في ذكرى ميلاد "غاندي".. العالم يحتفل بـ"اليوم الدولي للاعنف"

الزعيم الهندي المهاتما غاندي
اليوم الدولي للاعنف
نحو اللاعنف والتسامح في العالم
المهاتما غاندي
طابع بريدي للأمم المتحدة بمناسبة اللاعنف
غاندي رائد حركات اللاعنف بالعالم
بذكرى ميلاد الماهاتما غاندي
منحوتة اللاعنف أو المسدس المعقود لكارل فريدريك رويترزوارد
9 صور

لا يمكن عند الحديث عن حركات واتجاهات الـ"لاعنف"، أن نُغفل رائدها الأول والمعلم الأهم لهذه الحركات السلمية، التي تنبذ القوة والعنف والسلاح في الطريق والسعي إلى تحقيق الحرية والحقوق المدنية، وهو "الماهاتما غاندي"، زعيم حركة استقلال الهند، ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف في العالم، ولذلك عند اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخ 15 حزيران / يونيو من العام 2007، قرروا أن يؤسسوا يوماً دولياً للاعنف، واختاروا حينها ذكرى ميلاد المفكر الزعيم الهندي "غاندي"، للإحتفال بهذا اليوم، ومنذ ذلك الحين، أصبح الثاني من تشرين الأول / أكتوبر من كل عام، هو "اليوم الدولي للاعنف".

وبحسب ما نشرته الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي بهذه المناسبة، أنه ووفقاً لقرار الجمعية العامة رقم "61/271" والتي كان بتاريخ 15 حزيران / يونيو من العام 2007، والذي نصّ حينها على إحياء ذكرى ميلاد "الماهاتما غاندي"، فيعد هذا اليوم الدولي هو مناسبة مهمة للغاية لنشر رسالة اللاعنف، وذلك عبر عدة طرق منها التعليم وتوعية الجمهور، ويؤكد هذا القرار مجدداً لهذا العام على "الأهمية العالمية لمبدأ اللاعنف، والرغبة في تأمين ثقافة السلام والتسامح والتفاهم واللاعنف".


"المهاتما غاندي" .. روح السلام واللاعنف في العالم
وكانت حياة وقيادة الزعيم السلمي الهندي "الماهاتما غاندي"، الذي ولد في الثاني من شهر تشرين الأول / أكتوبر للعام 1869، وتم اغتياله بسبب حركته السلمية الساعية إلى استقلال الهند، في الـ30 من شهر كانون الثاني / يناير للعام 1948، عن عمر ثمانية وسبعين عاماً. مصدر إلهام مهم وأساسي لمختلف حركات اللاعنف الداعية إلى الحقوق المدنية والتغيير الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم، وقد ظل "غاندي"، طيلة حياته ملتزماً بإيمانه باللاعنف حتى في ظل الظروف القمعية وفي مواجهة تحديات يبدو أنها لا يمكن التغلب عليها.

وقد كانت النظرية التي تستند إليها أعمال "الماهاتما غاندي"، والتي تضمنت تشجيع العصيان المدني على نطاق جماهيري ضد القانون البريطاني مثلما حدث في مسيرة الملح التاريخية عام 1930، هي أن "الوسائل العادلة تفضي إلى غايات عادلة"؛ أي أنه ليس من المنطقي محاولة استخدام العنف لإيجاد مجتمع مسالم. فقد كان يؤمن بأن الهنود يجب ألا يستخدموا العنف أو الكراهية في كفاحهم في سبيل التحرر من الاستعمار.

ما هو مبدأ "اللاعنف"؟
وتعرف الأمم المتحدة مبدأ اللاعنف، والمعروف أيضاً باسم "المقاومة اللاعنيفة" أو السلمية، بأنه رفض استخدام العنف الجسدي لتحقيق تغيير اجتماعي أو سياسي. وهذا الشكل من أشكال الكفاح الاجتماعي، الذي كثيراً ما يوصف بأنه "سياسة الناس العاديين"، قد تبنته جماهير الناس في مختلف أنحاء العالم في حملات ترمي إلى تحقيق العدل الاجتماعي.

وبحسب تعريف الباحث بشأن المقاومة اللاعنيفة البروفيسور "جين شارب"، في منشوره الذي يحمل اسم "سياسة العمل اللاعنيف"، قال: "إن العمل اللاعنيف هو أسلوب يستطيع به الناس الذين يرفضون السلبية والخضوع، والذين يرون أن الكفاح ضروري، أن يخوضوا صراعهم من دون عنف، والعمل اللاعنيف ليس محاولة لتجنب أو تجاهل الصراع. بل هو استجابة لمشكلة كيفية العمل بفعالية في مجال السياسة، لاسيما كيفية استخدام القدرات بفعالية".

ومع أن اللاعنف يُستخدم في الغالب كمرادف لمذهب السلام، فقد تبنت حركات كثيرة تدعو إلى التغيير الاجتماعي ولا تركز على معارضة الحرب مصطلح اللاعنف منذ منتصف القرن العشرين. ومن الركائز الأساسية لنظرية اللاعنف أن سلطة الحكام تعتمد على موافقة السكان، ومن ثم يسعى اللاعنف إلى تقويض هذه السلطة من خلال سحب موافقة وتعاون الشعب.