عاشقات الطيران الشراعي: إحساس بالحرية والمغامرة

11 صور

يعدّ لبنان من البلدان الجيدة؛ لممارسة هواية الطيران الشراعي؛ لأنه يمتلك الشمس والجبال التي تشكّل عوامل ضرورية، فنجدهن تنطلقن من أعالي الجبال والهضاب متمسكات ببضعة أسلاك وقطعة قماش ملوّنة، وتخترقن الهواء؛ بحثاً عن لحظات حرية، قد لا تعرف طعمها أبداً من لم تتذوّقها... إنهن عاشقات الطيران الحرّ بالمظلة، الهواية التي تخطف قلوب الكثيرين والكثيرات ممن يحلمون بالتحليق قرب النسور في القمم.
حول هذا الموضوع، يقول رجا سعادة (المدرب المحترف لهواة الطيران الشراعي ورئيس نادي «ترميك للطيران الشراعي» في لبنان): «إن الطيران بالمظلة لحظات حرية بين السماء والأرض».

هواية الحرية
يعدّ رجا سعادة أن ظهورها كان في الثمانينيات، وهي ليست بهواية قديمة، خاصة وأنني من أشدّ متابعيها عندما كنت مقيماً في فرنسا، حيث كنت أشاهد دائماً وأتابع هذه الهواية حتى تعلّمتها بشكل تام، وأصبحت مهنتي وهوايتي.
وحول الأغراض التي يحتاجها محبو هذه الهواية، اعتبر رجا أنهم بحاجة إلى المظلة، والكرسي الموجودة في داخلها، والخوذة والمظلة التي تحميهم من أي ضرر.
أما الأغراض التي ليست ضرورية ويمكن استعمالها فهي الحذاء الخاص بالطيران، آلة لتحديد العلو والـGPS.
أما العمر المحدّد للأشخاص الذين يبغون ممارسة هواية الطيران الشراعي، ففي لبنان يوجد قانون ينصّ على أن الأشخاص الذين يودّون تعلّم هذه الهواية يجب أن يكونوا قد بلغوا 18 عاماً. أما الأشخاص الذين يرغبون بالطيران مع شخص آخر فليس هناك من عمر معين، وإنما يجب أن تكون أوزانهم من الـ40 وما فوق.

احتفال في المظلة
ومن الطرائف التي ذكرها رجا سعادة أنه احتفل بزواجه على متن المظلة، كما يضمّ النادي الذي يرأسه 60 شاباً وفتاة، وله قوانين يجب اعتمادها، خاصة وأن مخاطر التحليق لا تذكر، والحوادث تقع مع المحترفين وليس مع الهواة، وسببها الثقة الزائدة في النفس وعدم اتّباع التعليمات، فنراهم يطيرون في ظروف غير ملائمة.
وحول وزن المظلة الشراعية، يقول رجا سعادة بأنه «يبلغ بين 15 و20 كيلوغراماً، وتبلغ مساحتها قرابة 13 متراً مربعاً، ويتراوح سعرها بين 2000 و3000 دولار أميركي».

فتيات في المظلات الشراعية
حول هذا الموضوع تقول زينة ساسين (42 عاماً- مخرجة فنية): «على الرغم من أن تاريخ دخول الطيران بالمظلة إلى لبنان لا يتعدى عشر السنوات، وهي لا تزال تعدّ هواية جديدة نسبياً، إلا أن عدد محبيها والمتحمسين لممارستها في ازدياد مستمر، خصوصاً أنها لا تقتصر على الشباب فحسب، بل تتميّز بدخول العنصر «اللطيف» إليها، حتى إن نسبة مشاركته باتت تفوق 20 في المئة».

وأضافت:
«تعرّفت إلى مدرسة التحليق من خلال مجموعة أصدقاء وصديقات لي عام 1998، شاهدت العروض برفقتهم، فأحببتها وقررت تعلّمها إلى حين تعرّضت لحادث في يدي منعني من مزاولتها منذ عام 2010.
فلا شيء يجب أن يقتصر على الشباب وحدهم، ولكن لا أخفي سراً إذا قلت بأن الشعور الكبير بالخوف كان دائماّ يرافقني في كل مرّة أطير فيها أو في كل رحلة تحليق، ولكنني عندما كنت أشاهد رفاقي يطيرون، أشعر فوراً بالحماسة وبالرغبة في أن أكون مكانهم ومعهم لتذوّق الشعور بالحرية واختراق الطبيعة والهدوء والطمأنينة، ونسيان الوقت والزمن.

وعمّا إذا شاركت في رحلات للتحليق خارج لبنان، تؤكد زينة أنها سافرت إلى كل من النيبال وأستراليا وموناكو؛ للمشاركة في عدّة مهرجانات تتعلّق بهذه الرياضة تحديداً.

هواية آمنة
حول إذا كانت قد تعرّضت لحادث يذكر أثناء التحليق، نفت زينة هذا الموضوع قائلة: «إن هذه الهواية آمنة بخلاف ما يعتقد كثيرون، فغالبية الحوادث قد تحصل خلال التحليق في ظروف جوية غير ملائمة، أو إذا لم يتمّ التأكد وتفحّص أجهزة التحليق جيداً».
لا يوجد برنامج محدّد للطيران وممارسة هذه الهواية، إنما يرتبط الأمر بأوقات الفراغ والطقس الملائم.

* أما هلا شاهين (40 عاماً- مديرة شركة) فتعدّ أن ممارسة هذه الرياضة من أجمل الأمور التي قامت بها في حياتها.

وتضيف:
«بدأت ممارسة هذه الهواية من خلال أخي الذي كان موجوداً في فرنسا، وأراد الاستقرار في لبنان لفتح مدرسة تدرّب كيفية الطيران في الجو، ولكن للأسف لم يتحقق هذا الأمر، وكنت في كل مرّة أطلب منه أن يدرّبني على هذه الرياضة إلى حين أصبحت محترفة جداً، حتى أنني أسافر إلى خارج لبنان؛ كي أقوم بعدّة رحلات في الجو، وهي من أجمل الرياضات في العالم؛ لأنها تشعر الإنسان بالحرية والمتعة النفسية، خاصة عندما يراقب الطبيعة والأرض من تحته».

عصفور طائر
وأكّدت هلا قائلة:
عندما أكون بالجو أشعر بأنني عصفور طائر لا أحد يستطيع اللحاق والإمساك به، ولا حدود له في الجو، وفي إحدى المرّات حلقت في الجو لمدة 3 ساعات متواصلة من دون الشعور بالتعب، ولم أشعر كيف مرّ الوقت بسرعة».