة مريم الصقر، أن السبب الرئيسي لممارسة أية لعبة والإبداع فيها، هو بالطبع حب هذه اللعبة، علاوة على محاولة احترافها تمهيدًا للانضمام إلى بطولات دولية ورفع علم البلاد فيها.
وأوضحت أن هناك أسبابًا أخرى تدفع النساء لممارسة هذا النوع من الرياضات، منها: رفع اللياقة والمرونة وحرق الدهون والسعرات الحرارية .

سجل مميز
سهام الحريف ذات سجل مميز وإنجازات كمدربة فريق النساء وبطلة، منها:
اللاعبة الأولى والوحيدة، التي حصلت على لقب احترافي في الكيك بوكسنج بتاريخ الكويت.
ذهبية بطولة الكويت للسيدات السابعة للكيك بوكسنج.
ذهبية بطولة الكويت للسيدات السادسة للكيك بوكسنج.
فضية بطولة الكويت للسيدات الخامسة للكيك البوكنسج.
فضية بطولة الكويت للسيدات الرابعة للكيك بوكسنج.
ذهبية بطولة الكويت الثالثة للكيوكشن كاراتيه.
ذهبية بطولة الكويت الثانية للكيوكشن كاراتيه.
ذهبية بطولة الكويت الأولى للكيوكشن كاراتيه.

خطوات ثابتة
بشكل عام في الرياضة القتالية وغيرها، تعدّ الرياضة النسائية الكويتية قد قطعت شوطًا طويلاً وخطوات ثابتة على طريق التطور الملحوظ في العديد من ميادين المنافسة، تمكنت خلالها بعض الفتيات الرياضيات الكويتيات من خوض غمار المنافسات العالمية.
ويحرص القائمون على الرياضة النسائية الكويتية، على الانطلاق في تلك الرياضة بمعنويات عالية وجهود مخلصة؛ أملاً في تحقيق الإنجازات ورفع علم دولة الكويت في شتى المحافل الرياضية.
مع ذلك فإن الرياضة النسائية مازالت بحاجة إلى دعم أكبر من الدولة، والإيمان بأهميتها وإفساح المجال أكثر أمام الفتاة الكويتية؛ لخوض غمار المنافسات العالمية بشكل رسمي ودعم حكومي، وليس بجهود فردية فقط.